تمرّ علينا سنة بعد سنة، ونحن غارقون في ذنوبنا وأهوائنا إلى درجة التخبّط والضّياع عند البعض، وننسى أنّنا عبادٌ لربٍّ غفور كريم، لو أقبلنا إليه لوجدناه توّاباً رحيماً، فلماذا لا نقترب من ربنا لنقترب من النّور والرحمة وطمأنينة النّفس وسكون الرّوح.. وهذا الصّوم بأيّامه ولياليه فرصة ثمينة للاقتراب من الله ومناجاته وطلب مغفرته، وتأييده للانتصار على النّزوات والشّهوات التي تربك حياتنا وعلاقاتنا، والدّعوة إليه أن يجعلنا من المقتدين بالسّلف الصّالح من الأنبياء والأئمّة الطّاهرين الّذين كانوا دوماً من المستغفرين الدّاعين إلى الله، الذّاكرين له في السرّاء والضرّاء.
إنّ الصّوم الحقيقيّ هو في العكوف على النّفس وتجريدها من أنانيّاتها، والانطلاق إلى مواقع القرب من الله وذكره، وتحكيمه في كلّ ما نقول ونفعل، والعودة النّاشطة إلى الله الّتي تحقّق مزيداً من الأمان والسّكينة والطّمأنينة التي تعبّئ القلوب وتجعلها هادئةً وادعة تسكن فيها كلّ معاني الرحمة والمحبة والسّلام، يقول تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. مَن منّا يحاول من خلال فرصة الصّوم أن يطهِّر قلبه، ويجعله محلاً لرحمة الله ومحبّته؟! فالله تعالى لا يحلُّ ويسكن إلا في قلوب عباده المطهَّرة عن كلّ غلٍّ وحقدٍ وضغينة، هذه القلوب المستأنسة بذكر الله وخشيته ومناجاته في صلاتها وصومها.
الصّائم هو العبد الخاشع الّذي يخشى ربّه، ويعيش الخشية في قوله، فلا يتكلّم إلا الحقّ، ولا يقول إلا الصّدق، ويعيش الخشية في فعله، فلا يترك لنفسه الأمّارة بالسّوء العنان لاكتساب السيّئات، وهو العبد الواثق بربّه المتوكّل عليه دوماً، المفوِّض أمره إلى الله، فلا يخاف أحداً إلا الله، ولا يشعر بالخوف من أيّ شيء، فقلبه عامرٌ بالثّقة بالله وحده.
والصّائم من عوَّدَ نفسه على المعالي من الأمور، إذ لا يجالس أهل الباطل والكذب والجهل، ولا ينزل إلى مستواهم وتفاصيل حياتهم الدّنيئة، إذ إنّ نفسه الأبيّة العزيزة تأبى أن تنسجم مع هكذا نماذج ارتهنت لغيِّها وللشّياطين من الإنس والجنّ، والصّوم إذا ما تدبّرنا روحانيّته، فإنّه يدفعنا إلى مجانبة أهل الجهل والنّفاق، واللّحوق بأهل الصّدق والإيمان، لأنّ المؤمن المتذوِّق لمعنى الإيمان وروح الإخلاص لله، لا بدّ وأن يكون عاقلاً مسترشداً.
والصّائم لا يتعدّى حدود الله، ولا يترك نفسه للغضب الّذي يفقده وعيه وتوازنه، ويرميه في الشّرور والمهلكات، بل إنَّ الصّوم يربّيه على أن يكون الإنسان العاقل المنضبط في انفعالاته وتصرّفاته وخياراته.
أيّها الأخوة الصّائمون، الفرصة أمامنا متاحة لأن نتقرَّب إلى الله بالاستغفار من الذّنوب، والإقلاع عن العادات السيّئة، وهجران الشرّ وأهله، وملازمة الحقّ وأهله، وتصفية القلوب من كلّ الرّذائل الّتي تمنعنا عن ذكر الله وخشيته، والثّقة به والتوكّل عليه.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

تمرّ علينا سنة بعد سنة، ونحن غارقون في ذنوبنا وأهوائنا إلى درجة التخبّط والضّياع عند البعض، وننسى أنّنا عبادٌ لربٍّ غفور كريم، لو أقبلنا إليه لوجدناه توّاباً رحيماً، فلماذا لا نقترب من ربنا لنقترب من النّور والرحمة وطمأنينة النّفس وسكون الرّوح.. وهذا الصّوم بأيّامه ولياليه فرصة ثمينة للاقتراب من الله ومناجاته وطلب مغفرته، وتأييده للانتصار على النّزوات والشّهوات التي تربك حياتنا وعلاقاتنا، والدّعوة إليه أن يجعلنا من المقتدين بالسّلف الصّالح من الأنبياء والأئمّة الطّاهرين الّذين كانوا دوماً من المستغفرين الدّاعين إلى الله، الذّاكرين له في السرّاء والضرّاء.
إنّ الصّوم الحقيقيّ هو في العكوف على النّفس وتجريدها من أنانيّاتها، والانطلاق إلى مواقع القرب من الله وذكره، وتحكيمه في كلّ ما نقول ونفعل، والعودة النّاشطة إلى الله الّتي تحقّق مزيداً من الأمان والسّكينة والطّمأنينة التي تعبّئ القلوب وتجعلها هادئةً وادعة تسكن فيها كلّ معاني الرحمة والمحبة والسّلام، يقول تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. مَن منّا يحاول من خلال فرصة الصّوم أن يطهِّر قلبه، ويجعله محلاً لرحمة الله ومحبّته؟! فالله تعالى لا يحلُّ ويسكن إلا في قلوب عباده المطهَّرة عن كلّ غلٍّ وحقدٍ وضغينة، هذه القلوب المستأنسة بذكر الله وخشيته ومناجاته في صلاتها وصومها.
الصّائم هو العبد الخاشع الّذي يخشى ربّه، ويعيش الخشية في قوله، فلا يتكلّم إلا الحقّ، ولا يقول إلا الصّدق، ويعيش الخشية في فعله، فلا يترك لنفسه الأمّارة بالسّوء العنان لاكتساب السيّئات، وهو العبد الواثق بربّه المتوكّل عليه دوماً، المفوِّض أمره إلى الله، فلا يخاف أحداً إلا الله، ولا يشعر بالخوف من أيّ شيء، فقلبه عامرٌ بالثّقة بالله وحده.
والصّائم من عوَّدَ نفسه على المعالي من الأمور، إذ لا يجالس أهل الباطل والكذب والجهل، ولا ينزل إلى مستواهم وتفاصيل حياتهم الدّنيئة، إذ إنّ نفسه الأبيّة العزيزة تأبى أن تنسجم مع هكذا نماذج ارتهنت لغيِّها وللشّياطين من الإنس والجنّ، والصّوم إذا ما تدبّرنا روحانيّته، فإنّه يدفعنا إلى مجانبة أهل الجهل والنّفاق، واللّحوق بأهل الصّدق والإيمان، لأنّ المؤمن المتذوِّق لمعنى الإيمان وروح الإخلاص لله، لا بدّ وأن يكون عاقلاً مسترشداً.
والصّائم لا يتعدّى حدود الله، ولا يترك نفسه للغضب الّذي يفقده وعيه وتوازنه، ويرميه في الشّرور والمهلكات، بل إنَّ الصّوم يربّيه على أن يكون الإنسان العاقل المنضبط في انفعالاته وتصرّفاته وخياراته.
أيّها الأخوة الصّائمون، الفرصة أمامنا متاحة لأن نتقرَّب إلى الله بالاستغفار من الذّنوب، والإقلاع عن العادات السيّئة، وهجران الشرّ وأهله، وملازمة الحقّ وأهله، وتصفية القلوب من كلّ الرّذائل الّتي تمنعنا عن ذكر الله وخشيته، والثّقة به والتوكّل عليه.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.