أحبّ أن أتحدّث عن مشكلة إنسانيّة اجتماعيّة، يهتمّ بها العالم، وتتحدّث عنها
أغلب المؤتمرات في العالم، وهي قضية "العنف ضد المرأة"، باعتبار أنّ المرأة في أغلب
المجتمعات، هي العنصر الضّعيف - جسدياً واجتماعياً وسياسياً - ولا سيّما في
المجتمعات الشرقية والإسلامية خصوصاً، وهي تُعتبر - من حيث نريد أو لا نريد، أو
نشعر ولا نشعر - إنساناً من الدّرجة الثانية!
الواقع الموجود بالنّسبة إلى المرأة يبدأ في اضطهاد الأب أو الأمّ أو الأخ للفتاة،
بأن تُجبر على الزّواج ممّن لا تريد، وإذا امتنعت عن ذلك، فإنها تُهدَّد بالضّرب
والحرمان من كثير من حقوقها، فالذين يتولّون زواج البنات هم الآباء والأمّهات، أمّا
الفتاة، فليس لها رأي - غالباً - في الزواج، هذا نوع من العنف المعنويّ، والّذي قد
يتحوّل إلى عنف جسديّ.
وهناك بعض البنات يرغبن بإكمال تحصيلهن العلمي ضمن الشروط الأخلاقية التي نؤكّدها
للرجل والمرأة، ولكنّ بعض الآباء يمنعن بناتهن من ذلك، مع أنّ العلم قيمة ترفع عقل
الإنسان وتطوّر موقعه، وإنّني أعتقد أنّنا لا بدّ من أن نهتمّ بتعليم المرأة كما
نهتمّ بتعليم الرّجل وربما أكثر، لأنَّ المرأة هي التي تربي الأولاد، وليس المطلوب
من الأمّ أن تربي الولد جسديّاً فقط، بل أن تربي له عقله...
وهناك العنف الزّوجي؛ ماذا يعطي الإسلام للزَّوج من حقّ؟ الحقّ الطبيعيّ للزّوج هو
جانب الحقّ الجنسي، فليس لها أن تمنعه من نفسها في الحالات الطبيعيَّة عندما لا
تكون فيها الزوجة مريضة أو تعاني مشكلة نفسية أو غير ذلك، والله تعالى يقول: {ولهنَّ
مثلُ الَّذي عليهنَّ بالمعروف}، فالزّوجة لها الحقّ الجنسيّ عندما تحتاج إلى ذلك
كما الرّجل. نعم، إذا منعته حقَّه، فإنّ الله يأمرنا بالموعظة أوّلاً، ثم الهجران
في المضاجع، ومن ثمّ الضّرب غير المبرّح، ولا يجوز للزّوج في غير هذه الحالة أن
يضرب زوجته، وإلّا فإنّه يعاقَب معاقبة الظالمين عند الله، وقد ورد في الحديث
الشّريف: "إيّاك وظلم من لا يجد عليك ظالماً إلا الله".
كذلك، لا يجوز للزوج أو الزوجة أن يسبّا بعضهما البعض، ولا يجوز للزوج أن يسبّ
أهلها، ولا يجوز له أن يطردها من بيته، لأنَّ إسكان الزوجة في بيتها حقّ لها على
الزوج لأنها جزء من النفقة، حتى إنّ من حقّ الزّوجة في العدّة الرجعيّة أن تسكن في
بيت زوجها إلى حين انتهاء العدّة.. والجريمة الكبرى، هي عندما يضرب الزّوج زوجته
أمام أولاده وبناته، وكم من البنات اللاتي يعانين من عقد نفسيّة ضدّ الرّجال
والزواج نتيجة ما رأينه من معاملة أبيهم لأمّهم!
وهناك نوع من العنف المالي، كما إذا أراد الزّوج أن يطلّق زوجته، فإنّه يضربها
ويضطهدها من أجل أن تتنازل عن مهرها أو عن الشقّة إذا كانت باسمها، فلو تنازلت
الزوجة عن الشقّة أو المهر أو غير ذلك تحت الضَّغط، فإنّ ذلك غصب، ويبقى كلّ ذلك في
ذمّته ليُطالب به يوم القيامة.
وهناك حالة الطلاق الخلعي التي تستطيع الزّوجة فيها أن تتنازل عن حقّها فيما إذا
كرهت زوجها وأرادت أن تُنهي هذه العلاقة.
إنّ الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان، ومن أفضل الإحسان، أن يحسن الإنسان إلى عياله
وزوجته، وقد ورد في حديث الإمام الصّادق (ع): "اتّقوا الضّعيفين؛ اليتيم والنساء"،
وورد في حديث النبيّ (ص): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"، فخير الناس من
يعيش أهله معه في كرامة وعزّة.
وعلينا كمسلمين أن نكون السبّاقين إلى كلّ مؤتمر يرفع شعار العنف ضدّ المرأة، لأنّ
الإسلام كان السبّاق في رفض العنف كلّه ضدّ المرأة، وعلينا أن نتقي الله في ذلك،
لأننا سنقف أمام الله يوم القيامة من أجل أن يحكم بين العباد، وشعار يوم القيامة: "لا
ظلم اليوم".
*من أرشيف خطب الجمعة العام 2000.
أحبّ أن أتحدّث عن مشكلة إنسانيّة اجتماعيّة، يهتمّ بها العالم، وتتحدّث عنها
أغلب المؤتمرات في العالم، وهي قضية "العنف ضد المرأة"، باعتبار أنّ المرأة في أغلب
المجتمعات، هي العنصر الضّعيف - جسدياً واجتماعياً وسياسياً - ولا سيّما في
المجتمعات الشرقية والإسلامية خصوصاً، وهي تُعتبر - من حيث نريد أو لا نريد، أو
نشعر ولا نشعر - إنساناً من الدّرجة الثانية!
الواقع الموجود بالنّسبة إلى المرأة يبدأ في اضطهاد الأب أو الأمّ أو الأخ للفتاة،
بأن تُجبر على الزّواج ممّن لا تريد، وإذا امتنعت عن ذلك، فإنها تُهدَّد بالضّرب
والحرمان من كثير من حقوقها، فالذين يتولّون زواج البنات هم الآباء والأمّهات، أمّا
الفتاة، فليس لها رأي - غالباً - في الزواج، هذا نوع من العنف المعنويّ، والّذي قد
يتحوّل إلى عنف جسديّ.
وهناك بعض البنات يرغبن بإكمال تحصيلهن العلمي ضمن الشروط الأخلاقية التي نؤكّدها
للرجل والمرأة، ولكنّ بعض الآباء يمنعن بناتهن من ذلك، مع أنّ العلم قيمة ترفع عقل
الإنسان وتطوّر موقعه، وإنّني أعتقد أنّنا لا بدّ من أن نهتمّ بتعليم المرأة كما
نهتمّ بتعليم الرّجل وربما أكثر، لأنَّ المرأة هي التي تربي الأولاد، وليس المطلوب
من الأمّ أن تربي الولد جسديّاً فقط، بل أن تربي له عقله...
وهناك العنف الزّوجي؛ ماذا يعطي الإسلام للزَّوج من حقّ؟ الحقّ الطبيعيّ للزّوج هو
جانب الحقّ الجنسي، فليس لها أن تمنعه من نفسها في الحالات الطبيعيَّة عندما لا
تكون فيها الزوجة مريضة أو تعاني مشكلة نفسية أو غير ذلك، والله تعالى يقول: {ولهنَّ
مثلُ الَّذي عليهنَّ بالمعروف}، فالزّوجة لها الحقّ الجنسيّ عندما تحتاج إلى ذلك
كما الرّجل. نعم، إذا منعته حقَّه، فإنّ الله يأمرنا بالموعظة أوّلاً، ثم الهجران
في المضاجع، ومن ثمّ الضّرب غير المبرّح، ولا يجوز للزّوج في غير هذه الحالة أن
يضرب زوجته، وإلّا فإنّه يعاقَب معاقبة الظالمين عند الله، وقد ورد في الحديث
الشّريف: "إيّاك وظلم من لا يجد عليك ظالماً إلا الله".
كذلك، لا يجوز للزوج أو الزوجة أن يسبّا بعضهما البعض، ولا يجوز للزوج أن يسبّ
أهلها، ولا يجوز له أن يطردها من بيته، لأنَّ إسكان الزوجة في بيتها حقّ لها على
الزوج لأنها جزء من النفقة، حتى إنّ من حقّ الزّوجة في العدّة الرجعيّة أن تسكن في
بيت زوجها إلى حين انتهاء العدّة.. والجريمة الكبرى، هي عندما يضرب الزّوج زوجته
أمام أولاده وبناته، وكم من البنات اللاتي يعانين من عقد نفسيّة ضدّ الرّجال
والزواج نتيجة ما رأينه من معاملة أبيهم لأمّهم!
وهناك نوع من العنف المالي، كما إذا أراد الزّوج أن يطلّق زوجته، فإنّه يضربها
ويضطهدها من أجل أن تتنازل عن مهرها أو عن الشقّة إذا كانت باسمها، فلو تنازلت
الزوجة عن الشقّة أو المهر أو غير ذلك تحت الضَّغط، فإنّ ذلك غصب، ويبقى كلّ ذلك في
ذمّته ليُطالب به يوم القيامة.
وهناك حالة الطلاق الخلعي التي تستطيع الزّوجة فيها أن تتنازل عن حقّها فيما إذا
كرهت زوجها وأرادت أن تُنهي هذه العلاقة.
إنّ الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان، ومن أفضل الإحسان، أن يحسن الإنسان إلى عياله
وزوجته، وقد ورد في حديث الإمام الصّادق (ع): "اتّقوا الضّعيفين؛ اليتيم والنساء"،
وورد في حديث النبيّ (ص): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله"، فخير الناس من
يعيش أهله معه في كرامة وعزّة.
وعلينا كمسلمين أن نكون السبّاقين إلى كلّ مؤتمر يرفع شعار العنف ضدّ المرأة، لأنّ
الإسلام كان السبّاق في رفض العنف كلّه ضدّ المرأة، وعلينا أن نتقي الله في ذلك،
لأننا سنقف أمام الله يوم القيامة من أجل أن يحكم بين العباد، وشعار يوم القيامة: "لا
ظلم اليوم".
*من أرشيف خطب الجمعة العام 2000.