ردُّ العدوانِ والإساءةِ حقٌّ شرطَ العدلِ

ردُّ العدوانِ والإساءةِ حقٌّ شرطَ العدلِ

من مميّزات الأخلاق الإسلاميّة، أنّها أخلاق واقعية تخاطب الإنسان في مشاعره وأحاسيسه وفي أوضاعه الطبيعية في الحياة، ثم تحاول الارتفاع به إلى الأعلى من موقع إرادته واختياره.

فمن ذلك، أنّ الناس عندما يختلفون في حياتهم ويتنازعون ويتقاتلون، فيسيء إنسان إلى إنسان، بحيث يكون هناك إنسان يسيء وآخر يُساء إليه، إمّا بكلمة غير مسؤولة، وإمّا بحركة غير مسؤولة، كما يضرب إنسان إنساناً أو يجرحه أو يشرّده من بلده أو يعطّل مصالحه، ففي مثل هذه الحالة، جعل الله للإنسان الحقّ ـــ في الخطّ الأخلاقي الحقوقي الإسلامي ـــ بأنْ يردّ العدوان بمثله.

فالخطّ الإسلامي هو أنَّ لك أن تأخذ حقك ممّن اعتدى عليك بالعدل، أي بشرط أن لا تتجاوزه قيد شعرة، لاحظوا {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: 194]، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ}[النّحل: 126]، {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}[الشورى: 40]. فإذا سبّك إنسان، فليس لك أن تضربه، وإذا ضربك فليس لك أن تجرحه، وهكذا، إذا اغتابك، فليس لك أن تبادره بطريقة عنيفة.

ففي القصاص، لو قتل إنسان إنساناً، فإنّ القرآن يحدِّد الموقف في ذلك في قوله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}[الإسراء: 33]، فإذا أردت أن تقتل، اقتل قاتل ولدك أو قاتل أخيك، وليس لك أن تقتل أباه أو عمّه أو ولده أو مَن يحيط به، بل ليس لك أن تضرب القاتل ولا أن تجرحه، وليس لك أن تمثِّل به.

وهذا ما طبّقه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) على نفسه، فعندما ضربه ابن ملجم، جمع الإمام (ع) أهل بيته وعائلته وبني عبد المطّلب، وتحدث معهم في الخطوط العامّة، ثم تحدث بعد ذلك في القضيّة الخاصّة، قال لهم فيما روي عنه: "يا بني عبد المطّلب، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلنَّ بي إلّا قاتلي. انظروا إذا أنا متُّ مِنْ ضربته، فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثَّل بالرّجل، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور"1.

لا تقطعوا يديه ورجليه أو تشوّهوا صورته، بل ليس لكم أن تبصقوا بوجهه، ليس لكم أن تشتموه، وليس لكم أن تذلّوه، أو أن تجيعوه، فهذه ليست من الحقوق التي جعلها الله لكم، إنّما جعل لكم أن تقتلوه فقط بالحقّ.

أمّا إذا كان مسلماً، فله حقّ المسلم على المسلم، وإذا كان ذميّاً أو معاهداً، فله حقّ الذمّيّ والمعاهد على المسلم، وهكذا.

وقد مارس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) هذا الأمر في حادثة أخرى، حيث كان جالساً مع أصحابه، وهو يومئذٍ أمير المؤمنين، أي (الخليفة)، فمرّت امرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم، فالتفت إليهم الإمام عليّ (ع) معلِّماً وموجِّهاً، لم يتحدَّث معهم بأسلوب عنيف، قال لهم: "إنّ أبصار هذه الفحول طوامح، وإنَّ ذلك سببُ هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه، فليلامس أهله، فإنّما هي امرأة كامرأته"، وسكت الإمام. وكان هناك شخص من الخوارج الذين كفّروا عليّاً (ع) لقبوله بالتحكيم قد أعجب بكلام الإمام، ولكنه يعتقد أنّ الإمام كافر، فقال: "قاتله الله كافراً ما أفقهه!!"، يعني كم يفهم هذا الكافر، قاتله الله.

فتصوّر أنّ خليفةً، وبيده السلطة وأصحابه حوله، وهذا الخارجيّ يشتمه وهو بمفرده، ماذا يكون الموقف؟ لقد وثب إليه القوم ليقتلوه، فأومأ إليهم أمير المؤمنين وقال: "رويداً، إنّما هو سبٌّ بسبّ، أو عفو عن ذنب"2. إنّ الرجل سبّني، فليس ردّ فعل السبّ هو القتل {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، فإمّا أن أسبّه لآخذ حقّي، وإمّا أن أترك ذلك فأعفو عنه.

هذا هو الخطّ الإسلامي الواقعيّ، وهو أن يكون لك الحقّ، ولكن بعدل، لأنّك عندما تمنع إنساناً من أن يثأر لنفسه، فإنّك تخلق مشكلة اجتماعيّة، لأنّ المسألة عند ذلك سوف تتحوَّل إلى عقدة نفسيّة تتفجّر بأشياء أخرى، لأنَّ طبيعة ثأر الإنسان لذاته هي طبيعة إنسانيّة ذاتيّة يتحرّك نحوها الإنسان بشكل طبيعيّ، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى بعد أن أعطاك هذا الحقّ، قال لك إنك صاحب حقّ الآن، ولكن إذا عفوت عن هذا الإنسان وأنت قادر على أن تقتصّ منه، فإنّ الله يعطيك ثوابه وأجره، وإنَّ ذلك يمكن أن يمثّل وسيلة هي الأقرب في خطِّ الانضباط في خطِّ الله والالتزام بمواقع حجّة الله ورضاه، ولذلك قال: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237].

كذلك {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}[النّحل: 126].

والآية التي قرأناها أيضاً {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}. وكلمة {فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ} تدخلك في أمل كبير بأن يعطيك الله كل ما تتصوّر وكلّ ما لا تتصوّر... فالله يتكفّل بأجرك، وهو الكريم الجواد الذي يعطي بلا حساب {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[الشورى: 40]، ولكنه يحبّ العافين الذين يعفون عن الناس، وقد جعل العافين عن الناس من أهل الجنّة {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 133 – 134]. فأنت إذا عفوت عن الناس، فإنّ الله سبحانه وتعالى يتكفّل بأجرك.

وفي آيةٍ أخرى، يريد الله لك أن تتخلّق بأخلاقه، فقد أعطاك القدرة على أخذ حقّك، وقال لك اعفُ، وهو القادر على أن يأخذ حقّه منك ومن كلّ العاصين، وقد عفا عنك {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}[النّساء: 149]. فالله هو العفوّ القدير، فكن أنتَ العفوّ من موقع القدرة...

*من كتاب "النّدوة"، ج 2.

[1]نهج البلاغة، الكتب والوصايا، ص 362.

[2]نهج البلاغة، قصار الحكم، ص: 414.

من مميّزات الأخلاق الإسلاميّة، أنّها أخلاق واقعية تخاطب الإنسان في مشاعره وأحاسيسه وفي أوضاعه الطبيعية في الحياة، ثم تحاول الارتفاع به إلى الأعلى من موقع إرادته واختياره.

فمن ذلك، أنّ الناس عندما يختلفون في حياتهم ويتنازعون ويتقاتلون، فيسيء إنسان إلى إنسان، بحيث يكون هناك إنسان يسيء وآخر يُساء إليه، إمّا بكلمة غير مسؤولة، وإمّا بحركة غير مسؤولة، كما يضرب إنسان إنساناً أو يجرحه أو يشرّده من بلده أو يعطّل مصالحه، ففي مثل هذه الحالة، جعل الله للإنسان الحقّ ـــ في الخطّ الأخلاقي الحقوقي الإسلامي ـــ بأنْ يردّ العدوان بمثله.

فالخطّ الإسلامي هو أنَّ لك أن تأخذ حقك ممّن اعتدى عليك بالعدل، أي بشرط أن لا تتجاوزه قيد شعرة، لاحظوا {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: 194]، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ}[النّحل: 126]، {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}[الشورى: 40]. فإذا سبّك إنسان، فليس لك أن تضربه، وإذا ضربك فليس لك أن تجرحه، وهكذا، إذا اغتابك، فليس لك أن تبادره بطريقة عنيفة.

ففي القصاص، لو قتل إنسان إنساناً، فإنّ القرآن يحدِّد الموقف في ذلك في قوله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}[الإسراء: 33]، فإذا أردت أن تقتل، اقتل قاتل ولدك أو قاتل أخيك، وليس لك أن تقتل أباه أو عمّه أو ولده أو مَن يحيط به، بل ليس لك أن تضرب القاتل ولا أن تجرحه، وليس لك أن تمثِّل به.

وهذا ما طبّقه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) على نفسه، فعندما ضربه ابن ملجم، جمع الإمام (ع) أهل بيته وعائلته وبني عبد المطّلب، وتحدث معهم في الخطوط العامّة، ثم تحدث بعد ذلك في القضيّة الخاصّة، قال لهم فيما روي عنه: "يا بني عبد المطّلب، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلنَّ بي إلّا قاتلي. انظروا إذا أنا متُّ مِنْ ضربته، فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثَّل بالرّجل، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور"1.

لا تقطعوا يديه ورجليه أو تشوّهوا صورته، بل ليس لكم أن تبصقوا بوجهه، ليس لكم أن تشتموه، وليس لكم أن تذلّوه، أو أن تجيعوه، فهذه ليست من الحقوق التي جعلها الله لكم، إنّما جعل لكم أن تقتلوه فقط بالحقّ.

أمّا إذا كان مسلماً، فله حقّ المسلم على المسلم، وإذا كان ذميّاً أو معاهداً، فله حقّ الذمّيّ والمعاهد على المسلم، وهكذا.

وقد مارس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) هذا الأمر في حادثة أخرى، حيث كان جالساً مع أصحابه، وهو يومئذٍ أمير المؤمنين، أي (الخليفة)، فمرّت امرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم، فالتفت إليهم الإمام عليّ (ع) معلِّماً وموجِّهاً، لم يتحدَّث معهم بأسلوب عنيف، قال لهم: "إنّ أبصار هذه الفحول طوامح، وإنَّ ذلك سببُ هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه، فليلامس أهله، فإنّما هي امرأة كامرأته"، وسكت الإمام. وكان هناك شخص من الخوارج الذين كفّروا عليّاً (ع) لقبوله بالتحكيم قد أعجب بكلام الإمام، ولكنه يعتقد أنّ الإمام كافر، فقال: "قاتله الله كافراً ما أفقهه!!"، يعني كم يفهم هذا الكافر، قاتله الله.

فتصوّر أنّ خليفةً، وبيده السلطة وأصحابه حوله، وهذا الخارجيّ يشتمه وهو بمفرده، ماذا يكون الموقف؟ لقد وثب إليه القوم ليقتلوه، فأومأ إليهم أمير المؤمنين وقال: "رويداً، إنّما هو سبٌّ بسبّ، أو عفو عن ذنب"2. إنّ الرجل سبّني، فليس ردّ فعل السبّ هو القتل {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، فإمّا أن أسبّه لآخذ حقّي، وإمّا أن أترك ذلك فأعفو عنه.

هذا هو الخطّ الإسلامي الواقعيّ، وهو أن يكون لك الحقّ، ولكن بعدل، لأنّك عندما تمنع إنساناً من أن يثأر لنفسه، فإنّك تخلق مشكلة اجتماعيّة، لأنّ المسألة عند ذلك سوف تتحوَّل إلى عقدة نفسيّة تتفجّر بأشياء أخرى، لأنَّ طبيعة ثأر الإنسان لذاته هي طبيعة إنسانيّة ذاتيّة يتحرّك نحوها الإنسان بشكل طبيعيّ، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى بعد أن أعطاك هذا الحقّ، قال لك إنك صاحب حقّ الآن، ولكن إذا عفوت عن هذا الإنسان وأنت قادر على أن تقتصّ منه، فإنّ الله يعطيك ثوابه وأجره، وإنَّ ذلك يمكن أن يمثّل وسيلة هي الأقرب في خطِّ الانضباط في خطِّ الله والالتزام بمواقع حجّة الله ورضاه، ولذلك قال: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237].

كذلك {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}[النّحل: 126].

والآية التي قرأناها أيضاً {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}. وكلمة {فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ} تدخلك في أمل كبير بأن يعطيك الله كل ما تتصوّر وكلّ ما لا تتصوّر... فالله يتكفّل بأجرك، وهو الكريم الجواد الذي يعطي بلا حساب {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[الشورى: 40]، ولكنه يحبّ العافين الذين يعفون عن الناس، وقد جعل العافين عن الناس من أهل الجنّة {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 133 – 134]. فأنت إذا عفوت عن الناس، فإنّ الله سبحانه وتعالى يتكفّل بأجرك.

وفي آيةٍ أخرى، يريد الله لك أن تتخلّق بأخلاقه، فقد أعطاك القدرة على أخذ حقّك، وقال لك اعفُ، وهو القادر على أن يأخذ حقّه منك ومن كلّ العاصين، وقد عفا عنك {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}[النّساء: 149]. فالله هو العفوّ القدير، فكن أنتَ العفوّ من موقع القدرة...

*من كتاب "النّدوة"، ج 2.

[1]نهج البلاغة، الكتب والوصايا، ص 362.

[2]نهج البلاغة، قصار الحكم، ص: 414.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية