هل ننتفع من بركات الصّوم؟!

هل ننتفع من بركات الصّوم؟!

من الأمراض والعيوب الأخلاقيّة التي تصيب البعض منّا، "الغرور" والاستعلاء على الآخرين، بحيث يؤدّي ذلك إلى خلق الأزمات والتعقيدات في واقع النّاس وعلاقاتهم، وهو ما لا ينسجم البتّة مع روح الدّين وأخلاقيّات الإنسان السويّة.

والصّوم بما أنّه فرصة للإنسان لمراجعة أمراضه وعيوبه ونقاط ضعفه، والمبادرة إلى إصلاحها بالتدرّب على الخير والمحبّة والتّواضع للنّاس جميعاً وسعة الخلق، يعتبر من الوسائل التهذيبيّة للنفس في إقلاعها عن الغرور، عبر تحسين العلاقة مع الله، وترجمة هذه العلاقة بكلّ معانيها خلقاً وتواضعاً، يجعل القلوب والعقول قريبة إلى بعضها البعض، تشعر بالأنس والسكينة والاستقرار والتوازن.

وبما أن الصوم دورة تدريبية للإنسان كي يحسّن خلقه وعلاقاته مع الناس من حوله، فإنه مدعاة لمحاربة هوى النفس الأمّارة بالغرور والتكبر والشّعور بانتفاخ الشخصيّة، والتوجه لسلوك خفض الجناح للجميع، ومعاملتهم بكلّ تواضع يبرز أصالة الذّات وانتماءها الفعلي لروح الدين ومفاهيمه.

كم أفسد الغرور، يا ترى، من علاقات كانت قائمة بين النّاس، وجعلها في مهبّ الرّيح!! هذا الإنسان المغرور المطيع لأمر هواه، والمخالف لأمر مولاه، لا يمكن له أن يعيش الصّوم الحقيقي، ما لم يوطّن نفسه على الإقلاع عن هذه الآفة، والتعوّد على حبّ التّواضع للقريب والبعيد، والصّغير والكبير، وأن يجعل التّواضع خلقاً أصيلاً فيه، ليقرّب النّاس إليه، ويكون هو قريباً فعلاً من الله تعالى.

ونحن في زمن الصَّوم، علينا أن نستثمر هذه الأوقات الفضيلة، لجهة تصحيح معاملاتنا مع الناس، وتحسين طباعنا وأخلاقنا، والسّعي للقضاء على الغرور في أنفسنا، فالصّائم بما أنّه العبد القريب والمطيع لله، لا يمكن أن يبقى على آفة الغرور في نفسه، بل يحاصرها ويقضي عليها، ويكون الصّوم وسيلةً لمعالجة تلك الآفة والتخلّص منها نهائيّاً.

هل يجوز في المجتمع الدّيني ومجتمع الصّائمين أن يستفحل الغرور بيننا، ثم ندّعي الصّوم والطاعة لله ومحاولة تجديد العلاقة مع الخالق؟!

إنّ تجديد العلاقة مع الله تفترض نزع كلّ الأمراض المستقرّة في النفس، والعمل على استئصالها انسجاماً مع أنفسنا السويّة، ومع كلّ المعاني والقيم الروحية السّامية التي يتمثّلها هذا الشّهر الكريم.

أن ننتفع ببركات الصّوم، يعني ذلك عدم الرّضوخ للأهواء والنّزوات والأخلاق السيّئة، بل مواجهة الذات ومحاسبتها، وجعلها سائرةً في طريق الله، ومنسجمةً مع تعاليمه بما يصلحها.

فلنسع كي نكون من المتواضعين المنتفعين من فوائد الصّوم وبركاته في الدّنيا والآخرة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من الأمراض والعيوب الأخلاقيّة التي تصيب البعض منّا، "الغرور" والاستعلاء على الآخرين، بحيث يؤدّي ذلك إلى خلق الأزمات والتعقيدات في واقع النّاس وعلاقاتهم، وهو ما لا ينسجم البتّة مع روح الدّين وأخلاقيّات الإنسان السويّة.

والصّوم بما أنّه فرصة للإنسان لمراجعة أمراضه وعيوبه ونقاط ضعفه، والمبادرة إلى إصلاحها بالتدرّب على الخير والمحبّة والتّواضع للنّاس جميعاً وسعة الخلق، يعتبر من الوسائل التهذيبيّة للنفس في إقلاعها عن الغرور، عبر تحسين العلاقة مع الله، وترجمة هذه العلاقة بكلّ معانيها خلقاً وتواضعاً، يجعل القلوب والعقول قريبة إلى بعضها البعض، تشعر بالأنس والسكينة والاستقرار والتوازن.

وبما أن الصوم دورة تدريبية للإنسان كي يحسّن خلقه وعلاقاته مع الناس من حوله، فإنه مدعاة لمحاربة هوى النفس الأمّارة بالغرور والتكبر والشّعور بانتفاخ الشخصيّة، والتوجه لسلوك خفض الجناح للجميع، ومعاملتهم بكلّ تواضع يبرز أصالة الذّات وانتماءها الفعلي لروح الدين ومفاهيمه.

كم أفسد الغرور، يا ترى، من علاقات كانت قائمة بين النّاس، وجعلها في مهبّ الرّيح!! هذا الإنسان المغرور المطيع لأمر هواه، والمخالف لأمر مولاه، لا يمكن له أن يعيش الصّوم الحقيقي، ما لم يوطّن نفسه على الإقلاع عن هذه الآفة، والتعوّد على حبّ التّواضع للقريب والبعيد، والصّغير والكبير، وأن يجعل التّواضع خلقاً أصيلاً فيه، ليقرّب النّاس إليه، ويكون هو قريباً فعلاً من الله تعالى.

ونحن في زمن الصَّوم، علينا أن نستثمر هذه الأوقات الفضيلة، لجهة تصحيح معاملاتنا مع الناس، وتحسين طباعنا وأخلاقنا، والسّعي للقضاء على الغرور في أنفسنا، فالصّائم بما أنّه العبد القريب والمطيع لله، لا يمكن أن يبقى على آفة الغرور في نفسه، بل يحاصرها ويقضي عليها، ويكون الصّوم وسيلةً لمعالجة تلك الآفة والتخلّص منها نهائيّاً.

هل يجوز في المجتمع الدّيني ومجتمع الصّائمين أن يستفحل الغرور بيننا، ثم ندّعي الصّوم والطاعة لله ومحاولة تجديد العلاقة مع الخالق؟!

إنّ تجديد العلاقة مع الله تفترض نزع كلّ الأمراض المستقرّة في النفس، والعمل على استئصالها انسجاماً مع أنفسنا السويّة، ومع كلّ المعاني والقيم الروحية السّامية التي يتمثّلها هذا الشّهر الكريم.

أن ننتفع ببركات الصّوم، يعني ذلك عدم الرّضوخ للأهواء والنّزوات والأخلاق السيّئة، بل مواجهة الذات ومحاسبتها، وجعلها سائرةً في طريق الله، ومنسجمةً مع تعاليمه بما يصلحها.

فلنسع كي نكون من المتواضعين المنتفعين من فوائد الصّوم وبركاته في الدّنيا والآخرة.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية