كتابات
07/06/2016

أين نحن من الاعتبار؟!

أين نحن من الاعتبار؟!

نبقى في رحاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، وما في الخطب الشّريفة من محطّات للاعتبار والتذكّر، والتزوّد بما ينفع النّفس ويصلحها، ويفتح مداركها على كلّ قيمة ومعنى وحضور.

يقول أمير المؤمنين في إحدى خطبه الشّريفة:

"فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ، لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا عَايَنُوا، وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الحِجَابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقٍّ أَقَولُ لَكُمْ: لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَمَا يُبَلِّغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ إِلاَّ البَشَرُ".

ينبّهنا أمير المؤمنين(ع) لحال من مضى وما عاينوه، كي نتَّعظ ونرتدع عن المعاصي، ونمنع أنفسنا من اقتحام الآثام، هذه الحال الّتي عاينها الماضون، لو كُشفت لنا نحن الأحياء لفزعنا ووهلنا، وبادرنا إلى الاعتبار والطَّاعة، وإلى التَّقوى والتزوّد بالعمل الصَّالح، والسّعي للعمل للآخرة. وفي الحديث إشارةٌ إلى الموت وأحواله وأهواله، وإلى القبر وغربة الإنسان فيه ووحشته ووحدته..

فلقد بُصِّرنا بما جاء به كتاب الله، وما دعا إليه رسول الله(ص) والأئمّة(ع) من بعده والعلماء الربّانيّون، وأُسمعنا كلام الهداية والموعظة والحكمة، وهُدينا من قبلُ بكلام الله ودعوة أنبيائه، وما حصل من عِبَر كثيرة قبلنا، فيها من الدّروس ما يكفي للازدجار عن الآثام والانحرافات. فهل نسمع ونعي؟

وأين نحن اليوم من الهداية والتّبصرة والاعتبار والاتّعاظ والازدجار؟ فالدّنيا دار بلاء وفناء، والآخرة دار خلود وبقاء، وحده العمل الصّالح ما يؤسِّس للمؤمن آخرته على أسس ثابتة وينجيه من كلّ الأهوال.

ويتابع أمير المؤمنين(ع): "فإنَّ الغاية أمامَكُم، وإنَّ وراءكُم السّاعة تحدّدكم، تخَفَّفُوا تلحقُوا، فإنّما ينتظِرُ بأوَّلِكُم آخِركُم".

"فإنّ الغاية أمامكُم"، أي الموت الّذي لا ريب فيه، فهو نهاية الإنسان، وبعده الحساب والوقفة بين يدي الله تعالى..

"وإنَّ الساعة وراءكم تحدّدكم"، أي أنّ ساعة القيامة تسوقنا إلى الوقفة والحشر والحساب، وكما أنّ القيامة تسوقنا، فالنّفس معها شاهدٌ يشهد عليها بعملها، الصَّغير منه والكبير.

وكان الإمام أمير المؤمنين(ع) قد قال في وصيّةٍ لولديه الحسن والحسين(ع): "من كانت مطيّته اللّيل والنّهار، فإنّه يُسار به وإن كان واقفاً، ويقطع المسافة وإن كان مقيماً وادعاً، واعلم يقيناً أنّك لن تبلغ أملك، ولن تعدو أجلك".

"تخفّفوا تلحَقُوا" فمن تخفَّف من الذّنوب، لحق بالصّالحين وحُشِر معهم وفي زمرتهم.

"فإنَّما يُنتظر بأوّلكم آخركم"، يأتي بعد الإنسان أولاده وأحفاده إلى الحياة، ونهاية الكلّ واحدة، والسَّابق ينتظر اللاحق، ولا يسبقه إلى البعث والحساب.

فهل نعمل لنتحرَّر من الذّنوب والأهواء، ونأتي ربَّنا يوم القيامة، ونحن بلا أوزار تثقلنا، ونُجزى الجزاء الأوفى، ونلحق بالصَّالحين من عباد الله تعالى، ونحشر في جنَّات الخلد، هذه الجنان الّتي تحتاج إلى التَّقوى والعمل الصَّالح والكلم الطيِّب والموقف الصَّحيح والحركة النَّافعة الواعية في الحياة؟! فالله تعالى لا يُخدَع عن جنَّته.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نبقى في رحاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، وما في الخطب الشّريفة من محطّات للاعتبار والتذكّر، والتزوّد بما ينفع النّفس ويصلحها، ويفتح مداركها على كلّ قيمة ومعنى وحضور.

يقول أمير المؤمنين في إحدى خطبه الشّريفة:

"فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ، لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا عَايَنُوا، وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الحِجَابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقٍّ أَقَولُ لَكُمْ: لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَمَا يُبَلِّغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ إِلاَّ البَشَرُ".

ينبّهنا أمير المؤمنين(ع) لحال من مضى وما عاينوه، كي نتَّعظ ونرتدع عن المعاصي، ونمنع أنفسنا من اقتحام الآثام، هذه الحال الّتي عاينها الماضون، لو كُشفت لنا نحن الأحياء لفزعنا ووهلنا، وبادرنا إلى الاعتبار والطَّاعة، وإلى التَّقوى والتزوّد بالعمل الصَّالح، والسّعي للعمل للآخرة. وفي الحديث إشارةٌ إلى الموت وأحواله وأهواله، وإلى القبر وغربة الإنسان فيه ووحشته ووحدته..

فلقد بُصِّرنا بما جاء به كتاب الله، وما دعا إليه رسول الله(ص) والأئمّة(ع) من بعده والعلماء الربّانيّون، وأُسمعنا كلام الهداية والموعظة والحكمة، وهُدينا من قبلُ بكلام الله ودعوة أنبيائه، وما حصل من عِبَر كثيرة قبلنا، فيها من الدّروس ما يكفي للازدجار عن الآثام والانحرافات. فهل نسمع ونعي؟

وأين نحن اليوم من الهداية والتّبصرة والاعتبار والاتّعاظ والازدجار؟ فالدّنيا دار بلاء وفناء، والآخرة دار خلود وبقاء، وحده العمل الصّالح ما يؤسِّس للمؤمن آخرته على أسس ثابتة وينجيه من كلّ الأهوال.

ويتابع أمير المؤمنين(ع): "فإنَّ الغاية أمامَكُم، وإنَّ وراءكُم السّاعة تحدّدكم، تخَفَّفُوا تلحقُوا، فإنّما ينتظِرُ بأوَّلِكُم آخِركُم".

"فإنّ الغاية أمامكُم"، أي الموت الّذي لا ريب فيه، فهو نهاية الإنسان، وبعده الحساب والوقفة بين يدي الله تعالى..

"وإنَّ الساعة وراءكم تحدّدكم"، أي أنّ ساعة القيامة تسوقنا إلى الوقفة والحشر والحساب، وكما أنّ القيامة تسوقنا، فالنّفس معها شاهدٌ يشهد عليها بعملها، الصَّغير منه والكبير.

وكان الإمام أمير المؤمنين(ع) قد قال في وصيّةٍ لولديه الحسن والحسين(ع): "من كانت مطيّته اللّيل والنّهار، فإنّه يُسار به وإن كان واقفاً، ويقطع المسافة وإن كان مقيماً وادعاً، واعلم يقيناً أنّك لن تبلغ أملك، ولن تعدو أجلك".

"تخفّفوا تلحَقُوا" فمن تخفَّف من الذّنوب، لحق بالصّالحين وحُشِر معهم وفي زمرتهم.

"فإنَّما يُنتظر بأوّلكم آخركم"، يأتي بعد الإنسان أولاده وأحفاده إلى الحياة، ونهاية الكلّ واحدة، والسَّابق ينتظر اللاحق، ولا يسبقه إلى البعث والحساب.

فهل نعمل لنتحرَّر من الذّنوب والأهواء، ونأتي ربَّنا يوم القيامة، ونحن بلا أوزار تثقلنا، ونُجزى الجزاء الأوفى، ونلحق بالصَّالحين من عباد الله تعالى، ونحشر في جنَّات الخلد، هذه الجنان الّتي تحتاج إلى التَّقوى والعمل الصَّالح والكلم الطيِّب والموقف الصَّحيح والحركة النَّافعة الواعية في الحياة؟! فالله تعالى لا يُخدَع عن جنَّته.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية