كتابات
18/09/2018

خطاب الثّورة

خطاب الثّورة

... إنَّ الحسين(ع) قد سطَّر وقائع يوم عاشوراء بدمه، وأوضح معالم المعركة وأهدافها ونتائجها بوضوح، وكشف القناع عن وجه خصومه وشراستهم ورُخْص أهدافهم، وبذلك مهَّد السّبيل لتصاعد الثّورات التي أدّت إلى سقوط بني أميّة.

لو اكتفينا بالممارسة التقليديّة، وما استفدنا منها في سبيل محاربة الباطل ونصرة الحقّ، لجمّدنا الذكرى، وهذا تقصير ودفن لأهداف الحسين.

إنَّ علينا أن نقتبس من هذا السراج الذي يضيء مُكْتَسِباً زيته من دم الحسين، فنقف مع الحقّ ونحارب الباطل في كلّ أشكاله وأحجامه.

المطلوب عدم الاكتفاء بهذه الاحتفالات، لئلا تتحوّل إلى طقوس ومراسم شكلية متحجّرة يختفي وراءها المذنبون، ويطهِّر الطغاة ذمّتهم أمام الشعب بحجّة حضورهم المآتم، ولئلا يصبح البكاء والمشاركة في المأتم بديلًا من العمل، وتنفيسًا للغضب الثّائر والاحتجاج البنّاء.

ولكي تصبح الحركة الحسينيّة مؤسّسة وطقوسًا، علينا أن نحاول إدراك أبعادها، والتحرّك على ضوء تعاليمها. إنّ الحسين يحدّد سبب حركته بكلمتين: "إنّ الحقّ لا يُعمل به، والباطل لا يُتناهى عنه".

وها أنا أسأل: لو كان الحسين بيننا، وكان يرى أنّ الحقّ لا يُعمَل به، بل إنهم يتمادون في عدم العمل بالحقّ والاستهتار به، فماذا كان يعمل؟...

أمّا الذكرى، فيجب أن تبقى حيّة متحركة، مؤثّرة في حياتنا، كما كانت المعركة؛ فقد رسمها سيّد الشهداء بدم قلبه وتضحية أهله، ولا يجوز أن تبقى الذّكرى فارغة من محتواها الحقيقيّ كطقس جامد...

من خطبة للسيّد موسى الصّدر بمناسبة عاشوراء، ألقاها في حسينيّة بلدة ياطر في جتوب لبنان، بتاريخ 2 شباط 1974.

... إنَّ الحسين(ع) قد سطَّر وقائع يوم عاشوراء بدمه، وأوضح معالم المعركة وأهدافها ونتائجها بوضوح، وكشف القناع عن وجه خصومه وشراستهم ورُخْص أهدافهم، وبذلك مهَّد السّبيل لتصاعد الثّورات التي أدّت إلى سقوط بني أميّة.

لو اكتفينا بالممارسة التقليديّة، وما استفدنا منها في سبيل محاربة الباطل ونصرة الحقّ، لجمّدنا الذكرى، وهذا تقصير ودفن لأهداف الحسين.

إنَّ علينا أن نقتبس من هذا السراج الذي يضيء مُكْتَسِباً زيته من دم الحسين، فنقف مع الحقّ ونحارب الباطل في كلّ أشكاله وأحجامه.

المطلوب عدم الاكتفاء بهذه الاحتفالات، لئلا تتحوّل إلى طقوس ومراسم شكلية متحجّرة يختفي وراءها المذنبون، ويطهِّر الطغاة ذمّتهم أمام الشعب بحجّة حضورهم المآتم، ولئلا يصبح البكاء والمشاركة في المأتم بديلًا من العمل، وتنفيسًا للغضب الثّائر والاحتجاج البنّاء.

ولكي تصبح الحركة الحسينيّة مؤسّسة وطقوسًا، علينا أن نحاول إدراك أبعادها، والتحرّك على ضوء تعاليمها. إنّ الحسين يحدّد سبب حركته بكلمتين: "إنّ الحقّ لا يُعمل به، والباطل لا يُتناهى عنه".

وها أنا أسأل: لو كان الحسين بيننا، وكان يرى أنّ الحقّ لا يُعمَل به، بل إنهم يتمادون في عدم العمل بالحقّ والاستهتار به، فماذا كان يعمل؟...

أمّا الذكرى، فيجب أن تبقى حيّة متحركة، مؤثّرة في حياتنا، كما كانت المعركة؛ فقد رسمها سيّد الشهداء بدم قلبه وتضحية أهله، ولا يجوز أن تبقى الذّكرى فارغة من محتواها الحقيقيّ كطقس جامد...

من خطبة للسيّد موسى الصّدر بمناسبة عاشوراء، ألقاها في حسينيّة بلدة ياطر في جتوب لبنان، بتاريخ 2 شباط 1974.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية