من الناس من يقوم بالأعمال المستحبة كثيراً، إلى جانب الواجبات من العبادات،
ولكنه في الوقت ذاته، يعيش حالة من الوسواس النفسيّ، من خلال أنّه دائم التفكير في
أمر الموت والآخرة إلى درجة الوسوسة، فترى هذا الشعور منعكساً على تصرفاته ونفسيته،
وفي إلحاحه في طرح التساؤلات عن الموت وما يخصّ هذا العالم، وقد يصل الأمر به إلى
التزهد في الدنيا والعزلة، وترك التفاعل مع الحياة الاجتماعية، والانزواء، وهذا ما
لا يرضاه تعالى للإنسان، الذي أراده أن يكون منفتحاً واعياً مدركاً متعقلاً لأمر
دنياه وآخرته، وأن يتفاعل مع عقيدته بشكل عقلائيّ تجعله ثابتاً مستقيماً صلباً، لا
يضعف، ولا يسقط في عوالم الانحراف والاهتزاز النفسي والوهم الذي لا أساس له، ولا
يبتعد عن أصالة شخصية المؤمن الملتزم والحكيم في تصوّراته وأفكاره وسلوكياته.
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، يرى أن تذكّر الموت أمر مطلوب من
الإنسان، بما يستثيره فيه من قوى ومشاعر، حتى يتعرّف المرء إلى دنياه وحدودها
وحقيقتها، ويعمل بجدّ استعداداً للقاء ربّه، متزوّداً بالعمل الصالح، على أن يكون
هذا التفكر والتذكر للآخرة، منضبطاً ومدروساً ومنتظماً، بحيث لا يخرج الإنسان عن
طبيعته. يقول سماحته:
"تذكّر الموت والآخرة أمر حسن ومطلوب، لكي يدرك الإنسان حقيقة الدنيا الفانية،
ويذكّر نفسه بذلك دائماً، ويستعدّ للقاء الله ويتزوّد لآخرته، على أن يكون هذا
التذكّر والتفكّر بالشّكل العقلائي المتّزن، لا بدرجة الوسواس". [استفتاءات].
إنّ المؤمن هو الإنسان القويّ بإرادته وثباته على عقيدته، المتفاعل معها بالشكل
الطبيعي والمضبوط الذي يجعله إنساناً منفتحاً على مسؤوليّاته في الدنيا، وعاملاً من
أجل آخرته، فهو لا يستغرق في التفكير في الآخرة والموت بشكل سلبي وسوداوي يفقده
تعقّله وحكمته واتزانه، لأنه يتعامل مع الموت والآخرة كما يجب، وبشكل طبيعيّ، كما
لو أن الآخرة والموت مرحلة سيدخل فيها وهو على اطمئنان ويقين من رحمة ربّه ولطفه به،
والموت لديه ليس وحشاً أو شيئاً مجهولاً، بل هو بوّابة عبوره إلى رضوان الله تعالى.
لذا، فهو يعيش حياة هادئة ومطمئنّة، والأنفع بالمؤمن، أن لا يصل بنفسه إلى حدّ
الوسوسة التي تخرجه عن طوره، وتتعبه ولا تقدّم له سوى التعب والأذى.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
من الناس من يقوم بالأعمال المستحبة كثيراً، إلى جانب الواجبات من العبادات،
ولكنه في الوقت ذاته، يعيش حالة من الوسواس النفسيّ، من خلال أنّه دائم التفكير في
أمر الموت والآخرة إلى درجة الوسوسة، فترى هذا الشعور منعكساً على تصرفاته ونفسيته،
وفي إلحاحه في طرح التساؤلات عن الموت وما يخصّ هذا العالم، وقد يصل الأمر به إلى
التزهد في الدنيا والعزلة، وترك التفاعل مع الحياة الاجتماعية، والانزواء، وهذا ما
لا يرضاه تعالى للإنسان، الذي أراده أن يكون منفتحاً واعياً مدركاً متعقلاً لأمر
دنياه وآخرته، وأن يتفاعل مع عقيدته بشكل عقلائيّ تجعله ثابتاً مستقيماً صلباً، لا
يضعف، ولا يسقط في عوالم الانحراف والاهتزاز النفسي والوهم الذي لا أساس له، ولا
يبتعد عن أصالة شخصية المؤمن الملتزم والحكيم في تصوّراته وأفكاره وسلوكياته.
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، يرى أن تذكّر الموت أمر مطلوب من
الإنسان، بما يستثيره فيه من قوى ومشاعر، حتى يتعرّف المرء إلى دنياه وحدودها
وحقيقتها، ويعمل بجدّ استعداداً للقاء ربّه، متزوّداً بالعمل الصالح، على أن يكون
هذا التفكر والتذكر للآخرة، منضبطاً ومدروساً ومنتظماً، بحيث لا يخرج الإنسان عن
طبيعته. يقول سماحته:
"تذكّر الموت والآخرة أمر حسن ومطلوب، لكي يدرك الإنسان حقيقة الدنيا الفانية،
ويذكّر نفسه بذلك دائماً، ويستعدّ للقاء الله ويتزوّد لآخرته، على أن يكون هذا
التذكّر والتفكّر بالشّكل العقلائي المتّزن، لا بدرجة الوسواس". [استفتاءات].
إنّ المؤمن هو الإنسان القويّ بإرادته وثباته على عقيدته، المتفاعل معها بالشكل
الطبيعي والمضبوط الذي يجعله إنساناً منفتحاً على مسؤوليّاته في الدنيا، وعاملاً من
أجل آخرته، فهو لا يستغرق في التفكير في الآخرة والموت بشكل سلبي وسوداوي يفقده
تعقّله وحكمته واتزانه، لأنه يتعامل مع الموت والآخرة كما يجب، وبشكل طبيعيّ، كما
لو أن الآخرة والموت مرحلة سيدخل فيها وهو على اطمئنان ويقين من رحمة ربّه ولطفه به،
والموت لديه ليس وحشاً أو شيئاً مجهولاً، بل هو بوّابة عبوره إلى رضوان الله تعالى.
لذا، فهو يعيش حياة هادئة ومطمئنّة، والأنفع بالمؤمن، أن لا يصل بنفسه إلى حدّ
الوسوسة التي تخرجه عن طوره، وتتعبه ولا تقدّم له سوى التعب والأذى.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.