كتابات
24/04/2017

سورة "التّوحيد".. هل تساوي ثلث القرآن؟

سورة "التّوحيد".. هل تساوي ثلث القرآن؟

ورد في الروايات عن الرسول الأكرم(ص) قوله: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟"، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

يتساءل البعض عن المراد من ذلك، وهل إنّ سورة التوحيد تعدل فعلاً ثلث القرآن، وعلى أيّ أساس؟!

واذا ما ألقينا نظرة على آراء العلماء، فإنّ علماء أهل السنّة والجماعة الذين يتناقلون الحديث ويعلّقون عليه، يرون أنَّ أهل العلم اختلفوا في معنى الرّواية المذكورة اختلافاً كبيراً، فمنهم من رأى أنها ثلثه باعتبار ما تدلّ عليه من معنى جليل، ومنهم من قال إنها تساوي ثلثه باعتبار ما يصيب من يقرأها من أجر وثواب يساوي قراءة ثلث القرآن وغير ذلك.

من جهته، يوضح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) المسألة، باعتبار ما لهذه السّورة من أهميّة بالغة في العقيدة والشّريعة الإسلاميّة، حيث اختصرت كلّ ما دعا إليه كتاب الله تعالى، "ذلك لأنَّ القرآن ينطلق أساساً من توحيد الله تعالى، فكلّ ما جاء به الأنبياء هو {واعبدُوا اللهَ ولا تشركوا به شيئاً}.

 فالقرآن تأسّس على أساس التوحيد، وقيمة سورة التوحيد هي في المفهوم الإسلاميّ الذي يقوم في مرتكزاته كلّها على التوحيد {قلْ هو الله أحد * الله الصَّمد} الّذي يُصمد إليه ويرجع إليه في كلّ شيء {لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد}، فهي تختصر ما فصّله القرآن من توحيد الله عز وجل". (كتاب الندوة، ج 6، ص 444).

بعد هذا العرض البسيط لمعنى هذه الرّواية، نودّ القول إنّ علينا أن نأخذ معناها عبر فهم معاني التّوحيد وتجلّياته وغاياته، ومعايشته سلوكاً مخلصاً يقرّبنا إلى الله ويحبّبنا إلى خلقه، ويجعلنا من أهل الطّاعة والرّضوان في التزامهم سبيل الله، وانتهاج ما في كتابه العزيز، وزرع قيمة التّوحيد في نفوسنا ونفوس أجيالنا، بما يقوّي عقيدتهم ومناعتهم الرّوحية والأخلاقيّة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

ورد في الروايات عن الرسول الأكرم(ص) قوله: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟"، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

يتساءل البعض عن المراد من ذلك، وهل إنّ سورة التوحيد تعدل فعلاً ثلث القرآن، وعلى أيّ أساس؟!

واذا ما ألقينا نظرة على آراء العلماء، فإنّ علماء أهل السنّة والجماعة الذين يتناقلون الحديث ويعلّقون عليه، يرون أنَّ أهل العلم اختلفوا في معنى الرّواية المذكورة اختلافاً كبيراً، فمنهم من رأى أنها ثلثه باعتبار ما تدلّ عليه من معنى جليل، ومنهم من قال إنها تساوي ثلثه باعتبار ما يصيب من يقرأها من أجر وثواب يساوي قراءة ثلث القرآن وغير ذلك.

من جهته، يوضح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) المسألة، باعتبار ما لهذه السّورة من أهميّة بالغة في العقيدة والشّريعة الإسلاميّة، حيث اختصرت كلّ ما دعا إليه كتاب الله تعالى، "ذلك لأنَّ القرآن ينطلق أساساً من توحيد الله تعالى، فكلّ ما جاء به الأنبياء هو {واعبدُوا اللهَ ولا تشركوا به شيئاً}.

 فالقرآن تأسّس على أساس التوحيد، وقيمة سورة التوحيد هي في المفهوم الإسلاميّ الذي يقوم في مرتكزاته كلّها على التوحيد {قلْ هو الله أحد * الله الصَّمد} الّذي يُصمد إليه ويرجع إليه في كلّ شيء {لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد}، فهي تختصر ما فصّله القرآن من توحيد الله عز وجل". (كتاب الندوة، ج 6، ص 444).

بعد هذا العرض البسيط لمعنى هذه الرّواية، نودّ القول إنّ علينا أن نأخذ معناها عبر فهم معاني التّوحيد وتجلّياته وغاياته، ومعايشته سلوكاً مخلصاً يقرّبنا إلى الله ويحبّبنا إلى خلقه، ويجعلنا من أهل الطّاعة والرّضوان في التزامهم سبيل الله، وانتهاج ما في كتابه العزيز، وزرع قيمة التّوحيد في نفوسنا ونفوس أجيالنا، بما يقوّي عقيدتهم ومناعتهم الرّوحية والأخلاقيّة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية