إضلال السّادة الكبار المستضعفين

إضلال السّادة الكبار المستضعفين

{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَ} الذين كانوا يسيطرون على مقدّراتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، ويملكون الضّغط علينا فكرياً وعملياً، في ما يضلِّلونا به من العقيدة، وما ينحرفون بنا من الخطّ، فنخضع لضغوطهم كما يخضع كلّ ضعيفٍ لأيّ قويٍّ، من خلال حاجاته الموجودة عنده، ونقاط ضعفه المتحكّمة فيه {فَأَضَلُّونَا السَّبِيل}، فانحرفنا عن صراطك المستقيم، وابتعدنا عمّا أردتنا أن نسير فيه {رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}، لأنهم ضلّوا في أنفسهم وكانوا السّبب في ضلالنا {وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِير}، لأن جريمتهم لا تنحصر في مواقعهم، بل تمتدّ إلى مواقع غيرهم من المستضعفين المسحوقين.

وهكذا نرى القرآن يؤكّد في أكثر من آية، أن من أسباب الانحراف الشعبيّ، سيطرة المستكبرين من طغاة المال والسّلاح والسياسة، ما يوحي إلى الضعفاء أن لا يستسلموا للضّعف الذاتي الذي يستغلّه أولئك في عمليّة التحكّم والإِضلال، بل أن يعملوا على استنفار نقاط القوّة الكامنة في شخصيّاتهم، ليكونوا الأقوياء الذين يسقطون القوّة الغاشمة التي تقهر حريتهم وتصادر إنسانيّتهم وتضعف مواقعهم.

وتتنوّع الأساليب القرآنيّة في عمليّة الإيحاء والإِثارة، لتقديم الصّورة المعبّرة بكلّ ملامحها المثيرة في يوم القيامة، فتعرض كيف يرى المستضعفون الذين لم تقفل كلّ السبل والمخارج في وجوههم، لكنّهم آثروا الإذعان والاستسلام، أعمالهم حسراتٍ، وكيف يتبرّأ منهم المستكبرون.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن".

{وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَ} الذين كانوا يسيطرون على مقدّراتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، ويملكون الضّغط علينا فكرياً وعملياً، في ما يضلِّلونا به من العقيدة، وما ينحرفون بنا من الخطّ، فنخضع لضغوطهم كما يخضع كلّ ضعيفٍ لأيّ قويٍّ، من خلال حاجاته الموجودة عنده، ونقاط ضعفه المتحكّمة فيه {فَأَضَلُّونَا السَّبِيل}، فانحرفنا عن صراطك المستقيم، وابتعدنا عمّا أردتنا أن نسير فيه {رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}، لأنهم ضلّوا في أنفسهم وكانوا السّبب في ضلالنا {وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِير}، لأن جريمتهم لا تنحصر في مواقعهم، بل تمتدّ إلى مواقع غيرهم من المستضعفين المسحوقين.

وهكذا نرى القرآن يؤكّد في أكثر من آية، أن من أسباب الانحراف الشعبيّ، سيطرة المستكبرين من طغاة المال والسّلاح والسياسة، ما يوحي إلى الضعفاء أن لا يستسلموا للضّعف الذاتي الذي يستغلّه أولئك في عمليّة التحكّم والإِضلال، بل أن يعملوا على استنفار نقاط القوّة الكامنة في شخصيّاتهم، ليكونوا الأقوياء الذين يسقطون القوّة الغاشمة التي تقهر حريتهم وتصادر إنسانيّتهم وتضعف مواقعهم.

وتتنوّع الأساليب القرآنيّة في عمليّة الإيحاء والإِثارة، لتقديم الصّورة المعبّرة بكلّ ملامحها المثيرة في يوم القيامة، فتعرض كيف يرى المستضعفون الذين لم تقفل كلّ السبل والمخارج في وجوههم، لكنّهم آثروا الإذعان والاستسلام، أعمالهم حسراتٍ، وكيف يتبرّأ منهم المستكبرون.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية