كتابات
14/01/2019

هل ساهمت مواقع التَّواصل في تراجع الدّين؟!*

هل ساهمت مواقع التَّواصل في تراجع الدّين؟!*

حديثنا اليوم يتمحور حول نقطة أساسيّة يناقَش فيها كثيراً في أروقة النّاس ومجالسهم؛ هل سهّلت التقنيّات الحديثة تراجع الدّين عند البعض؟ وهل هي سبب شيوع بعض الأمور الّتي تخالف ديننا ومعتقداتنا؟ هل المشكلة اليوم في التقنيّات الحديثة، أم هي في طريقة تعاطينا معها؟

يسرّنا في هذا اللّقاء أن نستضيف سماحة الشّيخ عبّاس غصن.

سماحة الشّيخ أهلاً وسهلاً بكم.

مواقع التّواصل والدّين

س: سؤالنا له الكثير من التشعّبات، فقد بتنا اليوم نعيش على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، فهل صحيح أنَّ التقنيّات الحديثة هي الّتي ضربت مجتمعاتنا الدّينيّة، وهل تراها بحجم من المسؤوليَّة، بحيث تكون مسؤولةً عن المشاكل الّتي نعيشها اليوم؟

ج: طبعاً هذا الموضوع لا يمكن أن نقاربه باتجاه واحد، لأنَّ مواقع التواصل الاجتماعي لها دور بنسبة معيَّنة، لكنّ الأساس هو موضوع التّربية، أنا على أيّ شيء تربّيت؟ وكيف تربّيت؟ أكبر تأثير اليوم في موضوع ابتعاد الناس عن الدّين، عبّر الله عزّ وجلّ عنه بالشيطان، ولكن هل للشّيطان سلطان على كلّ الناس؟ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.

وحتّى الشيطان نفسه يتبرّأ من أولئك، يقول لهم: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم}.

المبدأ في هذا الموضوع، سواء على مواقع التواصل أو غيره، أنّني كشخص، سواء كنت ذكراً أو أنثى، رجلاً أو امرأة، هل أسمح لأيِّ شخص آخر أن يدخل إلى خصوصيّاتي أو لا أسمح، سواء كان الأمر على مواقع التَّواصل أو على غيره؟!

مواقع التَّواصل قد تكون سهَّلت الأمور بعض الشَّيء، لكن ليست هي الأساس. فمثلاً، على مواقع التَّواصل، هناك صفحة عامَّة، وهناك ما يعرف بالخصوصيَّات، وبإمكاني أن أحدِّد في هذه الخصوصيّات ما يمنع الآخرين من اقتحام خصوصيّاتي.

حتى على الصفحة العامَّة، إذا أحبّ أحد أن يعلّق، ووجدت التعليق غير مناسب، فيمكنني، وبكلّ سهولة، أن ألغيه.

الذي أودّ أن أقوله، أنَّ بيدي أن أفتح هذا الباب أو أن أغلقه. فالقول إنَّ مواقع التّواصل سهَّلت هذا الأمر، فيه شيء صحيح، ولكن ليس هو الأساس. الأساس أنّنا نحن أصحاب القرار والإرادة، وبإمكاننا أن نمنع التجاوز بكلّ حدوده.

فإذا كانت امرأة محصنة، مثلاً، قد نشرت صوراً لها على صفحتها، وتفاجأت بأنّ بعض المتواصلين يضع عبارةً غير مناسبة لها، فيجب مباشرةً أن تلغي هذا التّعليق، وتحظر هذا الشخص، ليعرف أنها امرأة لها مكانة، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز حدوده معها، حتى ولو بكلمة، ويجب أن نكون حريصين على ذلك.

ازدياد مستوى الطّلاق!

س: اليوم نرصد، سواء في لبنان أو في البلدان العربيَّة، ازدياداً في الخيانات الزوجيَّة من خلال مواقع التَّواصل، وتصل الأمور إلى حدِّ الطَّلاق، فهل هذا مبرِّر؟ وما رأيكم بهذا الأمر؟

ج: في هذا الموضوع، ينبغي للمرأة المحصنة أو الرَّجل المحصن الحذر، لأنَّه هو أيضاً قد يصدر عنه في بعض الأحيان بعض الكلمات غير اللّائقة على مواقع التّواصل تجاه امرأة محصنة أو غير محصنة، وهو له منزل وحرمة، لذلك ينبغي للإنسان منّا أن يلتزم بما قاله الإمام عليّ(ع): "ليت رقبتي كرقبة البعير، كي أزن الكلام قبل النّطق به".

الكلمة مسؤوليَّة، سواء على مواقع التَّواصل أو في أيّ مكان، وعلى الإنسان أن يراعي نتائجها: "إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ، وَإِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ".

على الإنسان أن يسأل نفسه هذا السؤال، عندما يتوجَّه الرَّجل المتزوِّج إلى امرأة محصنة بأيّ كلام، هل يقبل أن يتوجَّه الآخر إلى زوجته بهذا الكلام؟ فإذا كان لا يقبل، فكيف يتجرّأ ويتحدّث مع الآخرين بمثل هذا الكلام؟!

والمرأة عندما تصوِّر نفسها بوضعيّات مختلفة، ماذا تريد أن تقول في هذه الصّور؟

تارةً تكون صورة عائليّة وليس لها أيّ بعد، وتارة أخرى تكون الصّورة للمرأة المتزوّجة بوضعيّات معيّنة قد لا تكون مقبولة، وهذه من الأمور الّتي فيها إشكال شرعيّ قد يصل إلى الحرام، وخصوصاً إذا كانت تبرز المفاتن، فهي تبرز نفسها لكلّ الناس، والذي يعرف بمواقع التواصل، يعرف أنّ هذه المسألة سريعة الانتشار ولا يمكن حصرها.

وهكذا، على الإنسان أن يكون حذراً، بحيث يبدأ بنفسه أوّلاً، سواء كان رجلاً أو امرأة، وأن يراقب نفسه دائماً، فهذه النفس إن لم نحاسبها تطغى، لذلك قال الله عزَّ وجلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.

هل نعيش الازدواجيّة؟!

س: هل من المقبول اليوم أن نتصرَّف في حياتنا بغير ما نظهر به على مواقع التّواصل؟

ج: مع الأسف، ذات مرّة قرأت كلمة جميلة لأحدهم، كتب على مواقع التواصل: كلّهم ملائكة أين السيّئون؟

لا بدَّ للإنسان من أن يلتفت إلى مسألة مهمَّة جداً، أنت عندما تدعو الناس إلى أمر ما على مواقع التواصل، فبالحدّ الأدنى، قبل أن تدعو، عليك أنت أن تقوم فعلاً بما تدعو إليه، وعليك كما تعظ الآخرين أن تعظ نفسك. مثلاً، عندما تدعو النّاس إلى القيام لصلاة اللّيل، ولكن أنت لا تصلّي صلاة اللَّيل في حياتك كلِّها، ولا تريد أن تصلّي.. فمرّة أنت تنشر الأمر ويكون هذا حافزاً لك لتصلّي صلاة اللّيل، لأنّك دعوت الآخرين إليها، فهذا أمر جيّد جداً، ومرّة تنشره وأنت لا تطبّقه، فهذا نوع من الازدواجيّة، وهو أمر غير مقبول. وكذلك الأمر في كلّ الموضوعات الأخلاقيّة، بحيث كنت تطلب من الآخرين على مواقع التّواصل أن يكونوا أخلاقيّين، بينما عندما يصل الأمر إليك، تبتعد عن ذلك...

نصيحة وتنبيه

س: بماذا تنصح كلّ المتابعين؟

ج: إنّ وظيفة كلّ إنسان تختلف عن وظيفة الآخر، ومن المعروف أنّ من علامات آخر الزمان أنّه يكثر الخطباء ويقلّ العلماء.

المشكلة في مواقع التواصل، أنّ كثيراً من الأشخاص يأخذون فكرةً عن آخر وينقلونها باسمهم، وهم في الحقيقة لا يكونون مؤمنين بها، وهناك مشكلة النسخ واللّصق، فقد أنشر منشوراً دون أن ألتفت إلى ما في وسطه أو آخره، هذا بحاجة إلى دقّة وتأمّل... فعندما تنشر شيئاً تكون مسؤولاً عنه.

حتى موضوع اللايك (like)، فأنت إنسان مؤمن، وتضع إعجاباً لمظهر غير لائق، هذا يعني أنّك تشجّعه على الحرام. ثانياً هذا مخالف لمبادئك، فالشَّيء الذي ترضاه لنفسك ارض به لغيرك.

بعض الأحيان يكون التعليق غير لائق، فقد تكون صورة لسيّدة وتكون الصّورة عاديّة، فيأتي التّعليق مثلاً بما يشبه المغازلة "شو هالورد"، "شو هالجمال"، فهذا شرعاً لا يجوز.

لا يحقّ لك أن تتجاوز حدودك، وكلّ شيء ترضاه لزوجتك ولابنتك ولأختك، ارض به للآخرين، والذي لا ترضاه، لا تحاول أن تتوجّه به إلى الآخرين. بعض الناس يظهرون في مظهر القدسيّة، ويستخدمون أساليب خاطئة، علينا أن نكون حذرين، لأنّ اللّسان يوم القيامة كما ورد في الحديث: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟".

واللّسان صار الإصبع الذي يطبع على الفيسبوك أو على الهاتف.

* مقابلة أجراها موقع بيّنات مع سماحة الشّيخ عبّاس غصن. أجرت المقابلة فاطمة خشّاب درويش.

حديثنا اليوم يتمحور حول نقطة أساسيّة يناقَش فيها كثيراً في أروقة النّاس ومجالسهم؛ هل سهّلت التقنيّات الحديثة تراجع الدّين عند البعض؟ وهل هي سبب شيوع بعض الأمور الّتي تخالف ديننا ومعتقداتنا؟ هل المشكلة اليوم في التقنيّات الحديثة، أم هي في طريقة تعاطينا معها؟

يسرّنا في هذا اللّقاء أن نستضيف سماحة الشّيخ عبّاس غصن.

سماحة الشّيخ أهلاً وسهلاً بكم.

مواقع التّواصل والدّين

س: سؤالنا له الكثير من التشعّبات، فقد بتنا اليوم نعيش على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، فهل صحيح أنَّ التقنيّات الحديثة هي الّتي ضربت مجتمعاتنا الدّينيّة، وهل تراها بحجم من المسؤوليَّة، بحيث تكون مسؤولةً عن المشاكل الّتي نعيشها اليوم؟

ج: طبعاً هذا الموضوع لا يمكن أن نقاربه باتجاه واحد، لأنَّ مواقع التواصل الاجتماعي لها دور بنسبة معيَّنة، لكنّ الأساس هو موضوع التّربية، أنا على أيّ شيء تربّيت؟ وكيف تربّيت؟ أكبر تأثير اليوم في موضوع ابتعاد الناس عن الدّين، عبّر الله عزّ وجلّ عنه بالشيطان، ولكن هل للشّيطان سلطان على كلّ الناس؟ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.

وحتّى الشيطان نفسه يتبرّأ من أولئك، يقول لهم: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم}.

المبدأ في هذا الموضوع، سواء على مواقع التواصل أو غيره، أنّني كشخص، سواء كنت ذكراً أو أنثى، رجلاً أو امرأة، هل أسمح لأيِّ شخص آخر أن يدخل إلى خصوصيّاتي أو لا أسمح، سواء كان الأمر على مواقع التَّواصل أو على غيره؟!

مواقع التَّواصل قد تكون سهَّلت الأمور بعض الشَّيء، لكن ليست هي الأساس. فمثلاً، على مواقع التَّواصل، هناك صفحة عامَّة، وهناك ما يعرف بالخصوصيَّات، وبإمكاني أن أحدِّد في هذه الخصوصيّات ما يمنع الآخرين من اقتحام خصوصيّاتي.

حتى على الصفحة العامَّة، إذا أحبّ أحد أن يعلّق، ووجدت التعليق غير مناسب، فيمكنني، وبكلّ سهولة، أن ألغيه.

الذي أودّ أن أقوله، أنَّ بيدي أن أفتح هذا الباب أو أن أغلقه. فالقول إنَّ مواقع التّواصل سهَّلت هذا الأمر، فيه شيء صحيح، ولكن ليس هو الأساس. الأساس أنّنا نحن أصحاب القرار والإرادة، وبإمكاننا أن نمنع التجاوز بكلّ حدوده.

فإذا كانت امرأة محصنة، مثلاً، قد نشرت صوراً لها على صفحتها، وتفاجأت بأنّ بعض المتواصلين يضع عبارةً غير مناسبة لها، فيجب مباشرةً أن تلغي هذا التّعليق، وتحظر هذا الشخص، ليعرف أنها امرأة لها مكانة، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز حدوده معها، حتى ولو بكلمة، ويجب أن نكون حريصين على ذلك.

ازدياد مستوى الطّلاق!

س: اليوم نرصد، سواء في لبنان أو في البلدان العربيَّة، ازدياداً في الخيانات الزوجيَّة من خلال مواقع التَّواصل، وتصل الأمور إلى حدِّ الطَّلاق، فهل هذا مبرِّر؟ وما رأيكم بهذا الأمر؟

ج: في هذا الموضوع، ينبغي للمرأة المحصنة أو الرَّجل المحصن الحذر، لأنَّه هو أيضاً قد يصدر عنه في بعض الأحيان بعض الكلمات غير اللّائقة على مواقع التّواصل تجاه امرأة محصنة أو غير محصنة، وهو له منزل وحرمة، لذلك ينبغي للإنسان منّا أن يلتزم بما قاله الإمام عليّ(ع): "ليت رقبتي كرقبة البعير، كي أزن الكلام قبل النّطق به".

الكلمة مسؤوليَّة، سواء على مواقع التَّواصل أو في أيّ مكان، وعلى الإنسان أن يراعي نتائجها: "إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَهُ، فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِهِ، وَإِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَهِ عَنْهُ".

على الإنسان أن يسأل نفسه هذا السؤال، عندما يتوجَّه الرَّجل المتزوِّج إلى امرأة محصنة بأيّ كلام، هل يقبل أن يتوجَّه الآخر إلى زوجته بهذا الكلام؟ فإذا كان لا يقبل، فكيف يتجرّأ ويتحدّث مع الآخرين بمثل هذا الكلام؟!

والمرأة عندما تصوِّر نفسها بوضعيّات مختلفة، ماذا تريد أن تقول في هذه الصّور؟

تارةً تكون صورة عائليّة وليس لها أيّ بعد، وتارة أخرى تكون الصّورة للمرأة المتزوّجة بوضعيّات معيّنة قد لا تكون مقبولة، وهذه من الأمور الّتي فيها إشكال شرعيّ قد يصل إلى الحرام، وخصوصاً إذا كانت تبرز المفاتن، فهي تبرز نفسها لكلّ الناس، والذي يعرف بمواقع التواصل، يعرف أنّ هذه المسألة سريعة الانتشار ولا يمكن حصرها.

وهكذا، على الإنسان أن يكون حذراً، بحيث يبدأ بنفسه أوّلاً، سواء كان رجلاً أو امرأة، وأن يراقب نفسه دائماً، فهذه النفس إن لم نحاسبها تطغى، لذلك قال الله عزَّ وجلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.

هل نعيش الازدواجيّة؟!

س: هل من المقبول اليوم أن نتصرَّف في حياتنا بغير ما نظهر به على مواقع التّواصل؟

ج: مع الأسف، ذات مرّة قرأت كلمة جميلة لأحدهم، كتب على مواقع التواصل: كلّهم ملائكة أين السيّئون؟

لا بدَّ للإنسان من أن يلتفت إلى مسألة مهمَّة جداً، أنت عندما تدعو الناس إلى أمر ما على مواقع التواصل، فبالحدّ الأدنى، قبل أن تدعو، عليك أنت أن تقوم فعلاً بما تدعو إليه، وعليك كما تعظ الآخرين أن تعظ نفسك. مثلاً، عندما تدعو النّاس إلى القيام لصلاة اللّيل، ولكن أنت لا تصلّي صلاة اللَّيل في حياتك كلِّها، ولا تريد أن تصلّي.. فمرّة أنت تنشر الأمر ويكون هذا حافزاً لك لتصلّي صلاة اللّيل، لأنّك دعوت الآخرين إليها، فهذا أمر جيّد جداً، ومرّة تنشره وأنت لا تطبّقه، فهذا نوع من الازدواجيّة، وهو أمر غير مقبول. وكذلك الأمر في كلّ الموضوعات الأخلاقيّة، بحيث كنت تطلب من الآخرين على مواقع التّواصل أن يكونوا أخلاقيّين، بينما عندما يصل الأمر إليك، تبتعد عن ذلك...

نصيحة وتنبيه

س: بماذا تنصح كلّ المتابعين؟

ج: إنّ وظيفة كلّ إنسان تختلف عن وظيفة الآخر، ومن المعروف أنّ من علامات آخر الزمان أنّه يكثر الخطباء ويقلّ العلماء.

المشكلة في مواقع التواصل، أنّ كثيراً من الأشخاص يأخذون فكرةً عن آخر وينقلونها باسمهم، وهم في الحقيقة لا يكونون مؤمنين بها، وهناك مشكلة النسخ واللّصق، فقد أنشر منشوراً دون أن ألتفت إلى ما في وسطه أو آخره، هذا بحاجة إلى دقّة وتأمّل... فعندما تنشر شيئاً تكون مسؤولاً عنه.

حتى موضوع اللايك (like)، فأنت إنسان مؤمن، وتضع إعجاباً لمظهر غير لائق، هذا يعني أنّك تشجّعه على الحرام. ثانياً هذا مخالف لمبادئك، فالشَّيء الذي ترضاه لنفسك ارض به لغيرك.

بعض الأحيان يكون التعليق غير لائق، فقد تكون صورة لسيّدة وتكون الصّورة عاديّة، فيأتي التّعليق مثلاً بما يشبه المغازلة "شو هالورد"، "شو هالجمال"، فهذا شرعاً لا يجوز.

لا يحقّ لك أن تتجاوز حدودك، وكلّ شيء ترضاه لزوجتك ولابنتك ولأختك، ارض به للآخرين، والذي لا ترضاه، لا تحاول أن تتوجّه به إلى الآخرين. بعض الناس يظهرون في مظهر القدسيّة، ويستخدمون أساليب خاطئة، علينا أن نكون حذرين، لأنّ اللّسان يوم القيامة كما ورد في الحديث: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟".

واللّسان صار الإصبع الذي يطبع على الفيسبوك أو على الهاتف.

* مقابلة أجراها موقع بيّنات مع سماحة الشّيخ عبّاس غصن. أجرت المقابلة فاطمة خشّاب درويش.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية