كتابات
07/02/2017

اجتزاء الكلام والمسؤوليّة الشرعيّة

اجتزاء الكلام والمسؤوليّة الشرعيّة

لطالما كانت الذهنية التي تنطلق لتشوية مسيرة العلماء تعبّر عن جهل وتخلّف، وفي أحيان أخرى، عن حقد لا تبرّره أيّة مسؤولية شرعيّة أو إنسانيّة. فالقضيّة لا تتّصل فقط بالجانب الشخصيّ للعالم، بل تتعداه إلى أذى المجتمع ككلّ، عندما تجعله هذه الذهنية يعيش الارتباك وعدم معرفة الحقيقة، بل تمارس بحقه أبشع أنواع التضليلات المقيتة التي تمسخ عقله، وتعيق مسيرة انفتاحه، من خلال تقزيم شخصيته، وإبقائها في دائرة السطحية والانفعالية المنحرفة، التي لا تتردّد في تحريف الحقيقة وحرف الحقّ عن مساره الطبيعيّ، لا بل أكثر من ذلك، تصوير الباطل على أنه حقّ، وهذه جريمة كبرى لا يرضاه الله لعباده، فكيف إذا كانت هذه الجريمة ترتكب بحقّ علماء نذروا أنفسهم وأفنوا حياتهم في سبيل تبيان الحقيقة وخدمة الحقّ وأهله، وفتح عقليات الناس على كلّ ما يزكّي أنفسهم.

ومن وسائل البعض، اعتماد طريقة تقطيع الكلام واجتزائه من سياقه العامّ، والادّعاء زوراً وبهتاناً بأن الذي اجتزأه من كلام هو فعلاً وواقعاً ما قاله هذا العالم أو ذاك.

هذا، وقد تعرّض المرجع السيّد فضل الله(رض) لحملات من المغرضين المضلّلين، ولكن الحق والحقيقة ناصعان وواضحان، فمن أرادهما يجدهما. ومن أمثلة ما تعرض له السيّد(ره) من اجتزاء لكلامه، ما جرى تداوله على الشّكل التالي:

"في قتل القطبي: ارتكب (النبيّ موسى) جريمة دينيّة في مستوى الخطيئة" [من وحي القرآن، ج 17، ص 77].

والعجيب كيف يتمّ تحريف الكلام بعناوين برّاقة، لتنسب زوراً وبهتاناً إلى سماحته بما يثير القارىء ويحفّزه.. فإنّ سماحته في الموضع المذكور يطرح سؤالاً، أنّه عندما قال موسى(ع): {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(القصص: 16)، هل كان يشعر بالذّنب لقتله القبطيّ، باعتبار أنّ ذلك يمثّل جريمة دينية في مستوى الخطيئة، أو أن المسألة هي أنّه يشعر بالخطأ غير المقصود الّذي كان لا يجب أن يؤدّي إلى ما انتهى إليه؟ ثم يقول سماحته: "إنّنا نرجّح الاحتمال الثاني، لأن موسى لم ينطلق في المعركة من موقع عدوانيّ ذاتيّ، بل كان همه أن يدافع عن الإسرائيلي ويخلّصه من بين يدي القبطي".

وهذا لا يعني أنّ سماحته ينسب إلى موسى ارتكاب جريمة دينيّة.[استفتاءات].

لذا، فإنّ علينا في كلّ حين، تربية أنفسنا على التثبّت من الحقّ، وتناول الحقائق كما هي، والتأكّد قبل أن ننسب أيّ فعل أو قول إلى أحد، سواء كان عالما أو إنساناً عاديّاً، فذلك من صميم مسؤوليّاتنا أمام الله تعالى، وسنسأل عنها...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

لطالما كانت الذهنية التي تنطلق لتشوية مسيرة العلماء تعبّر عن جهل وتخلّف، وفي أحيان أخرى، عن حقد لا تبرّره أيّة مسؤولية شرعيّة أو إنسانيّة. فالقضيّة لا تتّصل فقط بالجانب الشخصيّ للعالم، بل تتعداه إلى أذى المجتمع ككلّ، عندما تجعله هذه الذهنية يعيش الارتباك وعدم معرفة الحقيقة، بل تمارس بحقه أبشع أنواع التضليلات المقيتة التي تمسخ عقله، وتعيق مسيرة انفتاحه، من خلال تقزيم شخصيته، وإبقائها في دائرة السطحية والانفعالية المنحرفة، التي لا تتردّد في تحريف الحقيقة وحرف الحقّ عن مساره الطبيعيّ، لا بل أكثر من ذلك، تصوير الباطل على أنه حقّ، وهذه جريمة كبرى لا يرضاه الله لعباده، فكيف إذا كانت هذه الجريمة ترتكب بحقّ علماء نذروا أنفسهم وأفنوا حياتهم في سبيل تبيان الحقيقة وخدمة الحقّ وأهله، وفتح عقليات الناس على كلّ ما يزكّي أنفسهم.

ومن وسائل البعض، اعتماد طريقة تقطيع الكلام واجتزائه من سياقه العامّ، والادّعاء زوراً وبهتاناً بأن الذي اجتزأه من كلام هو فعلاً وواقعاً ما قاله هذا العالم أو ذاك.

هذا، وقد تعرّض المرجع السيّد فضل الله(رض) لحملات من المغرضين المضلّلين، ولكن الحق والحقيقة ناصعان وواضحان، فمن أرادهما يجدهما. ومن أمثلة ما تعرض له السيّد(ره) من اجتزاء لكلامه، ما جرى تداوله على الشّكل التالي:

"في قتل القطبي: ارتكب (النبيّ موسى) جريمة دينيّة في مستوى الخطيئة" [من وحي القرآن، ج 17، ص 77].

والعجيب كيف يتمّ تحريف الكلام بعناوين برّاقة، لتنسب زوراً وبهتاناً إلى سماحته بما يثير القارىء ويحفّزه.. فإنّ سماحته في الموضع المذكور يطرح سؤالاً، أنّه عندما قال موسى(ع): {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(القصص: 16)، هل كان يشعر بالذّنب لقتله القبطيّ، باعتبار أنّ ذلك يمثّل جريمة دينية في مستوى الخطيئة، أو أن المسألة هي أنّه يشعر بالخطأ غير المقصود الّذي كان لا يجب أن يؤدّي إلى ما انتهى إليه؟ ثم يقول سماحته: "إنّنا نرجّح الاحتمال الثاني، لأن موسى لم ينطلق في المعركة من موقع عدوانيّ ذاتيّ، بل كان همه أن يدافع عن الإسرائيلي ويخلّصه من بين يدي القبطي".

وهذا لا يعني أنّ سماحته ينسب إلى موسى ارتكاب جريمة دينيّة.[استفتاءات].

لذا، فإنّ علينا في كلّ حين، تربية أنفسنا على التثبّت من الحقّ، وتناول الحقائق كما هي، والتأكّد قبل أن ننسب أيّ فعل أو قول إلى أحد، سواء كان عالما أو إنساناً عاديّاً، فذلك من صميم مسؤوليّاتنا أمام الله تعالى، وسنسأل عنها...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية