هل نخرج من ذنوبنا؟

هل نخرج من ذنوبنا؟

في كتاب الكافي: 4 / 64، للشَّيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، رَوَى الإمام محمّد بن عليّ الباقر(ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنَّهُ قَالَ رَسُولُ الله (ص) لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله: "يَا جَابِرُ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، مَنْ صَامَ نَهَارَهُ، وَقَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ، وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ، وَكَفَّ لِسَانَهُ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ".

فَقَالَ جَابِرٌ: "يَا رَسُولَ الله، مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيث!".

فَقَالَ رَسُولُ الله(ص): "يَا جَابِرُ، وَمَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ".

يشير رسول الله(ص) في حديثه الشّريف إلى ضرورة مضاعفة العمل، والسّعي في سبيل إحياء هذا الشّهر بكلّ ما يجب على المؤمن من صيام النّهار الّذي يفترض الامتناع عن كلّ حرام أو انحراف أو باطل يلوّث النفس ويمنعها من التزكية والتّهذيب والتخلق بالخلق الكريم، وكذلك إقامة العبادة في اللّيل، حيث تسكن النفوس والمؤمنون لا يسكنون، بل يتوسلون إلى الله في ليلهم، ويدعونه ولا يدعون أحداً سواه، ويجدون في اللّيل فرصةً لمناجاة الله وخشيته والتقرّب إليه أكثر.

وفي الحديث الشّريف إشارة إلى ضرورة عفّ البطن عن الحرام؛ ألا يأكل الإنسان طعاماً من حرام، أو يشرب شراباً من حرام، أو يدخل إلى جوفه ما لا يحلّله الله له من الطيّبات، وأن يمتنع عن ممارسة الرّذيلة والفاحشة، ويعرف حدود الله في كلّ ذلك، ويقبل على حلاله، فمن التزم بهذه الشّروط وعمل بها، وكان مخلصاً لربّه، تائباً إليه، طائعاً إياه بقلب سليم وعقل صحيح ومشاعر طاهرة، خرج من ذنوبه وكأنّه لا شيء عليه من الذّنوب، وهذا من فضائل هذا الشّهر الكريم الذي اختصّ به عباده المؤمنين، ودعاهم إلى ضيافته والتزوّد من بركاته وفضله.

وهذه الشّروط صعبة، تفترض إرادة قويّة من الإنسان، وإيماناً صادقاً وإخلاصاً؛ إنها ساعة التحدّي والمواجهة بين النّفس الأمّارة بالسّوء، وصوت الإيمان والعقل ونداء الرّوح والقلب، فإذا أردنا أن نخرج من ذنوبنا، ونكون من ضيوف الله الكرام، ومن عباده المكرَّمين، فما علينا سوى انتهاج سبيل التّقوى والعدل مع أنفسنا والآخرين، من خلال معرفة حدود الله، وما يحبّه ويرضاه، فنعمد إلى إطلاق الكلمة المسؤولة الّتي تقرّب بين القلوب، وتحنّن بين النّاس، وتنزع الفتنة من بينهم.

ونطلق الموقف الذي يجمع النفوس على كلّ خير وبرّ ونفع، وأن نبتعد عمّا حرّم الله من طعام وشراب، ونأخذ بما حلّله الله لنا من الطيّبات من الرّزق، وأن نتجنّب أيّة علاقة جنسيّة خارج حدود الحلال، لما لذلك من أثر في نفس الإنسان وأحواله، وأن نصوم عن الكبر والاستعلاء والكذب والغشّ والخداع والفتنة، ونقوم في ليلنا مستغفرين تائبين مقبلين على ربّ كريم. وبإرادتنا وعزيمتنا وإيماننا، نستطيع أن نطبّق كلّ الشّروط لبلوغ فائدة الصّوم وثوابه، وتنفيذ معناه سلوكاً في حياتنا.

نحن بحاجةٍ إلى العودة إلى الذّات ومحاسبتها عن أيّ تقصير في جنب الله، والاستفادة من زمن الصّوم، كي نعزّز حضورنا، ونمارس دورنا ومسؤوليّاتنا في الالتزام الحيّ والفاعل مع دعوة الله لنا في إصلاح أخلاقنا وتصرّفاتنا، بما ينسجم مع إنسانيّتنا الّتي تحتاج إلى إعادة تصويب مسار حركتها، بما يتوافق مع دعوة الله، وما أراده لنا من خير ورحمة...

ترى، من منّا لديه الإرادة والعزيمة اليوم كي يخرج من ذنوبه، ويتزوّد بالتقوى والعمل الصّالح؟!

إنّ الآراء الورادة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في كتاب الكافي: 4 / 64، للشَّيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، رَوَى الإمام محمّد بن عليّ الباقر(ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنَّهُ قَالَ رَسُولُ الله (ص) لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله: "يَا جَابِرُ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، مَنْ صَامَ نَهَارَهُ، وَقَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ، وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ، وَكَفَّ لِسَانَهُ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ".

فَقَالَ جَابِرٌ: "يَا رَسُولَ الله، مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيث!".

فَقَالَ رَسُولُ الله(ص): "يَا جَابِرُ، وَمَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ".

يشير رسول الله(ص) في حديثه الشّريف إلى ضرورة مضاعفة العمل، والسّعي في سبيل إحياء هذا الشّهر بكلّ ما يجب على المؤمن من صيام النّهار الّذي يفترض الامتناع عن كلّ حرام أو انحراف أو باطل يلوّث النفس ويمنعها من التزكية والتّهذيب والتخلق بالخلق الكريم، وكذلك إقامة العبادة في اللّيل، حيث تسكن النفوس والمؤمنون لا يسكنون، بل يتوسلون إلى الله في ليلهم، ويدعونه ولا يدعون أحداً سواه، ويجدون في اللّيل فرصةً لمناجاة الله وخشيته والتقرّب إليه أكثر.

وفي الحديث الشّريف إشارة إلى ضرورة عفّ البطن عن الحرام؛ ألا يأكل الإنسان طعاماً من حرام، أو يشرب شراباً من حرام، أو يدخل إلى جوفه ما لا يحلّله الله له من الطيّبات، وأن يمتنع عن ممارسة الرّذيلة والفاحشة، ويعرف حدود الله في كلّ ذلك، ويقبل على حلاله، فمن التزم بهذه الشّروط وعمل بها، وكان مخلصاً لربّه، تائباً إليه، طائعاً إياه بقلب سليم وعقل صحيح ومشاعر طاهرة، خرج من ذنوبه وكأنّه لا شيء عليه من الذّنوب، وهذا من فضائل هذا الشّهر الكريم الذي اختصّ به عباده المؤمنين، ودعاهم إلى ضيافته والتزوّد من بركاته وفضله.

وهذه الشّروط صعبة، تفترض إرادة قويّة من الإنسان، وإيماناً صادقاً وإخلاصاً؛ إنها ساعة التحدّي والمواجهة بين النّفس الأمّارة بالسّوء، وصوت الإيمان والعقل ونداء الرّوح والقلب، فإذا أردنا أن نخرج من ذنوبنا، ونكون من ضيوف الله الكرام، ومن عباده المكرَّمين، فما علينا سوى انتهاج سبيل التّقوى والعدل مع أنفسنا والآخرين، من خلال معرفة حدود الله، وما يحبّه ويرضاه، فنعمد إلى إطلاق الكلمة المسؤولة الّتي تقرّب بين القلوب، وتحنّن بين النّاس، وتنزع الفتنة من بينهم.

ونطلق الموقف الذي يجمع النفوس على كلّ خير وبرّ ونفع، وأن نبتعد عمّا حرّم الله من طعام وشراب، ونأخذ بما حلّله الله لنا من الطيّبات من الرّزق، وأن نتجنّب أيّة علاقة جنسيّة خارج حدود الحلال، لما لذلك من أثر في نفس الإنسان وأحواله، وأن نصوم عن الكبر والاستعلاء والكذب والغشّ والخداع والفتنة، ونقوم في ليلنا مستغفرين تائبين مقبلين على ربّ كريم. وبإرادتنا وعزيمتنا وإيماننا، نستطيع أن نطبّق كلّ الشّروط لبلوغ فائدة الصّوم وثوابه، وتنفيذ معناه سلوكاً في حياتنا.

نحن بحاجةٍ إلى العودة إلى الذّات ومحاسبتها عن أيّ تقصير في جنب الله، والاستفادة من زمن الصّوم، كي نعزّز حضورنا، ونمارس دورنا ومسؤوليّاتنا في الالتزام الحيّ والفاعل مع دعوة الله لنا في إصلاح أخلاقنا وتصرّفاتنا، بما ينسجم مع إنسانيّتنا الّتي تحتاج إلى إعادة تصويب مسار حركتها، بما يتوافق مع دعوة الله، وما أراده لنا من خير ورحمة...

ترى، من منّا لديه الإرادة والعزيمة اليوم كي يخرج من ذنوبه، ويتزوّد بالتقوى والعمل الصّالح؟!

إنّ الآراء الورادة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية