دينية
21/03/2014

أشعر بالغمّ عند دفع الخمس الشّرعيّ.. فهل يضرّ بالثوّاب؟

أشعر بالغمّ عند دفع الخمس الشّرعيّ.. فهل يضرّ بالثوّاب؟

استشارة..

ينتابني كلّ عام في وقت دفع الخمس الشّرعيّ، حالة من الغمّ والهمّ بسبب كبر المبلغ المدفوع للوكيل، ولكنّي ـ والحمد لله ـ ملتزم بدفع الخمس سنويّاً، لكنّي أخشى أن يحرمني هذا الشّعور بالهمّ من الأجر والثّواب.

 فهل يضرّ ذلك بصحّة الخمس من ناحية الأجر والثّواب؟

وجواب..

مثل هذا الشّعور ينتاب الكثير من الناس تجاه العديد من الفرائض، وهو ما أبرزه  قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]، ومن ذلك، الاستيقاظ لصلاة الصّبح، وتكاليف أخرى، بل يمكن القول إنّ معظم التكاليف الواردة في إطار فعل الواجبات وترك المعاصي، هي مما يثقل التزامه على الإنسان الميّال بطبعه للانزعاج من القيود، والراغب في اتّباع الهوى، حيث يصف القرآن الكريم الطبيعة الإنسانية بأنها ميّالة إلى الظلم، وغارقة في الجهل، ومحبّة للجدل، وراغبة في التمرّد، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}[الأحزاب: 72]، وقوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}[الكهف: 54]. وأمّا فيما يتعلّق بالمال وحبّه والرّغبة في ادّخاره وكنزه ومنعه عن المستحقّين، ووصف القرآن الكريم لمن يفعل ذلك بالشّحّ والبخل، ففي ذلك آيات كثيرة، ومنه قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً}[الفجر: 17- 20].

إنّ هذا الواقع ربما يكون هو السّبب في كثرة الآيات التي وردت في ذكر الإنفاق والحثّ عليه وذكر ثوابه العظيم، سواء الواجب والمستحبّ، حيث إنّ للإنفاق أهميّة كبيرة في مختلف جوانب الحياة الفردية والاجتماعية، ودوراً حيويّاً في ازدهار المجتمع ونموه وسدّ حاجاته، فإذا بخل الإنسان وأمسك يده بحكم حبّه للمال وحرصه على كنزه، فسينعكس ذلك سلباً على الحياة الإنسانية في العديد من مرافقها وحاجاتها الحيويّة.

وبناءً على ذلك، فإنّ على المؤمن أن يجاهد نفسه من هذه الجهة، فلا يجعل حرصه على المال وحبّه له عائقاً عن بذله في السبل المطلوبة، وإنفاقه حيث يطلب منه الشّرع والعرف بذله، ولا يضرّه لو شعر حين الإنفاق بشيء من الانزعاج والغمّ والتردّد، فهو حالة نفسيّة ستذهب أو تقلّ مع الاستمرار في الإنفاق والبذل والإصرار عليه، وصرف الذهن عن ذلك الانزعاج والغمّ، كما أنّه لا يتنافى ذلك مع قصد التقرّب إلى الله تعالى، ما دام المكلف في مقام الطاعة والانقياد، حيث إنّه لا يتنافى مع الصّلاة أو الصّوم أو الجهاد شعورنا بالانزعاج منها، ما دمنا في طور الانقياد والمبادرة لتلبية الأمر الإلهي، ويكفينا أن نطرد الوسوسات الشيطانيّة، بالتعوّذ بالله تعالى والمضيّ في طاعته، وخصوصاً إذا صرنا نؤكّد لأنفسنا أنّ المال الّذي نملكه ليس هو إلا من الله تعالى الرّازق، وأنّه تعالى قد جعلنا خلفاء عليه، وجعله أمانة عندنا. قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}[الحديد: 7].

مرسل الاستشارة: محمد...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي. باحث وكاتب، وعضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

التاريخ: 20 آذار 2014م.

نوع الاستشارة: دينيّة.

استشارة..

ينتابني كلّ عام في وقت دفع الخمس الشّرعيّ، حالة من الغمّ والهمّ بسبب كبر المبلغ المدفوع للوكيل، ولكنّي ـ والحمد لله ـ ملتزم بدفع الخمس سنويّاً، لكنّي أخشى أن يحرمني هذا الشّعور بالهمّ من الأجر والثّواب.

 فهل يضرّ ذلك بصحّة الخمس من ناحية الأجر والثّواب؟

وجواب..

مثل هذا الشّعور ينتاب الكثير من الناس تجاه العديد من الفرائض، وهو ما أبرزه  قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]، ومن ذلك، الاستيقاظ لصلاة الصّبح، وتكاليف أخرى، بل يمكن القول إنّ معظم التكاليف الواردة في إطار فعل الواجبات وترك المعاصي، هي مما يثقل التزامه على الإنسان الميّال بطبعه للانزعاج من القيود، والراغب في اتّباع الهوى، حيث يصف القرآن الكريم الطبيعة الإنسانية بأنها ميّالة إلى الظلم، وغارقة في الجهل، ومحبّة للجدل، وراغبة في التمرّد، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}[الأحزاب: 72]، وقوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}[الكهف: 54]. وأمّا فيما يتعلّق بالمال وحبّه والرّغبة في ادّخاره وكنزه ومنعه عن المستحقّين، ووصف القرآن الكريم لمن يفعل ذلك بالشّحّ والبخل، ففي ذلك آيات كثيرة، ومنه قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً}[الفجر: 17- 20].

إنّ هذا الواقع ربما يكون هو السّبب في كثرة الآيات التي وردت في ذكر الإنفاق والحثّ عليه وذكر ثوابه العظيم، سواء الواجب والمستحبّ، حيث إنّ للإنفاق أهميّة كبيرة في مختلف جوانب الحياة الفردية والاجتماعية، ودوراً حيويّاً في ازدهار المجتمع ونموه وسدّ حاجاته، فإذا بخل الإنسان وأمسك يده بحكم حبّه للمال وحرصه على كنزه، فسينعكس ذلك سلباً على الحياة الإنسانية في العديد من مرافقها وحاجاتها الحيويّة.

وبناءً على ذلك، فإنّ على المؤمن أن يجاهد نفسه من هذه الجهة، فلا يجعل حرصه على المال وحبّه له عائقاً عن بذله في السبل المطلوبة، وإنفاقه حيث يطلب منه الشّرع والعرف بذله، ولا يضرّه لو شعر حين الإنفاق بشيء من الانزعاج والغمّ والتردّد، فهو حالة نفسيّة ستذهب أو تقلّ مع الاستمرار في الإنفاق والبذل والإصرار عليه، وصرف الذهن عن ذلك الانزعاج والغمّ، كما أنّه لا يتنافى ذلك مع قصد التقرّب إلى الله تعالى، ما دام المكلف في مقام الطاعة والانقياد، حيث إنّه لا يتنافى مع الصّلاة أو الصّوم أو الجهاد شعورنا بالانزعاج منها، ما دمنا في طور الانقياد والمبادرة لتلبية الأمر الإلهي، ويكفينا أن نطرد الوسوسات الشيطانيّة، بالتعوّذ بالله تعالى والمضيّ في طاعته، وخصوصاً إذا صرنا نؤكّد لأنفسنا أنّ المال الّذي نملكه ليس هو إلا من الله تعالى الرّازق، وأنّه تعالى قد جعلنا خلفاء عليه، وجعله أمانة عندنا. قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}[الحديد: 7].

مرسل الاستشارة: محمد...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي. باحث وكاتب، وعضو المكتب الشّرعي لسماحة المرجع السيّد فضل الله.

التاريخ: 20 آذار 2014م.

نوع الاستشارة: دينيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية