[ينطلق التَّحذير القرآنيّ للمؤمنين]: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التغابن : 14].
إنَّ الله تعالى لا يحذّرنا من أولادنا وأزواجنا على أنّهم أعداءٌ لنا، بل يرمي التحذير إلى عدم الاستغراق فيهم، بحيث تدفعنا عواطفنا لأن نعمل ما يُرضيهم ويُغضب الله.. فأن نحذر، أي أن لا نسلّم للولد في كلّ ما يريد ونذوب في عاطفتنا تجاهه، ونلبّي له ما يريد من دون أيّ دراسة لطلباته، هل هي في خطّ الله أم في خطّ الشيطان؟
وهكذا الأزواج مع الزوجات، وبالعكس، فإذا طلبت هي أو طلب هو أمراً، ويريد الله عكسه، ونُفّذ ما خالف أمر الله، فهذا سقوطٌ فيما لا يرضاه الله، فليست العداوة والصّداقة قضيّة كلمات ومشاعر وعواطف، هي قضيّة مبدأ، فالصديق هو مَنْ يريد لك الخير، والعدوّ هو مَنْ يريد لك الشرّ، ابناً كان، أو زوجاً، أو زوجة، أو أخاً، أو أباً، لذلك قال الله عن الشّيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} ولماذا هو عدوّ؟ {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر : 6]. فالعدوّ الشيطاني قد يكون ولَدَك أو زوجَك من حيث تريد أو لا تريد، فيقودانك من خلال وسوسة الشّيطان لهما إلى غضب لله.
وعلى هذا، يطلب القرآن من الناس ألّا يستغرقوا في عواطفهم لتُرضِيَ الزوجةُ زوجَها، وبالعكس، وليرضيَ الأب ابنه وبالعكس أيضاً.. العاطفة ضروريّة، ولكن على الإنسان أن يعطيَ عاطفته شيئاً من الحذر. ولهذا نقول دائماً: أعطوا العاطفة جرعةً من العقل، وأعطوا العقل جرعةً من العاطفة حتّى يلين ويرقّ ولا يكون جامداً.
فإذاً، الحذر أمرٌ أساس في العلاقة، ومعناه أن تراقب حركة العاطفة في قلبك وعلاقاتك ومواقفك وخطواتك في الحياة. لذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}، وعندما تكتشفون بعض أخطائهم، فليس من الضّروريّ أن تمارسوا العنف معهم {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. ليكن هناك مجالٌ للصّفح فربّما يبدّلون ويغيّرون.
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[التغابن: 15] الفتنة هي الاختبار، والله تعالى يختبرنا بأموالنا، فيعطينا المال حتّى يختبر حركتنا في طاعته، ويرزقنا الأولاد ليختبر استخدام ولايتنا عليهم في أن نجعلهم عباد الله الصّالحين.. وليس المال هو الأساس، أو الولد هو الأساس، فكلاهما زينة {وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فكِّر في الله الذي أعطاك المال والولد، وفي أنَّ ما ينتظرك عنده سبحانه أكبر من الولد والمال.
{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} نداءَ الله في طاعته وأوامره ونواهيه {وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ}، فما تعطونه، إنّما تعطونه لأنفسكم {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التّغابن: 16].
*من كتاب "من عرفان القرآن".

[ينطلق التَّحذير القرآنيّ للمؤمنين]: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التغابن : 14].
إنَّ الله تعالى لا يحذّرنا من أولادنا وأزواجنا على أنّهم أعداءٌ لنا، بل يرمي التحذير إلى عدم الاستغراق فيهم، بحيث تدفعنا عواطفنا لأن نعمل ما يُرضيهم ويُغضب الله.. فأن نحذر، أي أن لا نسلّم للولد في كلّ ما يريد ونذوب في عاطفتنا تجاهه، ونلبّي له ما يريد من دون أيّ دراسة لطلباته، هل هي في خطّ الله أم في خطّ الشيطان؟
وهكذا الأزواج مع الزوجات، وبالعكس، فإذا طلبت هي أو طلب هو أمراً، ويريد الله عكسه، ونُفّذ ما خالف أمر الله، فهذا سقوطٌ فيما لا يرضاه الله، فليست العداوة والصّداقة قضيّة كلمات ومشاعر وعواطف، هي قضيّة مبدأ، فالصديق هو مَنْ يريد لك الخير، والعدوّ هو مَنْ يريد لك الشرّ، ابناً كان، أو زوجاً، أو زوجة، أو أخاً، أو أباً، لذلك قال الله عن الشّيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} ولماذا هو عدوّ؟ {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر : 6]. فالعدوّ الشيطاني قد يكون ولَدَك أو زوجَك من حيث تريد أو لا تريد، فيقودانك من خلال وسوسة الشّيطان لهما إلى غضب لله.
وعلى هذا، يطلب القرآن من الناس ألّا يستغرقوا في عواطفهم لتُرضِيَ الزوجةُ زوجَها، وبالعكس، وليرضيَ الأب ابنه وبالعكس أيضاً.. العاطفة ضروريّة، ولكن على الإنسان أن يعطيَ عاطفته شيئاً من الحذر. ولهذا نقول دائماً: أعطوا العاطفة جرعةً من العقل، وأعطوا العقل جرعةً من العاطفة حتّى يلين ويرقّ ولا يكون جامداً.
فإذاً، الحذر أمرٌ أساس في العلاقة، ومعناه أن تراقب حركة العاطفة في قلبك وعلاقاتك ومواقفك وخطواتك في الحياة. لذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}، وعندما تكتشفون بعض أخطائهم، فليس من الضّروريّ أن تمارسوا العنف معهم {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. ليكن هناك مجالٌ للصّفح فربّما يبدّلون ويغيّرون.
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[التغابن: 15] الفتنة هي الاختبار، والله تعالى يختبرنا بأموالنا، فيعطينا المال حتّى يختبر حركتنا في طاعته، ويرزقنا الأولاد ليختبر استخدام ولايتنا عليهم في أن نجعلهم عباد الله الصّالحين.. وليس المال هو الأساس، أو الولد هو الأساس، فكلاهما زينة {وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فكِّر في الله الذي أعطاك المال والولد، وفي أنَّ ما ينتظرك عنده سبحانه أكبر من الولد والمال.
{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} نداءَ الله في طاعته وأوامره ونواهيه {وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ}، فما تعطونه، إنّما تعطونه لأنفسكم {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التّغابن: 16].
*من كتاب "من عرفان القرآن".