الموت حقٌّ مكتوب على الخلق، ومن الطّبيعي أن يشعر المرء عند خسارته لعزيزٍ أو حبيبٍ أو قريبٍ، بالحزن واللّوعة والأسى على الفراق، ونحن نشعر أكثر بالأسى والحسرة على تغييب الموت لرجال الفكر والعلم والتّقوى، الَّذين أعطوا الحياة من عمرهم وصبرهم وجهادهم، وضحّوا في سبيل الله، وعبَّدوا الطّريق أمام النّاس إلى ما فيه صالحهم وهدايتهم.
ليست الخسارة في الموت بحدِّ ذاته، فربما مع مرور الزَّمن تبرد حرارة الفراق، ويبقى من فقدناهم جزءاً متحركاً وحيويّاً في ذاكرة الأمّة، بما شكَّلوه من منارات وإضاءات في مسيرة البشرية.
"الموت خسارة كبرى، ولكنَّ الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء"، على حدِّ قول أحد الأدباء. فالخسارة الفادحة أن يموت فينا القلب، فلا يشعر بالرَّحمة والمحبَّة تجاه الآخرين، وينطلق ليبثَّ الحقد والمشاعر المسمَّمة في الحياة، إذ إنَّ كثيراً من القلوب ميتة لا فائدة ترجى منها، فبدل أن تكون منطلقةً لتزرع في الحياة الخير، تحرم الحياة من مشاعرها الطيّبة، وتزيدها ثقلاً وأعباءً.
الخسارة الفادحة أن تموت العقول فينا، فلا تتأمّل ولا تفكّر ولا تتحرّك كي تغيّر وتنفع وتصلح، وبدل أن تشارك مع العقول الأخرى الواعية والمنتجة، تراها تغرق في سبات الجهل والتخلّف.
والخسارة الكبرى أن تموت ألسنتنا، فلا تنطق بالحقّ، ولا تنصر المستضعف، وبدل أن تكون أداةً للخير وبلسمة الجراحات، تراها صامتةً مستقيلةً من فعلها ودورها.
والخسارة الّتي ما بعدها خسارة، أن يموت فينا كلّ ذلك ونحن أحياء بالرّوح والجسد، فنكون مجرّد مخلوقات خاوية من كلّ شعور وعقل ووعي، مستهلكة لمتاع الدّنيا وزخارفها، بدل أن نكون فاعلين نغني الحياة من حولنا بالخير والرّحمة والتّعاون والتّكافل والتّضامن.
إنّنا نحتاج إلى أن نخرج من كلّ سطحيّةٍ وعيشٍ على هامش الحياة، وأن نكون أحياء بالمضمون والمعنى والقيمة والحركة الواعية والعاقلة لكلّ خطواتنا ومسؤوليَّاتنا، فالواقع يستصرخنا كي نعالج همومه ومشاكله ونواجه تحدّياته، وهو يحتاج إلى أحياء بقلوبهم وعقولهم ومشاعرهم ينطلقون لينشروا الحقّ والعدل والفضيلة.
ليس الموت بغياب الجسد في التّراب، ولكنَّ الموت الحقيقيّ أن تكون على وجه الأرض وأنت ميت بشعورك وعقلك وقلبك. فلنكن من الأحياء فعلاً، ولنرتِّب أمورنا وأوضاعنا على ما هدانا الله إليه ودعانا إليه في دنيانا وآخرتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
الموت حقٌّ مكتوب على الخلق، ومن الطّبيعي أن يشعر المرء عند خسارته لعزيزٍ أو حبيبٍ أو قريبٍ، بالحزن واللّوعة والأسى على الفراق، ونحن نشعر أكثر بالأسى والحسرة على تغييب الموت لرجال الفكر والعلم والتّقوى، الَّذين أعطوا الحياة من عمرهم وصبرهم وجهادهم، وضحّوا في سبيل الله، وعبَّدوا الطّريق أمام النّاس إلى ما فيه صالحهم وهدايتهم.
ليست الخسارة في الموت بحدِّ ذاته، فربما مع مرور الزَّمن تبرد حرارة الفراق، ويبقى من فقدناهم جزءاً متحركاً وحيويّاً في ذاكرة الأمّة، بما شكَّلوه من منارات وإضاءات في مسيرة البشرية.
"الموت خسارة كبرى، ولكنَّ الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء"، على حدِّ قول أحد الأدباء. فالخسارة الفادحة أن يموت فينا القلب، فلا يشعر بالرَّحمة والمحبَّة تجاه الآخرين، وينطلق ليبثَّ الحقد والمشاعر المسمَّمة في الحياة، إذ إنَّ كثيراً من القلوب ميتة لا فائدة ترجى منها، فبدل أن تكون منطلقةً لتزرع في الحياة الخير، تحرم الحياة من مشاعرها الطيّبة، وتزيدها ثقلاً وأعباءً.
الخسارة الفادحة أن تموت العقول فينا، فلا تتأمّل ولا تفكّر ولا تتحرّك كي تغيّر وتنفع وتصلح، وبدل أن تشارك مع العقول الأخرى الواعية والمنتجة، تراها تغرق في سبات الجهل والتخلّف.
والخسارة الكبرى أن تموت ألسنتنا، فلا تنطق بالحقّ، ولا تنصر المستضعف، وبدل أن تكون أداةً للخير وبلسمة الجراحات، تراها صامتةً مستقيلةً من فعلها ودورها.
والخسارة الّتي ما بعدها خسارة، أن يموت فينا كلّ ذلك ونحن أحياء بالرّوح والجسد، فنكون مجرّد مخلوقات خاوية من كلّ شعور وعقل ووعي، مستهلكة لمتاع الدّنيا وزخارفها، بدل أن نكون فاعلين نغني الحياة من حولنا بالخير والرّحمة والتّعاون والتّكافل والتّضامن.
إنّنا نحتاج إلى أن نخرج من كلّ سطحيّةٍ وعيشٍ على هامش الحياة، وأن نكون أحياء بالمضمون والمعنى والقيمة والحركة الواعية والعاقلة لكلّ خطواتنا ومسؤوليَّاتنا، فالواقع يستصرخنا كي نعالج همومه ومشاكله ونواجه تحدّياته، وهو يحتاج إلى أحياء بقلوبهم وعقولهم ومشاعرهم ينطلقون لينشروا الحقّ والعدل والفضيلة.
ليس الموت بغياب الجسد في التّراب، ولكنَّ الموت الحقيقيّ أن تكون على وجه الأرض وأنت ميت بشعورك وعقلك وقلبك. فلنكن من الأحياء فعلاً، ولنرتِّب أمورنا وأوضاعنا على ما هدانا الله إليه ودعانا إليه في دنيانا وآخرتنا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.