محاضرات
11/08/2023

مواصفاتُ خيرِ النَّاس

مواصفاتُ خيرِ النَّاس

 

تحدَّث رسول الله (ص) عمَّن هو خير النَّاس، والمؤهَّل للحصول على رضا الله والقرب منه.

يقول (ص): "إنَّ من خير رجالكم التقيّ - الذي يتقي الله في أموره كلها - النقيّ - الذي يعيش نقاء الروح والقلب والحركة والحياة، على مستوى علاقاته العامّة والخاصّة بالناس الأقربين والأبعدين - السَّمح الكفَّين - الَّذي يعيش السَّخاء في العطاء، بحيث ينفق مما رزقه الله تعالى، فلا يعيش البخل في نفسه في ما يتطلّبه النَّاس منه، أو في ما يشعر بحاجاتهم إليه - النقيّ الطّرفين - النقيّ في سلوكه، فلا يجد في سلوكه أيّ خبث أو انحراف، أو أيّ عمل من الأعمال التي تثقل أخلاقيَّة الناس - البرُّ بوالديه - لأنَّ الله تعالى أمر الإنسان أن يبرَّ والديه، بالإحسان إليهما، والرعاية لهما، وتحمّل الأذى منهما- ولا يُلجئ عياله إلى غيره"[1]، يتحمّل مسؤولية عياله، فيلبي حاجاتهم، ويعولهم، وينفق عليهم مما رزقه الله، ولا يدعهم إلى غيره، وهو ليس كأولئك الذين رزقهم الله مالاً، فأنفقوه على شهواتهم وصرفوه في القمار وبذّروه، وذلك لأنَّه يشعر بأنَّ ما رزقه الله من مال هو شركة بينه وبين عياله، لأنَّ الله أعطاه لحساب عياله كما أعطاه لحساب نفسه، فالله يُنزل المعونة على قدر المؤونة.

وقد سئل عليّ (ع): من هم خيار الله تعالى؟ فقال (ع): "أخوفهم لله - الَّذي يراقب الله في سرّه وعلانيته، في ما يفكر فيه، وفي ما يتكلَّم به، وفي كلِّ ما يعمله، فلا يقدّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى حتَّى يعلم أنَّ في ذلك لله رضى - وأعملهم بالتَّقوى - فلا يجده الله حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره - وأزهدهم في الدنيا"[2]، بحيث ينفتح على الدنيا بحاجاته الطبيعيَّة، ولا يطمع فيها ليبيع دينه بدنيا غيره، بل يعتبر الدّنيا مجرَّد مرحلة يستعدّ فيها للقاء الله في الآخرة.

وعن الإمام الصَّادق (ع): "خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم"[3]. وعن رسول الله (ص)، لما سأله رجل قال له: أحبّ أن أكون خير الناس، فقال (ص): "خير النَّاس من ينفع الناس، فكن نافعاً لهم"[4]، إذا أردت أن تكون خير النَّاس، فادرس إمكاناتك، وادرس حاجات النَّاس، وما تستطيع أن تقدِّمه إليهم ممّا تملكه من طاقات، سواء كانت طاقات عقليَّة وعلميَّة أو ما إلى ذلك من أعمال، كن النَّافع للنَّاس تكن خير النَّاس. وعنه (ص): "خير النَّاس من نفع النَّاس"[5].

لذلك، فإنَّ الله تعالى يريد للإنسان في الحياة أن يفجِّر طاقاته في نفع النَّاس، لأنَّه سبحانه أعطانا هذه الطَّاقات، وحمّلنا مسؤوليَّة أن نبذلها للنَّاس في ما يحتاجون إليه...

* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 2 شوّال 1426هـ/ الموافق: 4 تشرين الثاني 2005م.

[1] الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 57.
[2]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج67، ص 310.
[3]  بحار الأنوار، ج70، ص 307.
[4]  ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج1، ص 845.
[5] ميزان الحكمة، ج1، ص 845.

 

تحدَّث رسول الله (ص) عمَّن هو خير النَّاس، والمؤهَّل للحصول على رضا الله والقرب منه.

يقول (ص): "إنَّ من خير رجالكم التقيّ - الذي يتقي الله في أموره كلها - النقيّ - الذي يعيش نقاء الروح والقلب والحركة والحياة، على مستوى علاقاته العامّة والخاصّة بالناس الأقربين والأبعدين - السَّمح الكفَّين - الَّذي يعيش السَّخاء في العطاء، بحيث ينفق مما رزقه الله تعالى، فلا يعيش البخل في نفسه في ما يتطلّبه النَّاس منه، أو في ما يشعر بحاجاتهم إليه - النقيّ الطّرفين - النقيّ في سلوكه، فلا يجد في سلوكه أيّ خبث أو انحراف، أو أيّ عمل من الأعمال التي تثقل أخلاقيَّة الناس - البرُّ بوالديه - لأنَّ الله تعالى أمر الإنسان أن يبرَّ والديه، بالإحسان إليهما، والرعاية لهما، وتحمّل الأذى منهما- ولا يُلجئ عياله إلى غيره"[1]، يتحمّل مسؤولية عياله، فيلبي حاجاتهم، ويعولهم، وينفق عليهم مما رزقه الله، ولا يدعهم إلى غيره، وهو ليس كأولئك الذين رزقهم الله مالاً، فأنفقوه على شهواتهم وصرفوه في القمار وبذّروه، وذلك لأنَّه يشعر بأنَّ ما رزقه الله من مال هو شركة بينه وبين عياله، لأنَّ الله أعطاه لحساب عياله كما أعطاه لحساب نفسه، فالله يُنزل المعونة على قدر المؤونة.

وقد سئل عليّ (ع): من هم خيار الله تعالى؟ فقال (ع): "أخوفهم لله - الَّذي يراقب الله في سرّه وعلانيته، في ما يفكر فيه، وفي ما يتكلَّم به، وفي كلِّ ما يعمله، فلا يقدّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى حتَّى يعلم أنَّ في ذلك لله رضى - وأعملهم بالتَّقوى - فلا يجده الله حيث نهاه، ولا يفقده حيث أمره - وأزهدهم في الدنيا"[2]، بحيث ينفتح على الدنيا بحاجاته الطبيعيَّة، ولا يطمع فيها ليبيع دينه بدنيا غيره، بل يعتبر الدّنيا مجرَّد مرحلة يستعدّ فيها للقاء الله في الآخرة.

وعن الإمام الصَّادق (ع): "خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم"[3]. وعن رسول الله (ص)، لما سأله رجل قال له: أحبّ أن أكون خير الناس، فقال (ص): "خير النَّاس من ينفع الناس، فكن نافعاً لهم"[4]، إذا أردت أن تكون خير النَّاس، فادرس إمكاناتك، وادرس حاجات النَّاس، وما تستطيع أن تقدِّمه إليهم ممّا تملكه من طاقات، سواء كانت طاقات عقليَّة وعلميَّة أو ما إلى ذلك من أعمال، كن النَّافع للنَّاس تكن خير النَّاس. وعنه (ص): "خير النَّاس من نفع النَّاس"[5].

لذلك، فإنَّ الله تعالى يريد للإنسان في الحياة أن يفجِّر طاقاته في نفع النَّاس، لأنَّه سبحانه أعطانا هذه الطَّاقات، وحمّلنا مسؤوليَّة أن نبذلها للنَّاس في ما يحتاجون إليه...

* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 2 شوّال 1426هـ/ الموافق: 4 تشرين الثاني 2005م.

[1] الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 57.
[2]  بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج67، ص 310.
[3]  بحار الأنوار، ج70، ص 307.
[4]  ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج1، ص 845.
[5] ميزان الحكمة، ج1، ص 845.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية