في مقابلة للعلامة المرجع فضل الله (ره) مع تلفزيون "تيليه ليميير" عن الحريّة والحوار والعولمة والقضيَّة الفلسطينيَّة
مقدمة التلفزيون: محيط حباه الله بشخصيَّة متعدّدة الأبعاد؛ الفقهيّ منها والسياسيّ والثَّقافيّ.. حركيّ منفتح على قضايا عصره.. الدَّين والسياسة في نظره صنوان.. الحرّية والعدالة من مقوّمات الدّين.. وهل السياسة إلَّا من نُسغ هاتين الكلمتين في حياة الإنسان؟!
يعتمِدُ الأسلوب العلميَّ الموضوعيَّ في حواره مع الآخر المختلف، ملتزم غير متعصّب، لأنَّ الالتزام، بحسب رأيه، يُصرُّ على الفكرة، ولكنَّه يفتح النَّافذة للآخر ليناقش الفكرة.. يوازن ما بين العقل والقلب في خطابه وممارسته، بقوله: "افتح قلب النَّاس عليك، تنفتح عقولهم على كلماتك".
إنَّه شاهد عصره؛ العلَّامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله..
س: أهلاً وسهلاً بك سماحة السيّد.
ج: أهلاً وسهلاً بكم جميعاً.
العامليّ الإنسانيّ
س: سماحة السيَّد عامليّ الجذور، وأمَّا بعد..؟!
ج: وإنسانيّ الأفق، لأنَّ عاملة الَّتي تُمثّل مساحةً من لبنان المنفتح على الله وعلى الإنسان وعلى الحياة، كانت في كلّ تاريخها تنتجُ إنسانيَّة الإنسان، وقد تعلَّمْتُ من جذورها كيف يتجذَّر الإنسان في إنسانيَّته، ليحلّق، ليكون إنسان الله الَّذي يحملُ في قلبه وعقله الإنسانَ كلَّه، الإنسان الَّذي لا تقف الحواجز أمامه، لأنَّ الحواجز حالة طارئة، وتبقى كُلّ اهتزازات الإنسانيَّة في الإنسان، لتزيل كُلّ الحواجز الَّتي تنتصبُ لتحول بين لقاء إنسان وآخر.
تعلَّمتُ من جذوري العامليّة كيف يتجذَّر الإنسان في إنسانيَّته، ليحلّق في سماء الله، ويحمل في قلبه الإنسانَ كلَّه
حوارٌ أم صراع؟!
س: كيف ترون إلى حوار الحضارات بين الإسلام والمسيحيَّة؟ وهل ما تشهده المنطقة من صراع حضارات تقفُ وراءه اليهوديَّة، أم أنَّه صراع سياسيّ بفعل الحركة الصّهيونيَّة؟ وهل من نهاية لهذا الصّراع، وكيف؟
ج: هناك حوار بين الإسلام والمسيحيَّة منذ أن كان الإسلام، لأنَّ الإسلام عندما انطلق، لم ينطلق ليلغي الآخر، بل ليحتضنه، فالمسيحيَّة في جذورها الإلهيَّة، وامتداداتها الرّوحيَّة الإنسانيَّة، تماماً كما هي الموسويَّة في معناها التَّوراتيّ الأصيل، يمثّلان دينين ينفتحان على الله، ويريدان للإنسان أن ينفتح من خلالهما على الله.
ولذلك، فإنَّ شعار القرآن الّذي يمثّل كتاب الله في الإسلام
{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}(1)،
{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}(2)،
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}(3)،
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(4).
لذلك، عندما انطلق الإسلام، إنّما انطلق حواريّاً، لأنَّه من خلال قاعدته الفكريَّة الإنسانيَّة، أراد للإنسان أن يؤمن من موقع فكرٍ يلتقي بالرّوح، وقلبٍ يلتقي بالعقل، لأنَّ مسألة الدّين ليست مسألة مجرَّدة، كما يدَّعي البعض، بل هي عقل يكتشف الروح، وروح تنبض بحركيَّة العقل.
وفي ضوء هذا، فقد بدأ الحوار بين الإسلام والمسيحيَّة من خلال التَّفاصيل الَّتي تختلف فيها اجتهادات المسيحيّين عن اجتهادات المسلمين في فهم الإنجيل والتَّوراة، كما في اختلاف المسلمين فيما بينهم في فهم القرآن، ونحن نعرفُ أنَّ الحِوار في الإسلام ينطلق من اللّقاء على أرض مشتركةٍ:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا - فلنتوحَّد من خلال توحيد الله الَّذي نؤمن به جميعاً، وإنْ كنَّا نختلف في بعض التَّفاصيل -
وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ}(5)، أن لا يكون الإنسان ربّاً للإنسان، مهما كانت ضخامة ثروته أو موقعه أو ما إلى ذلك...
ثمَّ تنطلق المسألة على أساس التَّفاصيل: هل صُلِبَ السيّد المسيح، أم شبّه لهم أنَّه صلب؟ هل هو الله أم هو رسول الله؟ وما إلى ذلك من التَّفاصيل الَّتي ربما اختلف فيها المسيحيّون فيما بينهم، ويختلف المسلمون والمسيحيّون حولها.
منهجيَّة القرآن في الحوار
أمَّا شعار القرآن، فهو:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(6). ولذلك، عندما انطلق الحوار بين المسيحيَّة والإسلام، انطلق إنسانياً حضارياً، ولم يتحرّك من موقع عقدة، ولكنَّه تحرّك من موقع انفتاح على الحقيقة، ليكون المتحاوران مترافقين في رحلة البحث عن الحقيقة.
وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم في منهجه الحواريّ، عندما لم يفرض المحاور المسلم نفسه على المحاور الآخر، مسيحيّاً كان أو غير مسيحيّ، بل انطلق من منهجيّة الشَّكّ المتبادل، وإن كان كلٌّ من الطَّرفين ملتزماً، لكنَّ الحوار لا يفرض أن تدخل التزامك في السَّاحة، بل عليك أن تكون الإنسان الَّذي يتقمَّص الشَّكَّ ليصل إلى الحقيقة، من خلال حركة الشّكّ الَّذي يُثير قلق المعرفة في نفسه، وهكذا قال تعالى:
{إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}(7)، قد أكون على هدى وقد أكون على ضلال، وقد تكون أنت على هدى وقد تكون على ضلال، لذلك هناك حقيقة ضائعة بيننا، فلنترافق من أجل أن نبحث عنها ونصل إليها.
أمَّا بعد أن تعقّدت الأوضاع في التَّاريخ، ودخل الآخرون من أجل تعقيد العلاقات بين النَّاس، ليركّزوا على الفواصل، وليدخل التَّخلّف، ولتتحرَّك العصبيَّة من خلال التخلّف، وليواجه الإنسان جهله في مقابل جهل الإنسان الآخر... فهنا اضطربت الأمور، وتحوَّلت المسألة لتكون حوار غريزة لغريزة، ومواجهة عقدة لعقدة، وهو ما خلق الكثير من العناصر النَّفسيَّة السلبيَّة بين فريق وآخر، ولا سيّما بعد أن دخلت السياسة في المسألة.
إنَّ الإسلام في الواقع الَّذي عاشه في مداه في المنطقة، لم يضطهد المسيحيَّة ولا اليهوديَّة، ولكنَّه عاش معهما.
عقدة الاستعلاء اليهوديّة!
س: وهل كان هناك حوار مع اليهوديَّة؟
ج: كان هناك حوار، ولكنَّه لم يكن يأخذ تلك الرّحابة الَّتي أخذها الحوار بين الإسلام والمسيحيَّة.
س: ألأنَّهم ظالمون؟
ج: إنَّه بسبب عقدة الاستعلاء اليهوديَّة على الإنسان، كما أنَّ اليهوديَّة ليست ديناً منفتحاً على الإنسان كلّه، فاليهوديَّة في ذهنيَّة اليهود على مدى التَّاريخ، لم تكن دين دعوة، وليست حركة تبشيريَّة، بل هي حركة تعيش لتختنق في داخل أوضاعها وكهوفها ومغاراتها. ولهذا لم تستطع اليهوديَّة أن تملك امتداداً كبيراً في العالم، بينما استطاعت المسيحيَّة، كما الإسلام، أن يملكا امتداداً في العالم يتجاوز المليارات. فعقدة الاستعلاء عند اليهود، تجعل اليهوديَّة لا تقبل بالآخر، وتتعاطى على أنّها هي الدّيانة المميَّزة.
لقد كان هناك حوار بين اليهوديّة كدين في الجانب المفهومي للفكر اليهودي وبين الإسلام، ولكنَّه ليس بهذه الضَّخامة، وهناك الكثير من الكتب، سواء كانت في زمن العصر العبّاسي أو بعد ذلك، ومنها كتب لعلماء من المسلمين الشّيعة، في مناقشة الفكر اليهوديّ وبعض ما توحي به التَّوراة وما إلى ذلك.
س: هل للحركة الصّهيونيَّة تأثير في عدم الحوار الإسلامي - اليهودي، أو المسيحي - اليهودي؟
ج: في تصوّري أنَّ اليهوديَّة بشكل عامّ ليست منفتحةً على الحوار، لأنَّ مسألة أن تحاور، هي مسألة أن تفكّر كيف يمتدّ فكرك في الآخر، فإذا كنت لا تفكّر أن يمتدّ فكرك في الآخر، بل تعمل عن أن يختنق في داخل ذاتك، فمن الطَّبيعيّ أن لا تشجّع الحوار، بينما ينطلق الإسلام والمسيحيَّة على أساس الامتداد، على أساس البشارة من جهة، والإنذار من جهة أخرى، وعلى أساس أن يجتذبا الإنسان إلى القيم الَّتي يؤمنان بها هنا وهناك. ومن خلال ذلك، فإنَّ من الطبيعيّ للإسلام والمسيحيَّة أن يديرا الحوار بينهما، وأن يديرا الحوار مع التيَّارات الأخرى، بما فيها التيَّارات الماديّة الَّتي لا تؤمن بدين، لأنَّ قضيَّة أن تمتدَّ في الإنسان، هي أن تواجه كلّ الحواجز الّتي تحول بينك وبين عقل الإنسان الآخر.
ليس هناك حقوق للطَّوائف بعيداً من حقّ الإنسان.. والطّائفيّة في أذهاننا مسألة عنوان متخلّف
دعوة الإرشاد الرَّسولي!
س: الإرشاد الرَّسولي حضّ المسيحيّين على الحوار مع الآخر المختلف. ما الخطوات العمليّة التي أرساها المسلمون لتطوير هذا الإرشاد وتثمينه؟
ج: لقد رحَّب المسلمون بما جاء في الإرشاد الرَّسوليّ، لأنَّه أطلق للمسيحيّين في لبنان فكرة "منفتحة" جدّاً على المنطقة، عندما قال لهم: لا تعتبروا أنفسكم طارئين على المنطقة، بل اعتبروا أنفسكم من قلب هذه المنطقة، ولذلك، فإنَّ عليكم أن تعيشوا مع النَّاس فيها، كما يعيش المواطن مع المواطن، وكما يعيش الأصيل مع الأصيل.
ولكنَّ التَّعقيدات اللّبنانيَّة الَّتي حركتها السياسة المنغلقة هنا وهناك، إضافةً إلى التَّدخّلات الخارجيَّة، ولا سيَّما الأوضاع الَّتي أحاطت بالوجود اليهوديّ في فلسطين وامتداداته إلى لبنان، واستغلاله للكثير من الثَّغرات المفتوحة في لبنان في العلاقات السياسيّة بين المسلمين والمسيحيّين، لعلَّها لم تترك ساحةً مفتوحةً للحوار بالطَّريقة الموضوعيَّة، ما جعل مسألة الحوار الإسلامي - المسيحي مسألةً في الدّيكور أكثر مـمَّا هي في الصّورة.
تعقيدات تمنع الحوار
س: هل ما وصل إليه الحوار كاف للتَّأسيس لمرحلة جديدة من العيش المشترك تطوى معها صفحة العنف؟
ج: إنَّني لا أتصوَّر أنَّ هناك حواراً إسلامياً مسيحياً بالمعنى الموضوعيّ للحوار الَّذي يؤسّس لقاعدة مشتركة تنفتح على خطوطٍ يمكن أن يدور من خلالها الحوار، لأنَّ التعقيدات السياسيَّة الَّتي تزيد في كلّ يوم من الدَّاخل والخارج منعت هذه الروحيَّة للحوار.
وإنَّني أزعم دائماً أنَّ الشَّعب اللّبنانيّ من المسلمين والمسيحيّين في حياتهم العاديَّة، قد حاور بعضهم بعضاً في الأمور الحيويَّة من حياتهم وأخذوا النَّتائج، وبقي هناك في الأبراج العاجيَّة، في المواقع السياسيَّة تارة، والدّينيَّة أخرى، من يتحدَّث عن شروط الحوار، ومَنْ يحاور مَنْ، وما إلى ذلك.
ونحن عندما ندخل إلى المناطق اللّبنانيَّة المختلطة في الجنوب والشّمال والبقاع وبيروت، فإنَّنا لا نجد هناك مشكلة كبيرة، إلَّا في ما يحدث من المشاكل الَّتي تحدث في المجتمع المتعدّد، سواء كانوا من دين واحد في مذهبيَّات مختلفة، أو من مذهب واحد في سياسات مختلفة، إنّنا نجد التجَّار من الطَّرفين، والمثقَّفين من الطَّرفين، والطلَّاب والرياضيّين، يلتقون كما لو لم يكن بينهم أيّ فاصل.
إنَّني أزعم أنَّ هناك حواراً شعبيّاً عندنا بين اللّبنانيّين على المستوى الإنسانيّ، ولكنَّ العقدة الَّتي تثار دائماً، هي في المواقع العالية - إن صحَّ التَّعبير - والَّتي تحاول أن تتحرَّك من دون قلوب مفتوحة.
مهمَّة وثيقة الطّائف
س: سماحة السيّد، أتعتقد أنَّ وثيقة الطَّائف والإرشاد الرَّسوليّ يكمل بعضهما بعضاً في التَّأسيس لمرحلة حواريّة صحيحة؟
ج: إنّني أتصوّر أنَّ وثيقة الطَّائف انطلقت لتكون وسيلةً من وسائل إغلاق ملفّ الحرب، ولم تكن وثيقةً منفتحة على كلّ الحاجات اللّبنانيَّة، فقد كان هناك مأزق يريد الجميع الخروج منه، وكانت وثيقة الطَّائف هي الحدّ الأدنى للخروج من هذا المأزق...
س: أي أنّ وظيفتها كانت إيقاف العنف، وجمع السّلاح من الشَّارع، وجعل العسكر يذهبون إلى بيوتهم...؟!
ج: أو إعطاء مناخ يتنفّس فيه الجميع معنى لبنانيَّتهم في معنى إنسانيَّتهم. ولكنّي أعتقد أنَّ من الممكن أن نتجاوز هذه الوثيقة، إذا استطعنا أن نحصل على روحيَّة المواطنيَّة، بأن نعيش على أساس أنَّنا مسؤولون جميعاً عن لبنان، وأن نتَّفق على صورة لبنان في معناه الإنسانيّ، وأن نواجه الأولويَّات بطريقة واقعيَّة، لأنَّ المشكلة أنَّ بعضنا يعيش في التَّاريخ، وبعضنا يعيش في المستقبل، ولكنَّ الحاضر ضائعٌ فيما بيننا، من خلال حيرته بين الماضي والمستقبل.
نحن نريد أن نكون مستقبليّين، ونريد أن نستخلص العبرة من الماضي، وأن نؤسّس للمستقبل في الواقع، ولكن علينا أن نفهم ماذا نريد.
بين التَّاريخ والحاضر؟
س: سماحة السيّد، كلّ العائلات الرّوحيَّة في لبنان تعيش في ذاكرتها التَّاريخيَّة...
ج: هناك فرقٌ بين أن تعيش تاريخيَّتك من حيث جذورك، وبين أن تعيش تاريخيَّتك بحيث تنقل مفردات التَّاريخ السياسيَّة الَّتي انطلقت بظروف موضوعيَّة محدَّدة، وتأتي بها إلى واقعك اليوم، فهناك فرق بين أن تجرّ التَّاريخ ليكون واقعك تاريخاً، وبين أن تستنطقه لتستفيد منه ما يبقى للحياة، لتعطي الواقع جرعةً منه.
مشكلة بعضنا أنّه يستغرقُ في التَّاريخ من دون أن يُحدِّق في المتغيّرات، فالعالم يتغيّر، وإذا كان كذلك، فلا يمكن أن تنقل القرن التَّاسع عشر إلى القرن الواحد والعشرين. المسألة، أنَّ لكلّ زمن - كما يقولون - دولةً ورجالاً، فعلينا أن لا نعيش في خصوصيَّة الزَّمن الَّذي مضى.. إنَّ بعض النَّاس يعتبرون أنَّه إذا كان هناك وضع قبل مائة سنة، فينبغي أن يكونوا في الوضع نفسه في المائة سنة الأخرى، ونحن نعرف أنَّ الحياة تتغيّر، فكيف كانت بريطانيا في الأربعينات؟ كانت سيّدة البحار، ولكن أين هي الآن؟! وكيف كانت أمريكا آنذاك، وكيف هي الآن؟ وكذلك بالنّسبة إلى الشّعوب في المنطقة الواحدة، وهكذا بالنّسبة إلى النّاس في البلد الواحد.