تلفت كثرة الآيات القرآنيّة الدالة على الوحدانيّة في القرآن الكريم، في إشارة إلى التّنديد بالشّرك، واعتباره كبيرة من الكبائر، وجريمة لا تغتفر. ومن هنا، كان تشديد العقاب على المشركين.
ومن آيات التّوحيد، قوله تعالى:
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ الله مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}.
{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ}.
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله وَلَـكِنْ أَعْبُدُ الله الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}.
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَان}.
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَالله هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
{وَلَا تَدْعُ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
{وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.
{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}.
{شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ الله ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ}.
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
{ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}.
{وَقَالَ الله لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
{مَا اتَّخَذَ الله مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ}.
فالتّوحيد الذي دعا الإسلام إليه، هو دفع للإنسان كي يتمسّك بهذا الأساس الذي تقوم عليه عقيدته، وبما يؤمّن له الأمان النفسيّ، ويمنحه المزيد من الحركة نحو تأكيد جوانب المحبَّة والرَّحمة والإخاء في الحياة.
في المقابل، فإنَّ الشِّرك بالله أو الإيمان بتعدّد الآلهة أو القوى الخارقة أمر لا يقبله العقل، باعتبار أنَّ ذلك يجعل الحياة تتحرَّك في واقع مهتزّ وغير متناجس، ويسبب التّناحر والشّقاق بين بني البشر، إذ إنَّ كلَّ إله يتحرَّك من خلال إرادته ومشيئته التي قد لا تتوافق مع إرادة الإله الآخر ومشيئته.
والمشركون معنيّون بقوله تعالى: {ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ}، لأنهم عبدوا غيره، وعصوا أمره {إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ينتقم منهم، ولا يجدون من دونه وليّاً ولا نصيراً.
إنّ الله تعالى يرى ويسمع عباده في توحيدهم وإخلاصهم وطاعتهم، وإليه ترجع الأمور كلّها {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} {وإِلَى الله تُرْجَعُ الأُمُورُ}، منه البداية، وإليه النهاية. وبتعبير ثان، {إنَّا للهِ وإنَّا إليْهِ راجعونَ}.
ومادمنا نؤمن بالرّجوع إليه تعالى، فلا بدّ من ترجمة توحيده مزيداً من الحبّ للآخر، ومزيداً من تعزيز الروابط الأخلاقية والإنسانية في مجتمعنا.