كيف نوفِّق بين أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يجتهد، وأنّ كلّ ما
جاء به هو من عند الله تعالى، وبين الآيات القرآنيّة التي ظاهرها اللّوم للنبيّ (صلى
الله عليه وآله وسلّم)، أمثال: {عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التّوبة:
43]؟
في الواقع، لا يوجد في هذه الآية لوم بمعنى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)
أخطأ، وإنّما ينظر إلى القضايا من جهة أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان
لا يريد أن يخلق مشكلة في المدينة، وهو أمر مبرّر، وإنّما أراد أن يظهر حقيقتهم، أي
إنّ هؤلاء الذين استأذنوك ليسوا معذورين في الواقع، وأنتَ أذنت لهم بسبب كرم أخلاقك،
ولكنّهم لا يستحقّون ذلك ولا يستحقّون كرم أخلاقك.
فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يخطئ، وإنّما كان يريد أن ينظّم المجتمع،
وكان لا يريد أن يترك ثغرات في المدينة، وكان يريد أن يخرج إلى المعركة من غير وقوع
أيّ مشكلة.
أما قضيّة (عفا الله عنك)، فهي من التعابير الموجودة في ذلك الوقت، من دون دلالة
على الذّنب أو الخطأ. ونحن نعرف أنّ التعابير قد تختلف بين عُرف وآخر، فلو تحدَّث
أحدنا إلى المرجع وقال له: "أصلحك الله"، فإنّه يكون خارجاً عن المألوف، بينما نجد
أصحاب الأئمّة يخاطبون الإمام بكلمة "أصلحك الله"، من دون أن يعني ذلك أنَّ هناك
فساداً يدعون الله أن يصلحه فيه.
إنّها كلمة تقال دون أن تعني أنَّ هناك ذنباً أو فساداً، وهي من الأساليب الموجودة
في المجتمع العربي دون أن تعني المدلول اللّفظي المباشر لها.
*من كتيّب "عقائد" لسماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض).
كيف نوفِّق بين أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يجتهد، وأنّ كلّ ما
جاء به هو من عند الله تعالى، وبين الآيات القرآنيّة التي ظاهرها اللّوم للنبيّ (صلى
الله عليه وآله وسلّم)، أمثال: {عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التّوبة:
43]؟
في الواقع، لا يوجد في هذه الآية لوم بمعنى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)
أخطأ، وإنّما ينظر إلى القضايا من جهة أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان
لا يريد أن يخلق مشكلة في المدينة، وهو أمر مبرّر، وإنّما أراد أن يظهر حقيقتهم، أي
إنّ هؤلاء الذين استأذنوك ليسوا معذورين في الواقع، وأنتَ أذنت لهم بسبب كرم أخلاقك،
ولكنّهم لا يستحقّون ذلك ولا يستحقّون كرم أخلاقك.
فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يخطئ، وإنّما كان يريد أن ينظّم المجتمع،
وكان لا يريد أن يترك ثغرات في المدينة، وكان يريد أن يخرج إلى المعركة من غير وقوع
أيّ مشكلة.
أما قضيّة (عفا الله عنك)، فهي من التعابير الموجودة في ذلك الوقت، من دون دلالة
على الذّنب أو الخطأ. ونحن نعرف أنّ التعابير قد تختلف بين عُرف وآخر، فلو تحدَّث
أحدنا إلى المرجع وقال له: "أصلحك الله"، فإنّه يكون خارجاً عن المألوف، بينما نجد
أصحاب الأئمّة يخاطبون الإمام بكلمة "أصلحك الله"، من دون أن يعني ذلك أنَّ هناك
فساداً يدعون الله أن يصلحه فيه.
إنّها كلمة تقال دون أن تعني أنَّ هناك ذنباً أو فساداً، وهي من الأساليب الموجودة
في المجتمع العربي دون أن تعني المدلول اللّفظي المباشر لها.
*من كتيّب "عقائد" لسماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض).