فضل الله: علينا محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا

فضل الله: علينا محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا

استقبل وفداً إعلامياً تركياً وحذّر من أن العراق يقف على كفّ عفريت
فضل الله: علينا محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا

رأى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن العراق يقف على كفّ عفريت داعياً إلى مراقبة حركة العفاريت فيه وخصوصاً العفريت الأكبر أمريكا.

وأشار إلى أن العراق لن يعيش الاستقرار الأمني أو الاقتصادي في هذه المرحلة محذراً من سعي أمريكا لخلق فتنة شيعية شيعية في العراق.

واعتبر أن شارون هو المعلم للرئيس الأمريكي بوش وأن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط هي سياسة إسرائيلية.

وأكد أن استعادة تركيا لهويتها الإسلامية غير المتعصبة يمكن أن يخلق تقارباً روحياً مع المنطقة العربية والإسلامية ليتحول إلى تقارب سياسي وأمني، مشدداً على محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا، لأن الإرهاب أعمى ويقتل كل الناس.

استقبل سماحته في دارته بحارة حريك وفداً إعلامياً تركياً، ضمّ شخصيات إعلامية من الصحافة المكتوبة كصحيفة "ملييت" وصحيفة "الجمهورية" وشخصيات من الإعلام التلفزيوني كتلفزيون (N.T.V) و(القناة السابعة) ومن (C.N.N)، إضافة إلى النائب السابق محمد بكار أوغلو وشخصيات تمثل الوفد التركي لمؤتمر الشرق وفيها من الاتجاهات العلمانية والإسلامية وممثلين عن اليسار في تركيا.

أجاب سماحته في البداية عن سؤال للوفد حول الوضع في العراق فقال:

نحن نتصور أن العراق في هذه المرحلة دولة لا استقرار فيها، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الأمنية ولا من الناحية الاقتصادية، فالأمريكيون دخلوا العراق على أساس احتلاله لأنهم يملكون قوة كبيرة، ولكنهم لا يعرفون إدارة البلد الذي يحتلونه، ولذلك كانوا ينتقلون من خطأ إلى خطأٍ في البرامج التي كانوا يحركونها على مستوى السياسة أو الاقتصاد أو الأمن، لذلك خلقوا نوعاً من الفوضى في الواقع العراقي، ومن الطبيعي أن هذا الجو غير المستقر أفسح المجال لكثير من التيارات من الخارج والداخل أن تدخل إلى العراق لتحارب أمريكا بطريقة وبأخرى.

أضاف: إن أمريكا تحاول خلق فتنة شيعية ـ شيعية، ولذلك فهي لم تتقبّل حتى الآن الوساطات التي قامت بين مقتدى الصدر وبينها، وفرضت شروطاً تعجيزية تعرف مسبقاً أن السيد مقتدى الصدر لن يقبلها، ولهذا لا بد لنا من مراقبة المسألة مراقبة دقيقة من خلال دراستنا للظروف المتحركة في العراق، لأن أي عمل سلبي تقوم به أمريكا ضد النجف وكربلاء ومقتدى الصدر سوف يخلق مشاكل لها في العراق، حتى من الذين لا يؤيدون مقتدى الصدر.

إن العراق يقف على كف عفريت قد يتحرك هنا وهناك، ولذا لا بد من مراقبة حركة العفاريت وخصوصاً العفريت الأكبر أمريكا.

قال سماحته: شارون يمثّل المجتمع اليهودي الإسرائيلي بنسبة كبيرة جداً، لأننا عندما ندرس الكثير من أطياف وخطوط هذا المجتمع نراه مجتمعاً يحمل حقداً وتعصّباً ضد العرب إلى المستوى الذي يجعله يقتل أطفال العرب ونساءهم وشيوخهم ويتهيّأ لطردهم من أرضهم، وهو ما نستوحيه من كثير من تصريحات زعماء الليكود والحاخاميين وزعماء العمل.

إن هناك حقداً دينياً من اليهود في ما يفهمونه خطأً من التوراة ضد العالم كله. إن المسلمين لم يحملوا أيّ عقيدة حقد ضد تدين اليهود، وقد حضنتهم البلاد العربية والإسلامية وأعطتهم الحرية الدينية والإنسانية والفكرية في الوقت الذي كان الغرب يضطهد اليهود.

إننا نتساءل: لماذا يُعاقب اليهود المسلمين العرب في فلسطين ليأتوا ويحتلوا فلسطين ويطردوا أهلها منها، هم يدّعون أن هذه الأرض أرضهم وأن الله منحهم إياها، وهو ما لا يقبله فكرٌ حضاريّ ولا ديني، لأن الله لا يعطي أرضاً لفريق معين، بل خلق الأرض لكل الناس يعيشون فيها بين وقت ومرحلة معينة، كما أن طرد شعب من أرضه ليحل شعب آخر هو أخطر أنواع الوحشية في الذهنية الحضارية الإنسانية، إننا نعتقد أن ذهنية شارون هي ذهنية بوش وشارون هو المعلّم لبوش في سياسة أمريكا في الشرق الأوسط.

إن أمريكا لا سياسة أمريكية لها في الشرق الأوسط، بل سياسة إسرائيلية تطرحها أمريكا، ومشكلتنا مع أمريكا أن سياستها الداخلية في الانتخابات هي التي تؤثر في السياسة في الشرق الأوسط، فالمرشح الأمريكي سواء الديمقراطي أو الجمهوري يحرق الشرق الأوسط للحصول على أصوات الناخبين اليهود وأموالهم، لهذا علينا دراسة أمورنا بأنفسنا في الشرق الأوسط لا من الناحية الأمريكية.

ومشكلة العرب في دولهم لا شعوبهم هي أنهم حين يريدون التفكير بالمستقبل يفكرون على قاعدة ماذا تريد أمريكا لا ماذا نريد نحن.

ورداً على سؤال حول ما يجب على الشعب التركي أن يفعله، قال:

نحن نعتقد أنه على الشعب التركي أن يعتبر نفسه جزءاً من المنطقة، لأن المنطقة كلها ارتبطت بالتاريخ التركي لمدة مئات السنوات، وإذا كانت هناك بعض السلبيات من خلال ما صدر من الحكم العثماني يبقى الشعب التركي مسلماً كبقية الشعوب الإسلامية. وأعتقد أن استعادة الهوية الإسلامية غير المتعصبة والمتطرفة والتي تقتل باسم الإسلام، يمكن أن يخلق بين تركيا والمنطقة تقارباً روحياً يتحول إلى تقارب سياسي واقتصادي وأمني... إن استعادة الهوية الإسلامية لا يجعل تركيا دولة أجنبية بالنسبة إلى المسلمين، بل قريبة للمشاعر الإسلامية والحياة الإسلامية العامة والعقل الإسلامي. وإذا كان من غير الواقعي حالياً قيام دولة إسلامية عالمية فإننا يمكن أن نلتقي كالأوروبيين على اتحادٍ إسلامي.

إن البابا يدعو أوروبا لترتكز على قاعدة القيم المسيحية، فلماذا لا نفكر بقيمنا الإسلامية التي تجمعنا جميعاً ومن دون تعصّب، فالإسلام يعترف بالآخر كما هو ولا يتعصب ضد أحد، إنه يحاور الآخر، والقرآن كتاب للحوار مع كل الناس، وعلينا جميعاً الوقوف ضد الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا، لأن الإرهاب أعمى لا يبصر أمامه ويقتل كل الناس وعلى اختلاف مللهم. علينا محاربة الإرهاب لأن ديننا يحاربه، لا لأن هناك مشروعاً أمريكياً يحاربه... وعلينا التفريق بين الإرهاب القاتل للمدنيين وفي غير حالة حرب، وبين المقاومة المتحركة دفاعاً عن الأرض والحرية والاستقلال.

وقال: إننا نعتقد أن الحكم التركي الحالي ـ حزب العدالة والتنمية ـ هو حكمٌ عقلاني منفتح على العالم، وهو واقعي يطرح إسلاماً منفتحاً على العالم وعلى الواقع التركي، وهو أفضل من يمكنه ربط الجسور بين العالمين العربي الإسلامي والتركي، وبين تركيا وغيرها من شعوب العالم، لهذا نقول إن على الإسلاميين في الحكم حوار العلمانيين من مختلف وجهات النظر ليلتقي الشعب التركي على وضع سياسة معيّنة للمنطقة وهو ما سيساعد على تنمية ونهضة الواقع.

بيروت:1 ربيع الثاني 1425 هـ الموافق في 20 أيار - مايو 2004 م

استقبل وفداً إعلامياً تركياً وحذّر من أن العراق يقف على كفّ عفريت
فضل الله: علينا محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا

رأى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن العراق يقف على كفّ عفريت داعياً إلى مراقبة حركة العفاريت فيه وخصوصاً العفريت الأكبر أمريكا.

وأشار إلى أن العراق لن يعيش الاستقرار الأمني أو الاقتصادي في هذه المرحلة محذراً من سعي أمريكا لخلق فتنة شيعية شيعية في العراق.

واعتبر أن شارون هو المعلم للرئيس الأمريكي بوش وأن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط هي سياسة إسرائيلية.

وأكد أن استعادة تركيا لهويتها الإسلامية غير المتعصبة يمكن أن يخلق تقارباً روحياً مع المنطقة العربية والإسلامية ليتحول إلى تقارب سياسي وأمني، مشدداً على محاربة الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا، لأن الإرهاب أعمى ويقتل كل الناس.

استقبل سماحته في دارته بحارة حريك وفداً إعلامياً تركياً، ضمّ شخصيات إعلامية من الصحافة المكتوبة كصحيفة "ملييت" وصحيفة "الجمهورية" وشخصيات من الإعلام التلفزيوني كتلفزيون (N.T.V) و(القناة السابعة) ومن (C.N.N)، إضافة إلى النائب السابق محمد بكار أوغلو وشخصيات تمثل الوفد التركي لمؤتمر الشرق وفيها من الاتجاهات العلمانية والإسلامية وممثلين عن اليسار في تركيا.

أجاب سماحته في البداية عن سؤال للوفد حول الوضع في العراق فقال:

نحن نتصور أن العراق في هذه المرحلة دولة لا استقرار فيها، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الأمنية ولا من الناحية الاقتصادية، فالأمريكيون دخلوا العراق على أساس احتلاله لأنهم يملكون قوة كبيرة، ولكنهم لا يعرفون إدارة البلد الذي يحتلونه، ولذلك كانوا ينتقلون من خطأ إلى خطأٍ في البرامج التي كانوا يحركونها على مستوى السياسة أو الاقتصاد أو الأمن، لذلك خلقوا نوعاً من الفوضى في الواقع العراقي، ومن الطبيعي أن هذا الجو غير المستقر أفسح المجال لكثير من التيارات من الخارج والداخل أن تدخل إلى العراق لتحارب أمريكا بطريقة وبأخرى.

أضاف: إن أمريكا تحاول خلق فتنة شيعية ـ شيعية، ولذلك فهي لم تتقبّل حتى الآن الوساطات التي قامت بين مقتدى الصدر وبينها، وفرضت شروطاً تعجيزية تعرف مسبقاً أن السيد مقتدى الصدر لن يقبلها، ولهذا لا بد لنا من مراقبة المسألة مراقبة دقيقة من خلال دراستنا للظروف المتحركة في العراق، لأن أي عمل سلبي تقوم به أمريكا ضد النجف وكربلاء ومقتدى الصدر سوف يخلق مشاكل لها في العراق، حتى من الذين لا يؤيدون مقتدى الصدر.

إن العراق يقف على كف عفريت قد يتحرك هنا وهناك، ولذا لا بد من مراقبة حركة العفاريت وخصوصاً العفريت الأكبر أمريكا.

قال سماحته: شارون يمثّل المجتمع اليهودي الإسرائيلي بنسبة كبيرة جداً، لأننا عندما ندرس الكثير من أطياف وخطوط هذا المجتمع نراه مجتمعاً يحمل حقداً وتعصّباً ضد العرب إلى المستوى الذي يجعله يقتل أطفال العرب ونساءهم وشيوخهم ويتهيّأ لطردهم من أرضهم، وهو ما نستوحيه من كثير من تصريحات زعماء الليكود والحاخاميين وزعماء العمل.

إن هناك حقداً دينياً من اليهود في ما يفهمونه خطأً من التوراة ضد العالم كله. إن المسلمين لم يحملوا أيّ عقيدة حقد ضد تدين اليهود، وقد حضنتهم البلاد العربية والإسلامية وأعطتهم الحرية الدينية والإنسانية والفكرية في الوقت الذي كان الغرب يضطهد اليهود.

إننا نتساءل: لماذا يُعاقب اليهود المسلمين العرب في فلسطين ليأتوا ويحتلوا فلسطين ويطردوا أهلها منها، هم يدّعون أن هذه الأرض أرضهم وأن الله منحهم إياها، وهو ما لا يقبله فكرٌ حضاريّ ولا ديني، لأن الله لا يعطي أرضاً لفريق معين، بل خلق الأرض لكل الناس يعيشون فيها بين وقت ومرحلة معينة، كما أن طرد شعب من أرضه ليحل شعب آخر هو أخطر أنواع الوحشية في الذهنية الحضارية الإنسانية، إننا نعتقد أن ذهنية شارون هي ذهنية بوش وشارون هو المعلّم لبوش في سياسة أمريكا في الشرق الأوسط.

إن أمريكا لا سياسة أمريكية لها في الشرق الأوسط، بل سياسة إسرائيلية تطرحها أمريكا، ومشكلتنا مع أمريكا أن سياستها الداخلية في الانتخابات هي التي تؤثر في السياسة في الشرق الأوسط، فالمرشح الأمريكي سواء الديمقراطي أو الجمهوري يحرق الشرق الأوسط للحصول على أصوات الناخبين اليهود وأموالهم، لهذا علينا دراسة أمورنا بأنفسنا في الشرق الأوسط لا من الناحية الأمريكية.

ومشكلة العرب في دولهم لا شعوبهم هي أنهم حين يريدون التفكير بالمستقبل يفكرون على قاعدة ماذا تريد أمريكا لا ماذا نريد نحن.

ورداً على سؤال حول ما يجب على الشعب التركي أن يفعله، قال:

نحن نعتقد أنه على الشعب التركي أن يعتبر نفسه جزءاً من المنطقة، لأن المنطقة كلها ارتبطت بالتاريخ التركي لمدة مئات السنوات، وإذا كانت هناك بعض السلبيات من خلال ما صدر من الحكم العثماني يبقى الشعب التركي مسلماً كبقية الشعوب الإسلامية. وأعتقد أن استعادة الهوية الإسلامية غير المتعصبة والمتطرفة والتي تقتل باسم الإسلام، يمكن أن يخلق بين تركيا والمنطقة تقارباً روحياً يتحول إلى تقارب سياسي واقتصادي وأمني... إن استعادة الهوية الإسلامية لا يجعل تركيا دولة أجنبية بالنسبة إلى المسلمين، بل قريبة للمشاعر الإسلامية والحياة الإسلامية العامة والعقل الإسلامي. وإذا كان من غير الواقعي حالياً قيام دولة إسلامية عالمية فإننا يمكن أن نلتقي كالأوروبيين على اتحادٍ إسلامي.

إن البابا يدعو أوروبا لترتكز على قاعدة القيم المسيحية، فلماذا لا نفكر بقيمنا الإسلامية التي تجمعنا جميعاً ومن دون تعصّب، فالإسلام يعترف بالآخر كما هو ولا يتعصب ضد أحد، إنه يحاور الآخر، والقرآن كتاب للحوار مع كل الناس، وعلينا جميعاً الوقوف ضد الإرهاب لحسابنا لا لحساب أمريكا، لأن الإرهاب أعمى لا يبصر أمامه ويقتل كل الناس وعلى اختلاف مللهم. علينا محاربة الإرهاب لأن ديننا يحاربه، لا لأن هناك مشروعاً أمريكياً يحاربه... وعلينا التفريق بين الإرهاب القاتل للمدنيين وفي غير حالة حرب، وبين المقاومة المتحركة دفاعاً عن الأرض والحرية والاستقلال.

وقال: إننا نعتقد أن الحكم التركي الحالي ـ حزب العدالة والتنمية ـ هو حكمٌ عقلاني منفتح على العالم، وهو واقعي يطرح إسلاماً منفتحاً على العالم وعلى الواقع التركي، وهو أفضل من يمكنه ربط الجسور بين العالمين العربي الإسلامي والتركي، وبين تركيا وغيرها من شعوب العالم، لهذا نقول إن على الإسلاميين في الحكم حوار العلمانيين من مختلف وجهات النظر ليلتقي الشعب التركي على وضع سياسة معيّنة للمنطقة وهو ما سيساعد على تنمية ونهضة الواقع.

بيروت:1 ربيع الثاني 1425 هـ الموافق في 20 أيار - مايو 2004 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية