[ماذا نستوحي من الآية المباركة: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}[الأحزاب: 73]؟].
فيما توحي به هذه الآية، قال الله للسّماوات والأرض والجبال، لتتحمّل كلّ واحدة منكنّ مسؤوليّتها، لتحمل مسؤوليّة حركتها وقرارها، وكلّ ما يتّصل بها في تفاعلها مع الظواهر الأخرى، ليكون الحساب بحجم المسؤوليّة..
ولكن كلّ هذه العوالم الكبيرة في حجمها، المتنوّعة في طبيعتها، وقفت خائفة مشفقة على نفسها من هول المسؤوليّة وهول الأمانة، والأمانة هنا تمثّل كلّ حركة الإنسان فيما يمسّ دوره في الكون كلّه، {فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}، قُلْنَ يا ربّ، أنتَ حدِّد لنا ذلك ونظِّم لنا ذلك، نحن في خطّ الطاعة نسير.
أمّا الإنسان، فقد قال له ربّه، لقد خلقتُ لك عقلاً يستطيع أن يجدِّد وأن يتجدَّد، وخلقتُ لكَ قلباً يستطيع أن ينفتح على كلّ جمالات الحياة، وكلّ مشاعرها وأحاسيسها، وخلقت لك إرادة تستطيع أن تثبت خطواتك في المواقع التي تريد فيها لحياتك أن تقف وتمتدّ، وخلقت لك وسائل من عينيك وأذنيك ولسانك وشفتيك... فما رأيك أيُّها الإنسان، هل تتحمَّل مسؤولية نفسك؟ هل تتحمَّل مسؤولية دورك؟ فهناك دورٌ كبيرٌ ينتظرك في الحياة، قد تكون مخلوقاً صغيراً في حجم جسدك، ولكنّك المخلوق الذي انطوى فيه العالم الأكبر في حجم عقلك وقلبك وحيويّتك وحركتك في الأرض:
وتَحْسُبُ أنَّك جُرْمٌ صغيرٌ وفيك انطوَى العالمُ الأكبرُ
وأنت، هذا المخلوق المحدود من خلْقِ الله، أنتَ في حركة العلم والإبداع والعمل، خليفةُ الله في الأرض.. للأرض برنامجها، وأنتَ الذي تحرِّك هذا البرنامج، فهل تحمل المسؤوليّة؟ {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ}.
ولكنّ هذا المخلوق الذي يتحرَّك بشكلٍ حيوي، والذي يتغيَّر من خلال ما حوله ومَنْ حوله، كان ظلوماً لنفسه، لم يُتْقِنْ حمْلَ المسؤوليّة بدقّة، وكان جاهلاً بحجم هذه المسؤوليّة، ومع ذلك، بقي الإنسان الذي يتحرَّك من أجل أن يُبدعَ حياةً جديدة، ليعطيَ الكون مرحلةً جديدة تتجدَّد في مدى الزّمن.
إذاً، نحن في هذا الكون مخلوقاتٌ تحمل المسؤوليّة في الدائرة الصغيرة، وفي الدوائر التي تَكْبرُ وتكبر حتّى تكون الحياة كلّها دائرة، وتكون الإنسانيّة كلّها دائرة.
المصدر: كتاب للإنسان والحياة

[ماذا نستوحي من الآية المباركة: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}[الأحزاب: 73]؟].
فيما توحي به هذه الآية، قال الله للسّماوات والأرض والجبال، لتتحمّل كلّ واحدة منكنّ مسؤوليّتها، لتحمل مسؤوليّة حركتها وقرارها، وكلّ ما يتّصل بها في تفاعلها مع الظواهر الأخرى، ليكون الحساب بحجم المسؤوليّة..
ولكن كلّ هذه العوالم الكبيرة في حجمها، المتنوّعة في طبيعتها، وقفت خائفة مشفقة على نفسها من هول المسؤوليّة وهول الأمانة، والأمانة هنا تمثّل كلّ حركة الإنسان فيما يمسّ دوره في الكون كلّه، {فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}، قُلْنَ يا ربّ، أنتَ حدِّد لنا ذلك ونظِّم لنا ذلك، نحن في خطّ الطاعة نسير.
أمّا الإنسان، فقد قال له ربّه، لقد خلقتُ لك عقلاً يستطيع أن يجدِّد وأن يتجدَّد، وخلقتُ لكَ قلباً يستطيع أن ينفتح على كلّ جمالات الحياة، وكلّ مشاعرها وأحاسيسها، وخلقت لك إرادة تستطيع أن تثبت خطواتك في المواقع التي تريد فيها لحياتك أن تقف وتمتدّ، وخلقت لك وسائل من عينيك وأذنيك ولسانك وشفتيك... فما رأيك أيُّها الإنسان، هل تتحمَّل مسؤولية نفسك؟ هل تتحمَّل مسؤولية دورك؟ فهناك دورٌ كبيرٌ ينتظرك في الحياة، قد تكون مخلوقاً صغيراً في حجم جسدك، ولكنّك المخلوق الذي انطوى فيه العالم الأكبر في حجم عقلك وقلبك وحيويّتك وحركتك في الأرض:
وتَحْسُبُ أنَّك جُرْمٌ صغيرٌ وفيك انطوَى العالمُ الأكبرُ
وأنت، هذا المخلوق المحدود من خلْقِ الله، أنتَ في حركة العلم والإبداع والعمل، خليفةُ الله في الأرض.. للأرض برنامجها، وأنتَ الذي تحرِّك هذا البرنامج، فهل تحمل المسؤوليّة؟ {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ}.
ولكنّ هذا المخلوق الذي يتحرَّك بشكلٍ حيوي، والذي يتغيَّر من خلال ما حوله ومَنْ حوله، كان ظلوماً لنفسه، لم يُتْقِنْ حمْلَ المسؤوليّة بدقّة، وكان جاهلاً بحجم هذه المسؤوليّة، ومع ذلك، بقي الإنسان الذي يتحرَّك من أجل أن يُبدعَ حياةً جديدة، ليعطيَ الكون مرحلةً جديدة تتجدَّد في مدى الزّمن.
إذاً، نحن في هذا الكون مخلوقاتٌ تحمل المسؤوليّة في الدائرة الصغيرة، وفي الدوائر التي تَكْبرُ وتكبر حتّى تكون الحياة كلّها دائرة، وتكون الإنسانيّة كلّها دائرة.
المصدر: كتاب للإنسان والحياة