كتابات
11/11/2018

الخطاب الإسلامي والاعتناء بالأساليب التعبيرية

الخطاب الإسلامي والاعتناء بالأساليب التعبيرية

ينطلق الخطاب الإسلامي من الأفق الإنساني في خطّ الدعوة، فلا بدّ له من أن يلاحق كلّ عناصر التأثير لدى الإنسان، في تكوين القناعات الفكرية والروحية والشعورية في داخل وجدانه، وفي عمق شخصيته. ولذلك، فإن الكلمة لن تكون كلّ شيء في الخطاب الإسلامي، لأنها تمثّل في أبعادها الفنيّة الإيحائية مجرّد وسيلة من وسائل التّعبير، التي يجتذب الأذن في مفرداتها وجمالاتها وإيحاءاتها، للدخول إلى القلب والعقل والشعور.. ولكن، يبقى للإنسان ما يمكن أن يجتذب السّمع بطريقة أخرى، ويبقى للعين ما يجتذب النظر، وربما نكتشف في أبعاد هذه المفردات التعبيرية فنوناً متعددة، كالرسم والتمثيل والشعر، وغيرها من الأساليب التي استحدثها الإنسان للتعبير عن انفعاله بالحياة، وما بداخلها من قضايا وأوضاع وأشخاص.

لذلك، نحن نعتقد أن الخطاب الإسلامي لا بدّ من أن يُلمّ بكلّ هذه الوسائل، وأن يعمل على أن يطبع هذه الوسائل بطابعه، بمعنى أن يدقّق في مفرداتها، التي قد تكون ناتجة من تأثرات ثقافيّة غير إسلاميّة، كما نلاحظه في الكلمات التي تتحدّث عن آلهة اليونان، أو الكلمات التي يتحدّث فيها الإنسان تجاه إنسان آخر بكلمة العبادة، أو عندما يتحدث الإنسان عن آلهة الجمال والحبّ، بل إننا قد نجد بعض الكلمات التي أقحمت في داخل الأدب العربي، تأخذ بُعداً مسيحياً، كما في الحديث عن الصّليب، الذي يختزن المعنى المسيحي في الصلب، أو الحديث عن الفداء بالمعنى المسيحيّ.

وهكذا، لا بدّ للفنّ الإسلامي، إذا صحّ التعبير، في كلّ مجالات الشعر أو النثر أو الموسيقى أو التمثيل، لا بدّ من أن ينفتح على الحدود الشرعية الأخلاقية، فلا يعطي التمثيل الحرية المطلقة التي يتحرك فيها الفن السينمائي أو المسرحي، الذي يتجاوز المضمون الأخلاقي الإسلامي في الشكل أو في المحتوى، أو في المسألة التي قد تجعل من الموسيقى وسيلة من وسائل التمييع النفسي والروحي.

إن كل ما نريد أن نقوله، هو أن على الداعية الإسلامي، والعامل في حقل التوعية، أن يستفيد من كلّ ما يتحرك به الإنسان في وسائله التعبيرية الفنية، لأنّ من الممكن أن تؤثر صورة فنية مبدعة في إيحاءاتها الروحية أو الفكرية، أكثر من خطاب طويل واسع في هذا الاتجاه، وهكذا، ربما نستطيع أن نجتذب في الموسيقى التصويرية أو الهادئة، التي يمكن أن يحلّق بها الإنسان في الأجواء الروحية، بُعداً روحياً أكثر من الحديث عن الروح، لأن للنفس الإنسانية نقاط ضعفها فيما تتأثر به وتنجذب إليه وتعيشه من جمالات الروح ومن إبداع الفكرة.

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

ينطلق الخطاب الإسلامي من الأفق الإنساني في خطّ الدعوة، فلا بدّ له من أن يلاحق كلّ عناصر التأثير لدى الإنسان، في تكوين القناعات الفكرية والروحية والشعورية في داخل وجدانه، وفي عمق شخصيته. ولذلك، فإن الكلمة لن تكون كلّ شيء في الخطاب الإسلامي، لأنها تمثّل في أبعادها الفنيّة الإيحائية مجرّد وسيلة من وسائل التّعبير، التي يجتذب الأذن في مفرداتها وجمالاتها وإيحاءاتها، للدخول إلى القلب والعقل والشعور.. ولكن، يبقى للإنسان ما يمكن أن يجتذب السّمع بطريقة أخرى، ويبقى للعين ما يجتذب النظر، وربما نكتشف في أبعاد هذه المفردات التعبيرية فنوناً متعددة، كالرسم والتمثيل والشعر، وغيرها من الأساليب التي استحدثها الإنسان للتعبير عن انفعاله بالحياة، وما بداخلها من قضايا وأوضاع وأشخاص.

لذلك، نحن نعتقد أن الخطاب الإسلامي لا بدّ من أن يُلمّ بكلّ هذه الوسائل، وأن يعمل على أن يطبع هذه الوسائل بطابعه، بمعنى أن يدقّق في مفرداتها، التي قد تكون ناتجة من تأثرات ثقافيّة غير إسلاميّة، كما نلاحظه في الكلمات التي تتحدّث عن آلهة اليونان، أو الكلمات التي يتحدّث فيها الإنسان تجاه إنسان آخر بكلمة العبادة، أو عندما يتحدث الإنسان عن آلهة الجمال والحبّ، بل إننا قد نجد بعض الكلمات التي أقحمت في داخل الأدب العربي، تأخذ بُعداً مسيحياً، كما في الحديث عن الصّليب، الذي يختزن المعنى المسيحي في الصلب، أو الحديث عن الفداء بالمعنى المسيحيّ.

وهكذا، لا بدّ للفنّ الإسلامي، إذا صحّ التعبير، في كلّ مجالات الشعر أو النثر أو الموسيقى أو التمثيل، لا بدّ من أن ينفتح على الحدود الشرعية الأخلاقية، فلا يعطي التمثيل الحرية المطلقة التي يتحرك فيها الفن السينمائي أو المسرحي، الذي يتجاوز المضمون الأخلاقي الإسلامي في الشكل أو في المحتوى، أو في المسألة التي قد تجعل من الموسيقى وسيلة من وسائل التمييع النفسي والروحي.

إن كل ما نريد أن نقوله، هو أن على الداعية الإسلامي، والعامل في حقل التوعية، أن يستفيد من كلّ ما يتحرك به الإنسان في وسائله التعبيرية الفنية، لأنّ من الممكن أن تؤثر صورة فنية مبدعة في إيحاءاتها الروحية أو الفكرية، أكثر من خطاب طويل واسع في هذا الاتجاه، وهكذا، ربما نستطيع أن نجتذب في الموسيقى التصويرية أو الهادئة، التي يمكن أن يحلّق بها الإنسان في الأجواء الروحية، بُعداً روحياً أكثر من الحديث عن الروح، لأن للنفس الإنسانية نقاط ضعفها فيما تتأثر به وتنجذب إليه وتعيشه من جمالات الروح ومن إبداع الفكرة.

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية