استشارة..
أنتمي إلى حركة سياسيّة، وألاحظ فيها انحرافات. ما هي نصيحتكم لي حتَّى لا أقع في
مطبّات شرعيّة؟
وجواب..
لا بُدَّ للإنسان عندما ينتمي إلى حركة سياسية يلتزم معها بالامتثال بأوامرها
والانتهاء عن نواهيها، والوقوف في مواقفها، والدّخول في صراعاتها مع الآخرين أو ما
إلى ذلك.. لا بُدَّ له من أن يضمن استقامتها على الخطّ الشَّرعي، بالمستوى الذي
يمكن أن يضمن لنفسه الوقوف عند حدود الله سبحانه وتعالى في علاقته بها.
أمَّا إذا رأى منها انحرافاً، فلا بُدَّ له من أن يُمارس معها دور النَّاقد لهذه
الحركة، وأن يعمل على أساس إصلاحها بأية وسيلة، إذا فرضنا أنَّ الانحراف كان يؤدِّي
إلى ارتكاب محرَّم أو ترك واجب.
أمَّا إذا فرضنا أنَّه لَم يكن قادراً على ذلك، فمن الطَّبيعي أنَّه لا يجوز له أن
يفعل الحرام ويترك الواجب. أمَّا بقاؤه في داخل الحركة، فهو خاضع إلى طبيعة النتائج
الإيجابية أو السلبية على مستوى القضايا الكبرى التي تُمثِّلها الحركة، أو مستوى
الاستقامة الدّينية التي يتمثَّل بها في ذلك، فإذا كان انتماؤه إلى هذه الحركة،
حتَّى مع بعض الأخطاء وبعض الانحرافات، يشكّل خدمةً للأهداف الإسلامية الكبرى، فله
أن يبقى حتَّى مع بعض التَّجاوزات.
أمّا إذا كان بقاؤه في الحركة يمثّل شاهد زور، ولا يحقّق أيّ هدف إسلامي كبير،
فعليه أن لا يبقى فيها.
***
مرسل الاستشارة: ........
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)/ من كتاب "فقه الحياة"،
ص 113.