السَّيرُ في خطِّ اللهِ أم اتّباعُ الشَّهواتِ؟!

السَّيرُ في خطِّ اللهِ أم اتّباعُ الشَّهواتِ؟!

يقول الله تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف: 176].

يريد الله أن يقصَّ علينا ما جاء من قضايا الآخرين أو من الأمثال، حتّى نفكِّر، وحتّى نجتنب الطّريق المنحرف الّذي لا يريدنا الله أن نسير عليه في كلّ حياتنا.

ويريد أن يقول لنا: أيُّها الناس، ستتعرّضون في حياتكم لمشاكل كثيرة من النّاس الذين يريدون منكم أن تنطلقوا بعيداً من الله، ولكن {وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}[النساء: 27].

إنَّ الله يناديكم إذا أخطأتم وإذا انحرفتم وإذا ضللتم عن الطّريق، بقوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر: 53].

يقول الله لكم: يا عبادي، إذا ابتعدتم عنّي، فتعالوا إليَّ {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].

الله يريد أن يتوب عليكم، ويقول لكم إذا أخطأتم صحِّحوا خطأكم، وإذا انحرفتم فاستقيموا في طريقكم، وإذا أخطأتم فتوبوا إليَّ لأُصحِّح خطأكم. إنّه يريد أن يتوب عليكم، لذلك يدعوكم إلى التوبة وإلى الرجوع إليه. أمّا الذين يتبعون الشّهوات، من زعمائكم وأصدقائكم وأقربائكم وأزواجكم وكلّ الناس من حولكم، فإنّهم يريدون منكم أن تميلوا عن الطّريق ميلاً عظيماً.. فماذا تختارون؟ هل تسيرون مع الله، أم مع الّذين يَتَّبِعون الشّهوات؟

الله يقول لك: إبدأ الطّريق المستقيم من جديد، وأولئك يقولون لك: لا تعش وحدك، اِمشِ مع الناس، خض مع الخائضين، واكذب مع الكذّابين، وانحرف مع المنحرفين، واظلم مع الظّالمين، وخذ حصّتك مع الذين يأخذون حصصهم من كلّ حرام، ومن كلّ ظلم وما إلى ذلك.

الذين يَتَّبِعون الشّهوات يتحدّثون بهذه اللّغة، ولا يريدون لكم أن تستقيموا. قد يأتي آباؤكم ويقولون لكم إذا رأوا منكم استقامة على طريق الله، وهم يخافون عليكم من كثير من أجهزة المخابرات، ومن بعض الحكومات، ومن بعض الأحزاب والحركات والمنظّمات، ومن طغاة قريتكم أو منطقتكم... يأتي آباؤكم ليقولوا لكم: اتركوا ما أنتم عليه، لا تذهبوا إلى المساجد، ولكن اذهبوا إلى الملاهي، لأنَّ الأجهزة إذا رأتكم في الملاهي فسوف لا تحاسبكم، لكنّها إذا رأتكم في المساجد فسوف تراقبكم.

يخافون عليكم ذلك، لأنّهم يريدون أن يتَّبعوا الشَّهوات، ويريدون منكم أن تتَّبعوها، والله يريد أن يتوب عليكم ويقول لكم: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]. يريدكم الله أن تأتوا إلى المسجد، لا لتنغلقوا فيه عن حركة الحياة، ولكنّه يريد منكم أن تتطهَّروا في المسجد؛ أن تطهِّروا عقولكم من كلّ كفر وشرك، وأن تطهِّروا عواطفكم من كلّ انحراف، وأن تطهِّروا مواقفكم من كلّ زلل... يريد الله منكم ذلك، ويقول لكم: كما أنّكم إذا توسَّخ جسدكم، تذهبون إلى الحمّام لتتطهَّروا، فإذا توسَّخت عقولكم وأرواحكم ومشاعركم، فتعالوا إليَّ في المسجد، لتتطهَّروا ولتعيشوا طهر الفكر وطهر الشّعور وطهر الحركة والحياة.

إنَّنا نجد الكثيرين من الناس لا يكتفون بأن يتَّبعوا الشّهوات، بل يحاولون أن يجعلوا أولادهم وأصدقاءهم وأقرباءهم معهم. هؤلاء هم الَّذين يخسرون: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزّمر: 15]. يريد أن يتَّبع الشّهوات ويشرب الخمر، ويريد من أولاده أن يشربوا الخمر معه، ويتعقَّد من أولاده وزوجته وبناته إذا وقفوا ضدَّه في ذلك، ويلعب القمار ويريد منهم أن يلعبوا، وينصر الظالمين ويريد منهم أن ينصروهم... وهكذا في كلّ المجالات، بل إنَّ بعضهم يقدِّم أولاده للشّيطان ليموتوا في سبيله حتّى يحصل على مال... يموت ابنه ويذهب إلى النّار وبئس القرار ليحصل على مال. لا مانع عنده أن يقاتل أولاده مع الشّيطان وفي سبيل أهدافه، ولكن عنده ألف مانع من أن يقاتل أولاده مع الله وفي سبيله. والناس، كما يقول عمر بن سعد ـــ وهم في أغلبهم مع منطق عمر بن سعد:

يقولون إنَّ الله خالق جنّةٍ ونارٍ وتعذيبٍ وغلِّ يدينِ

فإن صدقوا في ما يقولون إنَّني أتوبُ إلى الرَّحمنِ من سنتينِ

ثمّ يقول آخر الأمر: وما عاقلٌ باعَ الوجود بدَيْن.

هذا هو منطق السّاحة ومنطق اتّباع الهوى الذي يجعلك ترتبط بهواك فتبتعد عن الحقّ.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

يقول الله تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف: 176].

يريد الله أن يقصَّ علينا ما جاء من قضايا الآخرين أو من الأمثال، حتّى نفكِّر، وحتّى نجتنب الطّريق المنحرف الّذي لا يريدنا الله أن نسير عليه في كلّ حياتنا.

ويريد أن يقول لنا: أيُّها الناس، ستتعرّضون في حياتكم لمشاكل كثيرة من النّاس الذين يريدون منكم أن تنطلقوا بعيداً من الله، ولكن {وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}[النساء: 27].

إنَّ الله يناديكم إذا أخطأتم وإذا انحرفتم وإذا ضللتم عن الطّريق، بقوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر: 53].

يقول الله لكم: يا عبادي، إذا ابتعدتم عنّي، فتعالوا إليَّ {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].

الله يريد أن يتوب عليكم، ويقول لكم إذا أخطأتم صحِّحوا خطأكم، وإذا انحرفتم فاستقيموا في طريقكم، وإذا أخطأتم فتوبوا إليَّ لأُصحِّح خطأكم. إنّه يريد أن يتوب عليكم، لذلك يدعوكم إلى التوبة وإلى الرجوع إليه. أمّا الذين يتبعون الشّهوات، من زعمائكم وأصدقائكم وأقربائكم وأزواجكم وكلّ الناس من حولكم، فإنّهم يريدون منكم أن تميلوا عن الطّريق ميلاً عظيماً.. فماذا تختارون؟ هل تسيرون مع الله، أم مع الّذين يَتَّبِعون الشّهوات؟

الله يقول لك: إبدأ الطّريق المستقيم من جديد، وأولئك يقولون لك: لا تعش وحدك، اِمشِ مع الناس، خض مع الخائضين، واكذب مع الكذّابين، وانحرف مع المنحرفين، واظلم مع الظّالمين، وخذ حصّتك مع الذين يأخذون حصصهم من كلّ حرام، ومن كلّ ظلم وما إلى ذلك.

الذين يَتَّبِعون الشّهوات يتحدّثون بهذه اللّغة، ولا يريدون لكم أن تستقيموا. قد يأتي آباؤكم ويقولون لكم إذا رأوا منكم استقامة على طريق الله، وهم يخافون عليكم من كثير من أجهزة المخابرات، ومن بعض الحكومات، ومن بعض الأحزاب والحركات والمنظّمات، ومن طغاة قريتكم أو منطقتكم... يأتي آباؤكم ليقولوا لكم: اتركوا ما أنتم عليه، لا تذهبوا إلى المساجد، ولكن اذهبوا إلى الملاهي، لأنَّ الأجهزة إذا رأتكم في الملاهي فسوف لا تحاسبكم، لكنّها إذا رأتكم في المساجد فسوف تراقبكم.

يخافون عليكم ذلك، لأنّهم يريدون أن يتَّبعوا الشَّهوات، ويريدون منكم أن تتَّبعوها، والله يريد أن يتوب عليكم ويقول لكم: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]. يريدكم الله أن تأتوا إلى المسجد، لا لتنغلقوا فيه عن حركة الحياة، ولكنّه يريد منكم أن تتطهَّروا في المسجد؛ أن تطهِّروا عقولكم من كلّ كفر وشرك، وأن تطهِّروا عواطفكم من كلّ انحراف، وأن تطهِّروا مواقفكم من كلّ زلل... يريد الله منكم ذلك، ويقول لكم: كما أنّكم إذا توسَّخ جسدكم، تذهبون إلى الحمّام لتتطهَّروا، فإذا توسَّخت عقولكم وأرواحكم ومشاعركم، فتعالوا إليَّ في المسجد، لتتطهَّروا ولتعيشوا طهر الفكر وطهر الشّعور وطهر الحركة والحياة.

إنَّنا نجد الكثيرين من الناس لا يكتفون بأن يتَّبعوا الشّهوات، بل يحاولون أن يجعلوا أولادهم وأصدقاءهم وأقرباءهم معهم. هؤلاء هم الَّذين يخسرون: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزّمر: 15]. يريد أن يتَّبع الشّهوات ويشرب الخمر، ويريد من أولاده أن يشربوا الخمر معه، ويتعقَّد من أولاده وزوجته وبناته إذا وقفوا ضدَّه في ذلك، ويلعب القمار ويريد منهم أن يلعبوا، وينصر الظالمين ويريد منهم أن ينصروهم... وهكذا في كلّ المجالات، بل إنَّ بعضهم يقدِّم أولاده للشّيطان ليموتوا في سبيله حتّى يحصل على مال... يموت ابنه ويذهب إلى النّار وبئس القرار ليحصل على مال. لا مانع عنده أن يقاتل أولاده مع الشّيطان وفي سبيل أهدافه، ولكن عنده ألف مانع من أن يقاتل أولاده مع الله وفي سبيله. والناس، كما يقول عمر بن سعد ـــ وهم في أغلبهم مع منطق عمر بن سعد:

يقولون إنَّ الله خالق جنّةٍ ونارٍ وتعذيبٍ وغلِّ يدينِ

فإن صدقوا في ما يقولون إنَّني أتوبُ إلى الرَّحمنِ من سنتينِ

ثمّ يقول آخر الأمر: وما عاقلٌ باعَ الوجود بدَيْن.

هذا هو منطق السّاحة ومنطق اتّباع الهوى الذي يجعلك ترتبط بهواك فتبتعد عن الحقّ.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية