مختارات
21/12/2015

كيف نحتفل إسلاميّاً بميلاد المسيح؟

كيف نحتفل إسلاميّاً بميلاد المسيح؟

يتميَّز هذا العام باجتماع مناسبتين عظيمتين في أسبوعٍ واحد، وهما ولادة عيسى المسيح(ع)، وولادة الرَّسول الأكرم(ص). وبينما يحتفل المسيحيّون بالذّكرى الأولى، يعتبر المسلمون أنفسهم معنيّين بالمناسبتين، باعتبار أنَّ المسيح عندهم هو نبيٌّ من أنبياء الله، كما سائر الأنبياء.

وما يعنينا في هذا المقال، أن نسلِّط الضَّوء على كيفيَّة تعاطي المسلمين مع ميلاد السيِّد المسيح(ع)، وكيفيَّة الاحتفال به، وخصوصاً أنَّ الكثير من المسلمين ينساقون إلى تقليد المسيحيِّين والغرب في عاداتهم في الاحتفال بهذه الذِّكرى، ومنهم من يرى في شجرة الميلاد جزءاً من الاحتفال لا يمكن الاستغناء عنه، وكأنَّ هذه الشَّكليَّات هي الّتي تقرِّبنا من صاحب الذّكرى ومن تعليماته وأخلاقه ودروسه وحياته.  

وإذا كانت هذه المناسبة فرصةً لإظهار ما نشترك فيه مع المسيحيِّين من تلاقٍ حول هذه الشَّخصيَّة العظيمة ـ وإن كنَّا نختلف في تفاصيلها والتَّعاطي معها ـ إلا أنَّ علينا كمسلمين أن نحتفل بهذه الذّكرى بما يؤكِّد القيم الّتي جاء بها النبيّ عيسى(ع)، والّتي نؤمن بها، كما بيَّنها إسلامنا الحنيف.

وقد أفاض القرآن الكريم في الحديث عن ولادة النبيّ عيسى المعجزة، وتركيزه على أنَّ عيسى هو عبد الله ورسوله وكلمته، وآيةٌ للنَّاس في كلِّ وجوده، وأنَّه النّبيّ الّذي يدعو إلى عبادة الله الواحد، كما ذكرت سيرته كيف حارب كلَّ مظاهر الانحراف، ووقف في وجه لصوص الهيكل، ولم يقبل بالظّلم والاضطهاد، وسعى لنشر القيم الإنسانيَّة والإيمانيّة في مجتمعه... وهي الصّورة الّتي ينبغي علينا أن نركِّز عليها، حتّى لا نخلط، كما يقول المرجع فضل الله، "بين العقيدة الّتي يتحرَّك بها الآخرون والعقيدة القرآنيَّة"، وحتّى "ننطلق لننفتح على روحيَّته وأخلاقيَّته في توحيده لله سبحانه وتعالى، وعلى كلِّ معاني المحبَّة والرَّحمة والعدالة"[1].

وفي الوقت الّذي يحتفل الكثيرون بهذه المناسبة، ويستغرقون في شكليَّات معيَّنة، علينا أن نكون متنبِّهين، حتّى "لا ننحرف عن الخطِّ التَّوحيدي العقيديّ الإسلاميّ"[2]، وحتّى نبقى نتذكَّر ونستحضر أنّنا نؤمن بعيسى(ع) رسولاً لله وعبداً له.

وفيما يتعلَّق بالاحتفال نفسه، فإنَّه "لم يرد في الكتاب والسنَّة أيّ حديثٍ عن الولادة، حتى ولادة النّبيّ محمَّد"، لأنَّ القيمة، كما يقول المرجع فضل الله، "ليست في الولادة، بل في الرّسالة والحركة والجهد الّذي يقوم به"[3] النبيّ.

وإن كان الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح أو ميلاد النبيّ محمَّد(ص) ليس محرَّماً طالما لا يُرتَكب فيه الحرام، لكن على المسلمين أن يعيشوا هذه المناسبات بطريقةٍ تسلِّط الضَّوء على ما جاء به صاحب الذّكرى، وما عاشه من قيمٍ ومبادئ، وما التزم به من أخلاقٍ وإيمان؛ أن يعيشوا هذا المناخ الرّوحيّ، ويسعوا ليكونوا على هذا النَّهج، وأن يأخذوا بالقيم الرّوحيّة والأخلاقيّة الّتي جاء بها الإسلام والمسيحيّة، "في ما يراد للنّاس أن يرتفعوا به إلى مواقع القرب من الله تعالى، وإلى مواقع الانفتاح على إنسانيَّتهم في علاقة بعضهم ببعض، وتواصل بعضهم ببعض"[4].

ومن هنا، فإنَّ كل احتفالٍ فيه لهو وعبث، وابتعاد عن روحيَّة السيّد المسيح(ع) وطهارته ونزاهته، هو أمر مرفوض، كما يعبّر المرجع فضل الله(رض)[5]، أمَّا المطلوب، فهو اعتبار هذه الذّكرى مناسبةً لحساب النّفس، وأخذ العبرة لحاضر الأيَّام ومستقبلها. 


[1] من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ 19 -12-2008.

[2] المصدر نفسه.

[3] من مقابلة لسماحة المرجع فضل الله مع جريدة المستقبل، بتاريخ: 27 كانون الأوّل 2005 - العدد 2137.

[4] المصدر نفسه.

[5] المصدر نفسه.

يتميَّز هذا العام باجتماع مناسبتين عظيمتين في أسبوعٍ واحد، وهما ولادة عيسى المسيح(ع)، وولادة الرَّسول الأكرم(ص). وبينما يحتفل المسيحيّون بالذّكرى الأولى، يعتبر المسلمون أنفسهم معنيّين بالمناسبتين، باعتبار أنَّ المسيح عندهم هو نبيٌّ من أنبياء الله، كما سائر الأنبياء.

وما يعنينا في هذا المقال، أن نسلِّط الضَّوء على كيفيَّة تعاطي المسلمين مع ميلاد السيِّد المسيح(ع)، وكيفيَّة الاحتفال به، وخصوصاً أنَّ الكثير من المسلمين ينساقون إلى تقليد المسيحيِّين والغرب في عاداتهم في الاحتفال بهذه الذِّكرى، ومنهم من يرى في شجرة الميلاد جزءاً من الاحتفال لا يمكن الاستغناء عنه، وكأنَّ هذه الشَّكليَّات هي الّتي تقرِّبنا من صاحب الذّكرى ومن تعليماته وأخلاقه ودروسه وحياته.  

وإذا كانت هذه المناسبة فرصةً لإظهار ما نشترك فيه مع المسيحيِّين من تلاقٍ حول هذه الشَّخصيَّة العظيمة ـ وإن كنَّا نختلف في تفاصيلها والتَّعاطي معها ـ إلا أنَّ علينا كمسلمين أن نحتفل بهذه الذّكرى بما يؤكِّد القيم الّتي جاء بها النبيّ عيسى(ع)، والّتي نؤمن بها، كما بيَّنها إسلامنا الحنيف.

وقد أفاض القرآن الكريم في الحديث عن ولادة النبيّ عيسى المعجزة، وتركيزه على أنَّ عيسى هو عبد الله ورسوله وكلمته، وآيةٌ للنَّاس في كلِّ وجوده، وأنَّه النّبيّ الّذي يدعو إلى عبادة الله الواحد، كما ذكرت سيرته كيف حارب كلَّ مظاهر الانحراف، ووقف في وجه لصوص الهيكل، ولم يقبل بالظّلم والاضطهاد، وسعى لنشر القيم الإنسانيَّة والإيمانيّة في مجتمعه... وهي الصّورة الّتي ينبغي علينا أن نركِّز عليها، حتّى لا نخلط، كما يقول المرجع فضل الله، "بين العقيدة الّتي يتحرَّك بها الآخرون والعقيدة القرآنيَّة"، وحتّى "ننطلق لننفتح على روحيَّته وأخلاقيَّته في توحيده لله سبحانه وتعالى، وعلى كلِّ معاني المحبَّة والرَّحمة والعدالة"[1].

وفي الوقت الّذي يحتفل الكثيرون بهذه المناسبة، ويستغرقون في شكليَّات معيَّنة، علينا أن نكون متنبِّهين، حتّى "لا ننحرف عن الخطِّ التَّوحيدي العقيديّ الإسلاميّ"[2]، وحتّى نبقى نتذكَّر ونستحضر أنّنا نؤمن بعيسى(ع) رسولاً لله وعبداً له.

وفيما يتعلَّق بالاحتفال نفسه، فإنَّه "لم يرد في الكتاب والسنَّة أيّ حديثٍ عن الولادة، حتى ولادة النّبيّ محمَّد"، لأنَّ القيمة، كما يقول المرجع فضل الله، "ليست في الولادة، بل في الرّسالة والحركة والجهد الّذي يقوم به"[3] النبيّ.

وإن كان الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح أو ميلاد النبيّ محمَّد(ص) ليس محرَّماً طالما لا يُرتَكب فيه الحرام، لكن على المسلمين أن يعيشوا هذه المناسبات بطريقةٍ تسلِّط الضَّوء على ما جاء به صاحب الذّكرى، وما عاشه من قيمٍ ومبادئ، وما التزم به من أخلاقٍ وإيمان؛ أن يعيشوا هذا المناخ الرّوحيّ، ويسعوا ليكونوا على هذا النَّهج، وأن يأخذوا بالقيم الرّوحيّة والأخلاقيّة الّتي جاء بها الإسلام والمسيحيّة، "في ما يراد للنّاس أن يرتفعوا به إلى مواقع القرب من الله تعالى، وإلى مواقع الانفتاح على إنسانيَّتهم في علاقة بعضهم ببعض، وتواصل بعضهم ببعض"[4].

ومن هنا، فإنَّ كل احتفالٍ فيه لهو وعبث، وابتعاد عن روحيَّة السيّد المسيح(ع) وطهارته ونزاهته، هو أمر مرفوض، كما يعبّر المرجع فضل الله(رض)[5]، أمَّا المطلوب، فهو اعتبار هذه الذّكرى مناسبةً لحساب النّفس، وأخذ العبرة لحاضر الأيَّام ومستقبلها. 


[1] من خطبة الجمعة لسماحته، بتاريخ 19 -12-2008.

[2] المصدر نفسه.

[3] من مقابلة لسماحة المرجع فضل الله مع جريدة المستقبل، بتاريخ: 27 كانون الأوّل 2005 - العدد 2137.

[4] المصدر نفسه.

[5] المصدر نفسه.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية