عديدةٌ هي الآيات القرآنيّة في حديثها عن الأمّة الّتي أرادها الله تعالى خير أمّةٍ تسعى للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ورفع الظّلم والغبن عن الواقع، وتفعيل العلاقات بين النّاس والشعوب، انسجاماً مع إرادة الله تعالى في بثّ الخير والبرّ والفضيلة..
ومن بين هذه الآيات الكريمة: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}، وفي موضعٍ آخر يقول عزّ وجلّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}.
إذاً الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر هو عنوان حضور أمّة الخير، والفعل الصّالح روح وجودها وأصالتها، وصولاً إلى تأكيد الإيمان الفعليّ المتجذّر في الحياة. والأمر بالمعروف تتّسع دائرته لتشمل كلّ الأوضاع والعلاقات بين الأفراد والجماعات على المستوى الخاصّ والعامّ.
قول المعروف والكلم الطيّب الذي يثلج القلوب ويهدّئ النفوس بين الزوج وزوجته، وبين الأهل وأبنائهم، وبين الجار وجاره، وعمل المعروف، والّذي من مصاديقه الموقف الملتزم بالحقّ والمواجه للباطل والفساد، والسّاعي إلى القضاء على المنكر النّاهي عنه في السرّ والعلانية، هما مطلوبان وضروريّان كي يصحّ انتماؤنا إلى أمّة الإسلام، ودخولنا في زمرة عباد الله الصالحين.
ولقد دعانا الله تعالى أن نكون الأمّة الوسط في فهمنا للأمور وقراءتنا للأحداث والمواقف، فلا ننحرف عن الوسطيّة المستندة إلى التنوّر والانفتاح والنّضج في تناول الأشياء، وأخذها أو رفضها بالشّكل الذي لا يؤثّر سلباً في واقع الناس وتفكيرهم وأمنهم الفكري والاجتماعي.
وهنا غاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلتقي بالوسطيّة، من أجل إنتاج جيلٍ واعٍ لحقيقة مفاهيمه، وجيلٍ مسؤول عن إغناء الحياة بالخير والفضيلة.
ونحن في زمن الصّوم، هل نحن قريبون من عنوان الأمر بالمعروف ومن الوسطيّة؟! وما مدى تطبيقنا لهذه العناوين؟!
إنّ الصوم كمساحة لإعادة مراقبة الذّات ومحاسبتها، وكفرصة لتجديد العلاقة بالله تعالى، لا بدَّ وأن يضعنا أمام مزيدٍ من النظر في أحوالنا، ومدى تفاعلنا مع العناوين والشّعارات التي نحملها.
إنّ الصوم كعبادة مفروضة، يدفعنا من خلال انفتاحنا على الله، إلى إعادة تأكيد التزاماتنا تجاه الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فلا نقول إلا حُسناً، ولا نفعل إلا خيراً، ولا نجالس أهل الزّور والغيبة والبهتان، ولا نقبل حيْفاً أو ظلماً، بل ننطلق لإعادة تفعيل التّواصل بيننا من خلال التّضامن والوحدة والتّكافل، والتّأسيس للروح الوسطيّة التي تأخذ بأسباب الوعي والفهم الصّحيح للأمور.
أيها الصّائمون الكرام، ليس الصّوم مجرّد الامتناع عن الطّعام والشّراب وغير ذلك، بل هو المحطّة الروحيّة والعباديّة الّتي تعيد تشكيل وعي الإنسان وتضعه أمام مسؤوليّاته في تصحيح ما اعوجّ في مسيرته الفرديّة والجماعيّة. فلنكن من أهل المعروف، ومن أفراد الأمّة الوسط، وممّن ينتفعون بالعبادات، ومنها الصوم...
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها

عديدةٌ هي الآيات القرآنيّة في حديثها عن الأمّة الّتي أرادها الله تعالى خير أمّةٍ تسعى للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ورفع الظّلم والغبن عن الواقع، وتفعيل العلاقات بين النّاس والشعوب، انسجاماً مع إرادة الله تعالى في بثّ الخير والبرّ والفضيلة..
ومن بين هذه الآيات الكريمة: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ}، وفي موضعٍ آخر يقول عزّ وجلّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}.
إذاً الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر هو عنوان حضور أمّة الخير، والفعل الصّالح روح وجودها وأصالتها، وصولاً إلى تأكيد الإيمان الفعليّ المتجذّر في الحياة. والأمر بالمعروف تتّسع دائرته لتشمل كلّ الأوضاع والعلاقات بين الأفراد والجماعات على المستوى الخاصّ والعامّ.
قول المعروف والكلم الطيّب الذي يثلج القلوب ويهدّئ النفوس بين الزوج وزوجته، وبين الأهل وأبنائهم، وبين الجار وجاره، وعمل المعروف، والّذي من مصاديقه الموقف الملتزم بالحقّ والمواجه للباطل والفساد، والسّاعي إلى القضاء على المنكر النّاهي عنه في السرّ والعلانية، هما مطلوبان وضروريّان كي يصحّ انتماؤنا إلى أمّة الإسلام، ودخولنا في زمرة عباد الله الصالحين.
ولقد دعانا الله تعالى أن نكون الأمّة الوسط في فهمنا للأمور وقراءتنا للأحداث والمواقف، فلا ننحرف عن الوسطيّة المستندة إلى التنوّر والانفتاح والنّضج في تناول الأشياء، وأخذها أو رفضها بالشّكل الذي لا يؤثّر سلباً في واقع الناس وتفكيرهم وأمنهم الفكري والاجتماعي.
وهنا غاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلتقي بالوسطيّة، من أجل إنتاج جيلٍ واعٍ لحقيقة مفاهيمه، وجيلٍ مسؤول عن إغناء الحياة بالخير والفضيلة.
ونحن في زمن الصّوم، هل نحن قريبون من عنوان الأمر بالمعروف ومن الوسطيّة؟! وما مدى تطبيقنا لهذه العناوين؟!
إنّ الصوم كمساحة لإعادة مراقبة الذّات ومحاسبتها، وكفرصة لتجديد العلاقة بالله تعالى، لا بدَّ وأن يضعنا أمام مزيدٍ من النظر في أحوالنا، ومدى تفاعلنا مع العناوين والشّعارات التي نحملها.
إنّ الصوم كعبادة مفروضة، يدفعنا من خلال انفتاحنا على الله، إلى إعادة تأكيد التزاماتنا تجاه الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فلا نقول إلا حُسناً، ولا نفعل إلا خيراً، ولا نجالس أهل الزّور والغيبة والبهتان، ولا نقبل حيْفاً أو ظلماً، بل ننطلق لإعادة تفعيل التّواصل بيننا من خلال التّضامن والوحدة والتّكافل، والتّأسيس للروح الوسطيّة التي تأخذ بأسباب الوعي والفهم الصّحيح للأمور.
أيها الصّائمون الكرام، ليس الصّوم مجرّد الامتناع عن الطّعام والشّراب وغير ذلك، بل هو المحطّة الروحيّة والعباديّة الّتي تعيد تشكيل وعي الإنسان وتضعه أمام مسؤوليّاته في تصحيح ما اعوجّ في مسيرته الفرديّة والجماعيّة. فلنكن من أهل المعروف، ومن أفراد الأمّة الوسط، وممّن ينتفعون بالعبادات، ومنها الصوم...
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها