كتابات
21/03/2017

هل مات أبو طالب كافراً؟

هل مات أبو طالب كافراً؟

إيمان أبي طالب من الأمور الّتي أثار حولها البعض الكثير من اللّغط والشّبهات، لغايات وحسابات شخصيّة، حاولوا من خلالها استثمار القضيّة في تدعيم مواقفهم الواهية حتى لو كانت زوراً وكذباً، ومنها كفر أبي طالب وموته كافراً، محاولين فبركة الدعايات ووضع الأحاديث المكذوبة في هذا الخصوص، وبأنّه ـ والعياذ بالله ـ في النار.

كما في الحديث في صحيح مسلم، قال رسول الله(ص): "أهون أهل النّار عذاباً أبو طالب، وهو منتعلٌ بنعليْن يغلي منهما دماغه"، وأنّ الله تعالى إضافةً إلى ذلك، أنزل بحقه الآية {إنّك لا تهدي من أحْبَبْتَ ولكنَّ الله يهدي من يشاءُ وهو أعلمُ بالمهتدين}.

وفي المقابل، هناك من أهل السنّة وعلمائهم من يقول بإيمان أبي طالب بالإسلام، كابن أبي الحديد المعتزلي، شارح نهج البلاغة، والقسطلاني في كتاب (إرشاد الساري)، وزيني دحلان في "حاشية السيرة الحلبية".

وفي الأحاديث المنقولة عن الرسول الأكرم(ص)، ما يشهد على إيمان أبي طالب، فعندما توفّي، رثاه الرسول(ص) بقوله: "وا أبتاه وأبا طالباه، وا حزناه عليك، كيف أسلو عليك يا من ربّيتني صغيراً، واجتبيتني كبيراً، وكنت عندك بمنزلة العين من الحدقة، والرّوح من الجسد؟!".

ومنها ما يؤكّد وقوفه مع الرّسول(ص) في وجه عتوّ قريش، قال(ص): "ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب".

وقد سُئِل الإمام زين العابدين(ع) عن إيمان أبي طالب، فأجاب: "إنَّ هنا قوماً يزعمون أنّه كافر، والعجب كلّ العجب! أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله(ص)، وقد نهاه الله أن تقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن ـ أي في أكثر من آية ـ ولا يشكّ أحد أنّ فاطمة بنت أسد(رض) من المؤمنات السابقات، فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب(رض)".

ويعلّق سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) على مسألة إيمان أبي طالب بقوله: "إنّ حديث أنّ أبا طالب مات كافراً، هو حديث من لا يفهم التّاريخ، وهو حديث من لم يدرس تراث أبي طالب في شعره ورعايته للرّسول(ص) ودعمه له، ولو كان أبو طالب مصرّاً على الكفر والشّرك، فكيف يشجّع أبناءه على أن يسيروا في خطٍّ مضادّ لخطه؟! وهو يقول:

  ولقد علمتُ بأنَّ دين محمد             من خير أديان البريّة دينا       

لذلك، لم يثبت بأنّ الآية {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}، أنها نزلت بحقّ أبي طالب، بل إنها عامّة، ولكن لما لم يجدوا لعليّ(ع) منقصة، زعموا أنّ أباه كان كافراً، وأنّ أبا معاوية كان مسلماً". [النّدوة، ج:12، ص:477].

من هنا، يتّضح إيمان أبي طالب، ومن شاء الاستزادة، فليراجع المصادر التاريخيّة والحديثيّة المعتبرة والموضوعة الّتي تشهد بإسلامه وتضحياته وصبره وجهاده.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

إيمان أبي طالب من الأمور الّتي أثار حولها البعض الكثير من اللّغط والشّبهات، لغايات وحسابات شخصيّة، حاولوا من خلالها استثمار القضيّة في تدعيم مواقفهم الواهية حتى لو كانت زوراً وكذباً، ومنها كفر أبي طالب وموته كافراً، محاولين فبركة الدعايات ووضع الأحاديث المكذوبة في هذا الخصوص، وبأنّه ـ والعياذ بالله ـ في النار.

كما في الحديث في صحيح مسلم، قال رسول الله(ص): "أهون أهل النّار عذاباً أبو طالب، وهو منتعلٌ بنعليْن يغلي منهما دماغه"، وأنّ الله تعالى إضافةً إلى ذلك، أنزل بحقه الآية {إنّك لا تهدي من أحْبَبْتَ ولكنَّ الله يهدي من يشاءُ وهو أعلمُ بالمهتدين}.

وفي المقابل، هناك من أهل السنّة وعلمائهم من يقول بإيمان أبي طالب بالإسلام، كابن أبي الحديد المعتزلي، شارح نهج البلاغة، والقسطلاني في كتاب (إرشاد الساري)، وزيني دحلان في "حاشية السيرة الحلبية".

وفي الأحاديث المنقولة عن الرسول الأكرم(ص)، ما يشهد على إيمان أبي طالب، فعندما توفّي، رثاه الرسول(ص) بقوله: "وا أبتاه وأبا طالباه، وا حزناه عليك، كيف أسلو عليك يا من ربّيتني صغيراً، واجتبيتني كبيراً، وكنت عندك بمنزلة العين من الحدقة، والرّوح من الجسد؟!".

ومنها ما يؤكّد وقوفه مع الرّسول(ص) في وجه عتوّ قريش، قال(ص): "ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب".

وقد سُئِل الإمام زين العابدين(ع) عن إيمان أبي طالب، فأجاب: "إنَّ هنا قوماً يزعمون أنّه كافر، والعجب كلّ العجب! أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله(ص)، وقد نهاه الله أن تقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن ـ أي في أكثر من آية ـ ولا يشكّ أحد أنّ فاطمة بنت أسد(رض) من المؤمنات السابقات، فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب(رض)".

ويعلّق سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) على مسألة إيمان أبي طالب بقوله: "إنّ حديث أنّ أبا طالب مات كافراً، هو حديث من لا يفهم التّاريخ، وهو حديث من لم يدرس تراث أبي طالب في شعره ورعايته للرّسول(ص) ودعمه له، ولو كان أبو طالب مصرّاً على الكفر والشّرك، فكيف يشجّع أبناءه على أن يسيروا في خطٍّ مضادّ لخطه؟! وهو يقول:

  ولقد علمتُ بأنَّ دين محمد             من خير أديان البريّة دينا       

لذلك، لم يثبت بأنّ الآية {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}، أنها نزلت بحقّ أبي طالب، بل إنها عامّة، ولكن لما لم يجدوا لعليّ(ع) منقصة، زعموا أنّ أباه كان كافراً، وأنّ أبا معاوية كان مسلماً". [النّدوة، ج:12، ص:477].

من هنا، يتّضح إيمان أبي طالب، ومن شاء الاستزادة، فليراجع المصادر التاريخيّة والحديثيّة المعتبرة والموضوعة الّتي تشهد بإسلامه وتضحياته وصبره وجهاده.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية