نظلّ في آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، والّتي تنطلق بنا نحو كلّ معنى وقيمة تسمو لتؤصّل وجودنا وإنسانيّتنا، وتفتح مداركنا على كلّ خير وبركة وارتباط بين العبد وربّه.
يقول الإمام السجّاد(ع): "وَإنَّكَ مِنَ الضَّعْفِ خَلَقْتَنَا، وَعَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنَا، وَمِنْ مَهِين ابْتَدَأتَنَا، فَلاَ حَوْلَ لَنَا إلاّ بِقُوَّتِكَ، وَلا قُوَّةَ لَنَا إلاّ بِقوَّتِكَ، ولا قُوَّةَ لنا إلاّ بِعَوْنِكَ. فَأيِّدْنَا بِتَوْفِيقِكَ، وَسَدِّدْنَا بِتَسْدِيدِكَ،وَأعْمِ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا عَمَّا خَالَفَ مَحَبَّتَكَ، وَلا تَجْعَلْ لِشَيْء مِنْ جَوَارِحِنَا نُفُوذاً فِي مَعْصِيَتِكَ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا، وَحَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا، وَلَمَحَاتِ أَعْيُنِنَا،وَلَهَجَاتِ ألسِنَتِنَا، فِيْ مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ، حَتَّى لاَ تَفُوتَنَا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِهَا جَزَآءَكَ، وَلا تَبْقَىلَنَا سَيِّئـةٌ نَسْتَوْجِبُ بِهَا عِقَابَك".
الإنسان خلق ضعيفاً ومحدوداً في قدراته، ومع ذلك، يتجبّر البعض ويتكبّر ويظلم، ولا يلتفت إلى ضعفه، ولا يسعى إلى معالجة نقاط الضّعف الّتي تسقطه أمام الشّهوات والنّزوات، واستبدال القوّة الرّوحيّة والنفسيّة والأخلاقيّة بالضَّعف، حيث أرادنا الله تعالى أن نكون الأقوياء بأنفسنا الغنيَّة، بما تحمل من روحٍ تسمو، وأخلاقٍ تزكو، وعملٍ يربو.
بعد ذلك، نعثر على الدّعوة إلى الله بأن يساعدنا، ويجعل من حركة أجسادنا ونشاطها كياناً منفتحاً ومتحركاً على مواطن توحيده وعبوديّته وطاعته، بما تفتحه لنا من أنوار الهداية، بكلّ ما تعنيه من جلاء الفكر والرّوح والشّعور، بما ينسجم مع سبيلك الواضح.
اللّهمّ وفّقنا كي نكون من عبادك الّذين يحسنون استعمال جوارحهم في سبيل الحصول على رضوانك، ونيل غفرانك، واستحقاق لطفك ورحمتك، وليس من عبادك الّذين يستثمرون جوارحهم وطاقاتهم فقط في إشباع أهوائهم المنحرفة عن الحقّ والعدل.
اللّهمّ فاجعلنا ممن لا تفوتهم الحسنة والجزاء الأوفى، وممن لا يقترفون السيّئة ويستحقّون عقابك وسخطك، فكم من النّاس الّذين لا يلتفتون إلى تعزيز ميزان الحسنات لديهم، ويكسبون السيئات، ويتغافلون عن سلوك طريق التوبة!
وفي تعليقه على ما تقدّم من فقرات الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "يا ربّ، إذا درسنا أصل الخلق في كياننا، وتساءلنا ما هي البداية، فإنّنا نجد الضّعف هو عنوان المادّة التي كانت البداية، وهي النّطفة... ومن الطبيعيّ أن تتأثّر عناصر الحركة فينا، ومواقع القرار في أعمالنا، بهذا الضّعف، فنضعف عن تحمّل الحرمان، ونسقط أمام الرّغبة، ونجزع أمام الآلام، فننهار أمام البلاء، وتتأثّر بذلك أخلاقنا ومواقفنا...إنّنا يا ربّ في مواقع ضعفنا، نتطلّع إليك، ونتوسّل بك، ونستعين برحمتك، فأنت الّذي حوَّلت النطفة الضّعيفة إلى خلق آخر يملك قوّة التّفكير والإرادة والحركة.
إننا هنا نتوسّل إليك أن تمنحنا من قوّتك قوّةً نملك فيها الحول والحركة على السّير في خطّك.. فامنحنا ـ يا ربّ ـ التأييد في مشاريعنا المتحركة نحو الحقّ، بتوفيقك الذي تتحوّل فيه إرادتنا من خطّ المعصية إلى خطّ الطاعة، وينطلق فيه تفكيرنا من أجواء الشّرّ إلى أجواء الخير، فهب لي ـ من لطفك ـ الوعي الفكري والروحي، والإرادة الصّلبة الحاسمة، والعزم القويّ الثّابت، لنوجّه كلّ ذلك في مواقع الحسنات، حتى لا تفوتنا حسنة نستحقّ بها جزاءك، ولنبعدها عن مواقع السيّئات، حتى لا تبقى لنا سيّئة نستوجب بها عقابك". ]كتاب آفاق الرّوح، ج 1، ص 268- 272[.
فهلّا نكون من عباد الله المخلصين الّذين يتحركون بكلّ جوارحهم نحو طاعة الله واستحقاق رحمته ولطفه ومرضاته، ويبتعدون عمّا يجلب سخطه وغضبه، من خلال التزام حدوده في كلّ مناحي الحياة الخاصّة والعامّة؟!
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نظلّ في آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، والّتي تنطلق بنا نحو كلّ معنى وقيمة تسمو لتؤصّل وجودنا وإنسانيّتنا، وتفتح مداركنا على كلّ خير وبركة وارتباط بين العبد وربّه.
يقول الإمام السجّاد(ع): "وَإنَّكَ مِنَ الضَّعْفِ خَلَقْتَنَا، وَعَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنَا، وَمِنْ مَهِين ابْتَدَأتَنَا، فَلاَ حَوْلَ لَنَا إلاّ بِقُوَّتِكَ، وَلا قُوَّةَ لَنَا إلاّ بِقوَّتِكَ، ولا قُوَّةَ لنا إلاّ بِعَوْنِكَ. فَأيِّدْنَا بِتَوْفِيقِكَ، وَسَدِّدْنَا بِتَسْدِيدِكَ،وَأعْمِ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا عَمَّا خَالَفَ مَحَبَّتَكَ، وَلا تَجْعَلْ لِشَيْء مِنْ جَوَارِحِنَا نُفُوذاً فِي مَعْصِيَتِكَ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا، وَحَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا، وَلَمَحَاتِ أَعْيُنِنَا،وَلَهَجَاتِ ألسِنَتِنَا، فِيْ مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ، حَتَّى لاَ تَفُوتَنَا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِهَا جَزَآءَكَ، وَلا تَبْقَىلَنَا سَيِّئـةٌ نَسْتَوْجِبُ بِهَا عِقَابَك".
الإنسان خلق ضعيفاً ومحدوداً في قدراته، ومع ذلك، يتجبّر البعض ويتكبّر ويظلم، ولا يلتفت إلى ضعفه، ولا يسعى إلى معالجة نقاط الضّعف الّتي تسقطه أمام الشّهوات والنّزوات، واستبدال القوّة الرّوحيّة والنفسيّة والأخلاقيّة بالضَّعف، حيث أرادنا الله تعالى أن نكون الأقوياء بأنفسنا الغنيَّة، بما تحمل من روحٍ تسمو، وأخلاقٍ تزكو، وعملٍ يربو.
بعد ذلك، نعثر على الدّعوة إلى الله بأن يساعدنا، ويجعل من حركة أجسادنا ونشاطها كياناً منفتحاً ومتحركاً على مواطن توحيده وعبوديّته وطاعته، بما تفتحه لنا من أنوار الهداية، بكلّ ما تعنيه من جلاء الفكر والرّوح والشّعور، بما ينسجم مع سبيلك الواضح.
اللّهمّ وفّقنا كي نكون من عبادك الّذين يحسنون استعمال جوارحهم في سبيل الحصول على رضوانك، ونيل غفرانك، واستحقاق لطفك ورحمتك، وليس من عبادك الّذين يستثمرون جوارحهم وطاقاتهم فقط في إشباع أهوائهم المنحرفة عن الحقّ والعدل.
اللّهمّ فاجعلنا ممن لا تفوتهم الحسنة والجزاء الأوفى، وممن لا يقترفون السيّئة ويستحقّون عقابك وسخطك، فكم من النّاس الّذين لا يلتفتون إلى تعزيز ميزان الحسنات لديهم، ويكسبون السيئات، ويتغافلون عن سلوك طريق التوبة!
وفي تعليقه على ما تقدّم من فقرات الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "يا ربّ، إذا درسنا أصل الخلق في كياننا، وتساءلنا ما هي البداية، فإنّنا نجد الضّعف هو عنوان المادّة التي كانت البداية، وهي النّطفة... ومن الطبيعيّ أن تتأثّر عناصر الحركة فينا، ومواقع القرار في أعمالنا، بهذا الضّعف، فنضعف عن تحمّل الحرمان، ونسقط أمام الرّغبة، ونجزع أمام الآلام، فننهار أمام البلاء، وتتأثّر بذلك أخلاقنا ومواقفنا...إنّنا يا ربّ في مواقع ضعفنا، نتطلّع إليك، ونتوسّل بك، ونستعين برحمتك، فأنت الّذي حوَّلت النطفة الضّعيفة إلى خلق آخر يملك قوّة التّفكير والإرادة والحركة.
إننا هنا نتوسّل إليك أن تمنحنا من قوّتك قوّةً نملك فيها الحول والحركة على السّير في خطّك.. فامنحنا ـ يا ربّ ـ التأييد في مشاريعنا المتحركة نحو الحقّ، بتوفيقك الذي تتحوّل فيه إرادتنا من خطّ المعصية إلى خطّ الطاعة، وينطلق فيه تفكيرنا من أجواء الشّرّ إلى أجواء الخير، فهب لي ـ من لطفك ـ الوعي الفكري والروحي، والإرادة الصّلبة الحاسمة، والعزم القويّ الثّابت، لنوجّه كلّ ذلك في مواقع الحسنات، حتى لا تفوتنا حسنة نستحقّ بها جزاءك، ولنبعدها عن مواقع السيّئات، حتى لا تبقى لنا سيّئة نستوجب بها عقابك". ]كتاب آفاق الرّوح، ج 1، ص 268- 272[.
فهلّا نكون من عباد الله المخلصين الّذين يتحركون بكلّ جوارحهم نحو طاعة الله واستحقاق رحمته ولطفه ومرضاته، ويبتعدون عمّا يجلب سخطه وغضبه، من خلال التزام حدوده في كلّ مناحي الحياة الخاصّة والعامّة؟!
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.