مواجهةُ المشاكلِ: بين أسلوبَي العنفِ واللّينِ

مواجهةُ المشاكلِ: بين أسلوبَي العنفِ واللّينِ

[يقول الله تعالى]: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصِّلت: 34ــ 35].

عندما تواجهك أيّة مشكلة في الحياة، فإنّك تكون أمام أسلوبَيْن: أسلوب العنف، وهو أن تواجه المشكلة بقوَّة، وتتدخَّل بقسوة، وأسلوب اللّين، وهو أن تدرس المشكلة جيّداً؛ أن تدرس طبيعتها وظروفها، وتدرس أرضيّتها التي تسير عليها، وتدرس طبيعة الأشخاص الذين يتحرّكون داخل المشكلة، تدرس ذهنيّاتهم ونقاط ضعفهم وقوّتهم، وبعد أن تدرس القضيّة في السّاحة دراسةً ميدانيّةً، عند ذلك، تفكّر في أدوات الحلّ وفي الأسلوب الذي تواجِه به المشكلة.. ومع ذلك، فإنّك تفكّر في الكلمات قبل أن تنطق بها، فحاول أن تغربلها، فتُبعد الكلمة السيّئة، وتقرّب الجيّدة، وتختار الأحسن جودةً والأشدّ حُسْناً، وهي الكلمة الأحسن..

وأمامك أيضاً عدّة أساليب، فهناك الأسلوب الحسن والأسلوب الأحسن، وهناك الأسلوب السيّئ، وحاول ألَّا تتوجّه إلى الأسلوب الحسن، بل إلى الأسلوب الأحسن، وإلى الجوِّ الأحسن والكلمة الأحسن، حيث تخلق الجوّ الأحسن الّذي تدفع فيه كلماتك وأسلوبك.. فكما تحتاج إلى الكلمة الطيّبة، كذلك تحتاج إلى الأسلوب الطيّب، وإلى الجوّ الذي يحتضن الكلمة الطيّبة والأسلوب الطيّب.

ثم {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فماذا تكون النّتيجة؟ إنّ نتيجة كلِّ ما ذكرنا: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، أن تُحوِّل أعداءك إلى أصدقاء.. وهذا هو الّذي يعطينا المفهوم الّذي يجب أن يتحكّم في فكر الإنسان عندما يتَّجه إلى حلِّ المشكلة، بحيث ترفض روحيَّته أن يفجّر غيظه في عدوّه أو أن يعمِّق عداوته به، وبهذا، فإنَّه يحوِّل أعداءه إلى أصدقاء، فَيَرْبَحَهم ويستميلهم إلى قضيّته وعقيدته ووطنه.

ومن هنا، يمكننا أن نتصوّر في كلِّ الصّراعات التي نعيشها في حياتنا الاجتماعيّة، سواء كانت الصّراعات صراعات فكريّة أو عقائديّة أو سياسيّة أو اجتماعيّة، أنَّ هناك روحيّتَيْن؛ روحيَّة الإنسان الذي يثأر لنفسه وعقيدته ومبدئه ولخطّه السياسيّ والاجتماعيّ، هذا الإنسان يعيش روحيّة الثّأر والتّدمير، وهناك روحيَّة أُخرى، روحيَّة أن تربح هذا الإنسان لعقيدتك. وعندما تعيش روحيّة الثأر، فأنت تعيش روحيّة التّدمير، والمهمّ عندك أن تحطّم صاحبك حتى ولو تحطّمت معه، وكما يقول البعض: "عَلَيَّ وعلى أعدائي".

إنّنا نحتاج أن نعيش فكرة الروحيّة التي تدفع الإنسان ليحلَّ المشكلة مع الآخرين، وهذا يحتاج إلى صدرٍ رحب، وفكرٍ واسع، وإلى أسلوبٍ يمكن أن يتعامل مع الواقع بأفضل طريقة.

*من كتاب "خطاب العقل والرّوح".

[يقول الله تعالى]: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصِّلت: 34ــ 35].

عندما تواجهك أيّة مشكلة في الحياة، فإنّك تكون أمام أسلوبَيْن: أسلوب العنف، وهو أن تواجه المشكلة بقوَّة، وتتدخَّل بقسوة، وأسلوب اللّين، وهو أن تدرس المشكلة جيّداً؛ أن تدرس طبيعتها وظروفها، وتدرس أرضيّتها التي تسير عليها، وتدرس طبيعة الأشخاص الذين يتحرّكون داخل المشكلة، تدرس ذهنيّاتهم ونقاط ضعفهم وقوّتهم، وبعد أن تدرس القضيّة في السّاحة دراسةً ميدانيّةً، عند ذلك، تفكّر في أدوات الحلّ وفي الأسلوب الذي تواجِه به المشكلة.. ومع ذلك، فإنّك تفكّر في الكلمات قبل أن تنطق بها، فحاول أن تغربلها، فتُبعد الكلمة السيّئة، وتقرّب الجيّدة، وتختار الأحسن جودةً والأشدّ حُسْناً، وهي الكلمة الأحسن..

وأمامك أيضاً عدّة أساليب، فهناك الأسلوب الحسن والأسلوب الأحسن، وهناك الأسلوب السيّئ، وحاول ألَّا تتوجّه إلى الأسلوب الحسن، بل إلى الأسلوب الأحسن، وإلى الجوِّ الأحسن والكلمة الأحسن، حيث تخلق الجوّ الأحسن الّذي تدفع فيه كلماتك وأسلوبك.. فكما تحتاج إلى الكلمة الطيّبة، كذلك تحتاج إلى الأسلوب الطيّب، وإلى الجوّ الذي يحتضن الكلمة الطيّبة والأسلوب الطيّب.

ثم {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فماذا تكون النّتيجة؟ إنّ نتيجة كلِّ ما ذكرنا: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، أن تُحوِّل أعداءك إلى أصدقاء.. وهذا هو الّذي يعطينا المفهوم الّذي يجب أن يتحكّم في فكر الإنسان عندما يتَّجه إلى حلِّ المشكلة، بحيث ترفض روحيَّته أن يفجّر غيظه في عدوّه أو أن يعمِّق عداوته به، وبهذا، فإنَّه يحوِّل أعداءه إلى أصدقاء، فَيَرْبَحَهم ويستميلهم إلى قضيّته وعقيدته ووطنه.

ومن هنا، يمكننا أن نتصوّر في كلِّ الصّراعات التي نعيشها في حياتنا الاجتماعيّة، سواء كانت الصّراعات صراعات فكريّة أو عقائديّة أو سياسيّة أو اجتماعيّة، أنَّ هناك روحيّتَيْن؛ روحيَّة الإنسان الذي يثأر لنفسه وعقيدته ومبدئه ولخطّه السياسيّ والاجتماعيّ، هذا الإنسان يعيش روحيّة الثّأر والتّدمير، وهناك روحيَّة أُخرى، روحيَّة أن تربح هذا الإنسان لعقيدتك. وعندما تعيش روحيّة الثأر، فأنت تعيش روحيّة التّدمير، والمهمّ عندك أن تحطّم صاحبك حتى ولو تحطّمت معه، وكما يقول البعض: "عَلَيَّ وعلى أعدائي".

إنّنا نحتاج أن نعيش فكرة الروحيّة التي تدفع الإنسان ليحلَّ المشكلة مع الآخرين، وهذا يحتاج إلى صدرٍ رحب، وفكرٍ واسع، وإلى أسلوبٍ يمكن أن يتعامل مع الواقع بأفضل طريقة.

*من كتاب "خطاب العقل والرّوح".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية