كتابات
13/01/2019

النّفس بين الخوف والرّجاء

النّفس بين الخوف والرّجاء

أسئلة كثيرة قد ترد على ذهن الإنسان محاولاً إيجاد أجوبة لها، ومن ذلك، السؤال عن صحّة الشعور بالمصير المجهول يوم القيامة، مع أنّ الإنسان صاحب هذا الشعور هو محبّ لله وخائف منه دوماً، وهو سائر على طريق الإسلام! كذلك السؤال هل إنّ كوننا غير معصومين يجعل مصيرنا مجهولاً؟ وما معنى تعلّق النفس بين الخوف والرّجاء؟

تساؤلات أجاب عنها سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) الذي قال:

" الأمر ليس بهذه الدرجة من التعقيد والإرباك، وتوضيح الفكرة كما يلي:

أوّلاً: إن معظم الناس غير مسلمين، ومعظم المسلمين غير مؤمنين، وكثير من المؤمنين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، وكثير ممن صفت أعمالهم من السيّئات لا يثقون بتوافر الشروط، بل ولا هم يعملون حباً لله تعالى، فكيف تراهم سيضمنون النجاة؟!

ثانياً: لو سلّمنا أنّ الإنسان قد جزم بأنّه لم يعص الله، وأنّ أعماله كلها مقبولة، علماً أن هذا لا يكون إلا في المعصوم، أفلا ترى أنّ أعمالنا الحسنة مهما تعاظمت، ومهما أخلصنا فيها، فإنها قاصرة عن أن تؤدّي حقّ جلال الله تعالى ونعمه، وبالتالي، كيف نضمن أننا نستحقّ وبجدارة دخول الجنّة؟

ثالثاً: تأسيساً على ما تقدّم، فإن إبقاء النفس بين الخوف والرجاء ينطلق من فيض الحبّ لله تعالى والمعرفة لقدره، حيث يخشى العبد المحبّ أن لا يكون قد أدّى حقّ المحبوب. والخوف هنا ليس خوف الغريزة، بل خوف العقل العارف المدرك، إضافةً إلى ما سيداخله من الخوف الغريزي من العقاب. وعلى كلّ حال، لأنّ {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، كما يقول تعالى، فإنه قد خوَّفنا بالنار حباً بنا، وحرصاً على أن نعبده ولو خوفاً، وذلك كي يقبلنا بجواره... [استفتاءات/عقائد].

يسعى الإنسان المؤمن سعياً صالحاً في الحياة ما أمكنه، ويسلّم أمره إلى الله تعالى، ويضع مصيره بين يدي رحمته، ولا يعيش مشاعر الأنانيّة التي تجعله متفاخراً بعمله ومعجباً به إلى درجة وثوقه بدخول الجنّة، كما أنّ نفس المؤمن تبقى معلّقة بين الخوف المعقلن من الله تعالى، وبين رجاء رحمته وتقبّله لنا، وهذا يدلّ على نضجٍ في شخصية الإنسان الإيمانيّة، بما يؤصل العلاقة بينه وبين الله تعالى في الدنيا والآخرة.

يريدنا الله تعالى عباداً صالحين مهما أمكن، متسلّحين بالتعقل والوعي، منفتحين على الله، نخافه ونرجو رحمته، وهذا ما ينعكس مزيداً من التوزان في سلوكنا ومواقفنا وحركتنا في الحياة على الصّعد كافّة.

أسئلة كثيرة قد ترد على ذهن الإنسان محاولاً إيجاد أجوبة لها، ومن ذلك، السؤال عن صحّة الشعور بالمصير المجهول يوم القيامة، مع أنّ الإنسان صاحب هذا الشعور هو محبّ لله وخائف منه دوماً، وهو سائر على طريق الإسلام! كذلك السؤال هل إنّ كوننا غير معصومين يجعل مصيرنا مجهولاً؟ وما معنى تعلّق النفس بين الخوف والرّجاء؟

تساؤلات أجاب عنها سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) الذي قال:

" الأمر ليس بهذه الدرجة من التعقيد والإرباك، وتوضيح الفكرة كما يلي:

أوّلاً: إن معظم الناس غير مسلمين، ومعظم المسلمين غير مؤمنين، وكثير من المؤمنين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، وكثير ممن صفت أعمالهم من السيّئات لا يثقون بتوافر الشروط، بل ولا هم يعملون حباً لله تعالى، فكيف تراهم سيضمنون النجاة؟!

ثانياً: لو سلّمنا أنّ الإنسان قد جزم بأنّه لم يعص الله، وأنّ أعماله كلها مقبولة، علماً أن هذا لا يكون إلا في المعصوم، أفلا ترى أنّ أعمالنا الحسنة مهما تعاظمت، ومهما أخلصنا فيها، فإنها قاصرة عن أن تؤدّي حقّ جلال الله تعالى ونعمه، وبالتالي، كيف نضمن أننا نستحقّ وبجدارة دخول الجنّة؟

ثالثاً: تأسيساً على ما تقدّم، فإن إبقاء النفس بين الخوف والرجاء ينطلق من فيض الحبّ لله تعالى والمعرفة لقدره، حيث يخشى العبد المحبّ أن لا يكون قد أدّى حقّ المحبوب. والخوف هنا ليس خوف الغريزة، بل خوف العقل العارف المدرك، إضافةً إلى ما سيداخله من الخوف الغريزي من العقاب. وعلى كلّ حال، لأنّ {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، كما يقول تعالى، فإنه قد خوَّفنا بالنار حباً بنا، وحرصاً على أن نعبده ولو خوفاً، وذلك كي يقبلنا بجواره... [استفتاءات/عقائد].

يسعى الإنسان المؤمن سعياً صالحاً في الحياة ما أمكنه، ويسلّم أمره إلى الله تعالى، ويضع مصيره بين يدي رحمته، ولا يعيش مشاعر الأنانيّة التي تجعله متفاخراً بعمله ومعجباً به إلى درجة وثوقه بدخول الجنّة، كما أنّ نفس المؤمن تبقى معلّقة بين الخوف المعقلن من الله تعالى، وبين رجاء رحمته وتقبّله لنا، وهذا يدلّ على نضجٍ في شخصية الإنسان الإيمانيّة، بما يؤصل العلاقة بينه وبين الله تعالى في الدنيا والآخرة.

يريدنا الله تعالى عباداً صالحين مهما أمكن، متسلّحين بالتعقل والوعي، منفتحين على الله، نخافه ونرجو رحمته، وهذا ما ينعكس مزيداً من التوزان في سلوكنا ومواقفنا وحركتنا في الحياة على الصّعد كافّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية