معنى أنْ تكونَ المصائبُ بإذنِ اللهِ

معنى أنْ تكونَ المصائبُ بإذنِ اللهِ

يعيش الإنسان في هذه الحياة ويُبتلى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ...}[التغابن: 11].

فالإنسان يعيش في نطاق نظامٍ للحياة ينطلق من خلال تخطيط الله، ولذلك، فإنَّ المصائب التي تصيبه في نفسه وماله وأهله وأوضاعه، إنّما تتمُّ بإذن الله. وليس معنى أنّها تتمّ بإذن الله، أنّه سبحانه يوقعها على الإنسان من دون مناسبة وسبب، بل إنَّ المصائب التي تأتي إلينا، إنّما تكون بسبب أعمالنا {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[النّحل: 112] بأيديهم وبالظروف التي أوجدوها في حياتهم {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: 41].

فهذه قضايا مرتبطةٌ بأسبابها المتّصلة بحياة الإنسان. يقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال: 53] فأنتَ غيّرت، والله تعالى ربط بين ما في نفسك وبين ما في واقعك، فأنتَ مسيطرٌ على المسألة، فإذا غيّرت ما في نفسك، وانقلب الخير عندك إلى شرّ، فأنتَ تصنع مصائبك في هذا المجال، والله يربط بين هذه المصائب وبين أسبابها. ولذا، فهي بإذن الله، من خلال أنَّ الله ربط بين الأسباب والمسبّبات، بين المقدّمات وبين النتائج.. فكما تزرع فإنّك تحصد، تزرع المشكلة، فتحصل على الآلام، تنحرف، فتهتزّ حياتك العامّة والخاصّة، تأكل طعاماً فاسداً، فإنَّك لا محالة تمرض، فكما أنَّ هناك مرضاً جسدياً، هناك مرضٌ روحيٌّ واجتماعيّ وسياسيّ واقتصاديّ وأخلاقيّ.

{وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ...}، إذا ملأت قلبك بالإيمان بالله، فإنَّ قلبك سيشرق، وإذا أشرق قلبك بنور الإيمان، فستنفتح لك كلُّ الطّرق، وينطلق انطلاقة هادية، وعندها لا يحبّ قلبُك إلّا مَنْ أحبَّ الله، ولا يبغض إلّا مَن أبغض الله.

{وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التّغابن: 11]، يعلم خفايا النفوس وهدف الأعمال، ويعلم خفايا العلاقات.

{وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، فأطيعوا الله والرّسول في خطّ الإيمان العمليّ، {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} فأعرضتم {فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[التغابن: 12]. ليس من مهمّة الرسول (ص) أن يضغط على قلوب النّاس {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: 29]. فالإنسان يعمل لنفسه، وسينال جزاء عمله عند الله.

{اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ...}، افتحوا قلوبكم وعقولكم على الله، لا تنشغلوا بفلان وفلان، ولا تستغرقوا بعظمة هذه القوّة وجبروت تلك القوّة {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ...} هو الإله وحده، وكلُّ الموجودات مخلوقة وخاضعة له، استمدَّت وجودها وقوَّتها منه وحده، فأين أنتم مِنَ الله {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194]، فالله وحده القادر والقاهر فوق عباده {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[التغابن: 13].

المصدر : كتاب من عرفان القرآن

يعيش الإنسان في هذه الحياة ويُبتلى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ...}[التغابن: 11].

فالإنسان يعيش في نطاق نظامٍ للحياة ينطلق من خلال تخطيط الله، ولذلك، فإنَّ المصائب التي تصيبه في نفسه وماله وأهله وأوضاعه، إنّما تتمُّ بإذن الله. وليس معنى أنّها تتمّ بإذن الله، أنّه سبحانه يوقعها على الإنسان من دون مناسبة وسبب، بل إنَّ المصائب التي تأتي إلينا، إنّما تكون بسبب أعمالنا {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[النّحل: 112] بأيديهم وبالظروف التي أوجدوها في حياتهم {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: 41].

فهذه قضايا مرتبطةٌ بأسبابها المتّصلة بحياة الإنسان. يقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال: 53] فأنتَ غيّرت، والله تعالى ربط بين ما في نفسك وبين ما في واقعك، فأنتَ مسيطرٌ على المسألة، فإذا غيّرت ما في نفسك، وانقلب الخير عندك إلى شرّ، فأنتَ تصنع مصائبك في هذا المجال، والله يربط بين هذه المصائب وبين أسبابها. ولذا، فهي بإذن الله، من خلال أنَّ الله ربط بين الأسباب والمسبّبات، بين المقدّمات وبين النتائج.. فكما تزرع فإنّك تحصد، تزرع المشكلة، فتحصل على الآلام، تنحرف، فتهتزّ حياتك العامّة والخاصّة، تأكل طعاماً فاسداً، فإنَّك لا محالة تمرض، فكما أنَّ هناك مرضاً جسدياً، هناك مرضٌ روحيٌّ واجتماعيّ وسياسيّ واقتصاديّ وأخلاقيّ.

{وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ...}، إذا ملأت قلبك بالإيمان بالله، فإنَّ قلبك سيشرق، وإذا أشرق قلبك بنور الإيمان، فستنفتح لك كلُّ الطّرق، وينطلق انطلاقة هادية، وعندها لا يحبّ قلبُك إلّا مَنْ أحبَّ الله، ولا يبغض إلّا مَن أبغض الله.

{وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التّغابن: 11]، يعلم خفايا النفوس وهدف الأعمال، ويعلم خفايا العلاقات.

{وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، فأطيعوا الله والرّسول في خطّ الإيمان العمليّ، {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ} فأعرضتم {فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[التغابن: 12]. ليس من مهمّة الرسول (ص) أن يضغط على قلوب النّاس {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: 29]. فالإنسان يعمل لنفسه، وسينال جزاء عمله عند الله.

{اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ...}، افتحوا قلوبكم وعقولكم على الله، لا تنشغلوا بفلان وفلان، ولا تستغرقوا بعظمة هذه القوّة وجبروت تلك القوّة {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ...} هو الإله وحده، وكلُّ الموجودات مخلوقة وخاضعة له، استمدَّت وجودها وقوَّتها منه وحده، فأين أنتم مِنَ الله {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194]، فالله وحده القادر والقاهر فوق عباده {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}[التغابن: 13].

المصدر : كتاب من عرفان القرآن

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية