كتابات
17/12/2018

تراث أهل البيت(ع) يعيش في كلّ حياتنا

تراث أهل البيت(ع) يعيش في كلّ حياتنا

إنّ للأئمة(ع) تراثاً في كلماتهم، سواء في خطّ الفكر أو في خطّ الموعظة والنصيحة، أو في خطّ التشريع، أو في خطّ التحريك والإيثار، أو في سيرتهم الخاصة بأخلاقياتهم وجهادهم وكلّ ما عاشوه مما يتمثل بعلاقتهم بالإنسان وبالحياة.

ومن الطبيعي أن يجتهد الناس في فهم هذا التراث وفي استيحائه، فلكلّ إنسان خطّ فكري يحاول أن يبحث عنه في هذه الكلمة أو تلك، أو في هذا العمل أو ذاك.. وقد وجدنا أنّ كثيراً من الناس حاولوا أن يسقطوا تفكيرهم على القرآن ليخضعوه لتفكيرهم، وهذا ما لاحظناه في أنّ كلّ فرقة من فرق المسلمين حاولت أن تعطي الشرعية لفكرتها من خلال القرآن بتأويله لمصلحة هذا الخط الفكري أو ذاك الخط العملي.

ولكن ذلك لو حرّفه المحرِّفون، أو أخطأ فيه الخاطئون، يفرض علينا أن نقرأ هذا التراث الفكريّ والعمليّ كما لو لم يعالجه أحد، وهذا يتطلّب أن يكون تفكيرنا صورةً لهذا التراث، لا أن يكون هذا التراث صورةً لتفكيرنا، فبعض الناس يحاول أن يجعل القرآن صورةً لما عنده من فكر، فينحرف في القرآن عن هدفه، وبعضهم، وهم المستقيمون في الخطّ، الّذين يعتبرون القرآن هو الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يحاولون أن يأخذوا عقائدهم من القرآن، وأن يأخذوا مفاهيمهم من القرآن.

فإذا كانت المسألة هي هكذا فيما يتعلّق بالقرآن، فكذلك هي في تراث النبي(ص) وأهل بيته(ع)، لأن هذا التراث عندما يثبت بالحجّة، فهو تراث معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنّ كلّ ما جاء عن أهل البيت(ع)، فإنه مستمدّ من رسول الله(ص)، فالإمام السجاد(ع) يقول: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث رسول الله"، فلا بدّ لنا من أن نخضع ما عندنا من تفكير لما نقرأه من تراث، فإذا استنطقنا التراث من خلال القواعد العلميّة، فإننا نستطيع أن نكتشف خطأ الذين أخطأوا، وتحريف الذين حرّفوا، وبهذا يمكن لنا أن نحرّك التراث في الواقع.

وعندم نواجه مشاكلنا الواقعيّة، فإننا ينبغي أن نأتي إلى القرآن لنستنطقه في حلّ هذه المشاكل، ونأتي إلى كلام النبي(ص) وكلام الأئمة(ع)، وفي مقدّمهم الإمام علي(ع)، لنستنطقهم في حلّ مشاكلنا، لأن المشاكل التي عاشوها وأعطوا حلولها وقدّموا تحليلات لها، قد تقترب من الكثير من المشاكل التي نعيشها.

لذلك، علينا أولاً أن نوثّق الفكرة التي نأخذها من تراثهم، وثانياً، أن نجعل هذا التراث متحركاً يعيش معنا في البيت والشارع والمصنع والصراع السياسي والثقافي والاجتماعي، حتى يكون تراث أهل البيت(ع) حيّاً في عقولنا، وفي حركة الحياة والإنسان من حولنا.

*من كتاب "النّدوة"، الجزء الخامس.

إنّ للأئمة(ع) تراثاً في كلماتهم، سواء في خطّ الفكر أو في خطّ الموعظة والنصيحة، أو في خطّ التشريع، أو في خطّ التحريك والإيثار، أو في سيرتهم الخاصة بأخلاقياتهم وجهادهم وكلّ ما عاشوه مما يتمثل بعلاقتهم بالإنسان وبالحياة.

ومن الطبيعي أن يجتهد الناس في فهم هذا التراث وفي استيحائه، فلكلّ إنسان خطّ فكري يحاول أن يبحث عنه في هذه الكلمة أو تلك، أو في هذا العمل أو ذاك.. وقد وجدنا أنّ كثيراً من الناس حاولوا أن يسقطوا تفكيرهم على القرآن ليخضعوه لتفكيرهم، وهذا ما لاحظناه في أنّ كلّ فرقة من فرق المسلمين حاولت أن تعطي الشرعية لفكرتها من خلال القرآن بتأويله لمصلحة هذا الخط الفكري أو ذاك الخط العملي.

ولكن ذلك لو حرّفه المحرِّفون، أو أخطأ فيه الخاطئون، يفرض علينا أن نقرأ هذا التراث الفكريّ والعمليّ كما لو لم يعالجه أحد، وهذا يتطلّب أن يكون تفكيرنا صورةً لهذا التراث، لا أن يكون هذا التراث صورةً لتفكيرنا، فبعض الناس يحاول أن يجعل القرآن صورةً لما عنده من فكر، فينحرف في القرآن عن هدفه، وبعضهم، وهم المستقيمون في الخطّ، الّذين يعتبرون القرآن هو الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يحاولون أن يأخذوا عقائدهم من القرآن، وأن يأخذوا مفاهيمهم من القرآن.

فإذا كانت المسألة هي هكذا فيما يتعلّق بالقرآن، فكذلك هي في تراث النبي(ص) وأهل بيته(ع)، لأن هذا التراث عندما يثبت بالحجّة، فهو تراث معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنّ كلّ ما جاء عن أهل البيت(ع)، فإنه مستمدّ من رسول الله(ص)، فالإمام السجاد(ع) يقول: "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث رسول الله"، فلا بدّ لنا من أن نخضع ما عندنا من تفكير لما نقرأه من تراث، فإذا استنطقنا التراث من خلال القواعد العلميّة، فإننا نستطيع أن نكتشف خطأ الذين أخطأوا، وتحريف الذين حرّفوا، وبهذا يمكن لنا أن نحرّك التراث في الواقع.

وعندم نواجه مشاكلنا الواقعيّة، فإننا ينبغي أن نأتي إلى القرآن لنستنطقه في حلّ هذه المشاكل، ونأتي إلى كلام النبي(ص) وكلام الأئمة(ع)، وفي مقدّمهم الإمام علي(ع)، لنستنطقهم في حلّ مشاكلنا، لأن المشاكل التي عاشوها وأعطوا حلولها وقدّموا تحليلات لها، قد تقترب من الكثير من المشاكل التي نعيشها.

لذلك، علينا أولاً أن نوثّق الفكرة التي نأخذها من تراثهم، وثانياً، أن نجعل هذا التراث متحركاً يعيش معنا في البيت والشارع والمصنع والصراع السياسي والثقافي والاجتماعي، حتى يكون تراث أهل البيت(ع) حيّاً في عقولنا، وفي حركة الحياة والإنسان من حولنا.

*من كتاب "النّدوة"، الجزء الخامس.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية