البعض يمارس الشِّرك عن قصد أو غير قصد، وما أكثر أنواع الشّرك! ومنه أن يكون المرء أداةً طيّعةً بيد شخصٍ ما يحركه كما يريد، دون أن يعود إلى عقله أو شعوره، فيصبح وسيلةً لتنفيذ مصالحه على حساب الحقّ والحقيقة. فكم من منقادين في ساحات الحياة باعوا إرادتهم وضمائرهم وأحاسيسهم، وغيّبوا عقولهم، وأدمنوا على أن يكونوا عبيداً طائعين، يحرّكهم غيرهم من دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو يتحرّك لديهم شعورٌ إنساني! هؤلاء ينطبق عليهم أنهم الأحياء الميتون، عندما فقدوا حرّيتهم وعزتهم وإرادتهم الّتي من خلالها يمارسون إنسانيّتهم وفعلهم المؤثّر في الحياة، ومسؤوليّاتهم أمام الله، عندما خرجوا من دائرة الزمن والفعل التّاريخي الذي يعطيهم حضورهم ووجودهم الفاعل والمؤثّر في سير الأحداث.
فهل يا تُرى نربي أنفسنا وعقولنا وأحاسيسنا على أن نكون المؤمنين الأحرار الذين يعبِّرون عن ذواتهم، ويعطون الحياة أجمل ما لديهم من مواقف وحركة وإبداع؟!
فلطالما كانت المساومة على الحرية والكرامة فعل قتل وجريمة نرتكبها بحقّ أنفسنا، إذ نحرمها من فرصة النّهوض بأعباء مسؤوليّاتها تجاه المجتمع والوجود، ونسقطها في دائرة الموات والجمود الشّعوري والفكري والرّوحي، وفي ذلك كلّ الخسارة.
لقد جاءت النبوّات والرّسالات كي تربّينا على ممارسة الحرية المسؤولة والواعية الّتي لا تنصت إلا إلى صوت العقل والضّمير، في التزامهما الدِّفاع عن الحقّ وإحيائه، ومواجهة الباطل وإماتته، وأرادنا الله تعالى عباداً نعتزّ بعبوديّته وحده، حيث تنفتح آفاق الحريّة والعزَّة والكرامة، وتأخذ النّفس الحيِّز الطّبيعيّ في اكتشافها لآثاره تعالى في الكون، والوقوف على عظمته، إذ كلّما كنت حرّاً مسؤولاً مخلصاً في عبوديّتك، كنت فاعلاً وموجوداً حيّاً ومتنوّراً ومؤثّراً في مسيرة الحياة ودفعها نحو الأعلى.
يقول المفكّر علي شريعتي: "كلّ من يجعل نفسه آلةً لتنفيذ مآرب وأوامر غيره فهو "مشرك"، إذا لم يكن ذلك من أجل حقّ أو حقيقة. فالانقياد لا يجوز إلا لله وحده (لله الأمر، لله الحكم...)، سنكون مشركين لو سلّمنا زمام أمورنا بيد شخص آخر، أو ظننّا أنها كذلك.. نكون مشركين إذا ساومنا على حرّيتنا، أو اعتقدنا أنّنا ملكٌ لأحد، أو أذعنّا لمن يدَّعي ذلك".
فهلاّ نكون الأحرار في إرادتنا، فلا تكسرها مشاريع الجهلة المتآمرين، والأحرار في مشاعرنا الّتي لا تحمل إلا حبّاً وخيراً للحياة، والأحرار في عقولنا المتفكّرة الواعية، والأحرار في عبوديّتنا وإخلاصنا لربِّ العالمين الّذين لا يجعلون مع الله إلهاً آخر؟!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

البعض يمارس الشِّرك عن قصد أو غير قصد، وما أكثر أنواع الشّرك! ومنه أن يكون المرء أداةً طيّعةً بيد شخصٍ ما يحركه كما يريد، دون أن يعود إلى عقله أو شعوره، فيصبح وسيلةً لتنفيذ مصالحه على حساب الحقّ والحقيقة. فكم من منقادين في ساحات الحياة باعوا إرادتهم وضمائرهم وأحاسيسهم، وغيّبوا عقولهم، وأدمنوا على أن يكونوا عبيداً طائعين، يحرّكهم غيرهم من دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو يتحرّك لديهم شعورٌ إنساني! هؤلاء ينطبق عليهم أنهم الأحياء الميتون، عندما فقدوا حرّيتهم وعزتهم وإرادتهم الّتي من خلالها يمارسون إنسانيّتهم وفعلهم المؤثّر في الحياة، ومسؤوليّاتهم أمام الله، عندما خرجوا من دائرة الزمن والفعل التّاريخي الذي يعطيهم حضورهم ووجودهم الفاعل والمؤثّر في سير الأحداث.
فهل يا تُرى نربي أنفسنا وعقولنا وأحاسيسنا على أن نكون المؤمنين الأحرار الذين يعبِّرون عن ذواتهم، ويعطون الحياة أجمل ما لديهم من مواقف وحركة وإبداع؟!
فلطالما كانت المساومة على الحرية والكرامة فعل قتل وجريمة نرتكبها بحقّ أنفسنا، إذ نحرمها من فرصة النّهوض بأعباء مسؤوليّاتها تجاه المجتمع والوجود، ونسقطها في دائرة الموات والجمود الشّعوري والفكري والرّوحي، وفي ذلك كلّ الخسارة.
لقد جاءت النبوّات والرّسالات كي تربّينا على ممارسة الحرية المسؤولة والواعية الّتي لا تنصت إلا إلى صوت العقل والضّمير، في التزامهما الدِّفاع عن الحقّ وإحيائه، ومواجهة الباطل وإماتته، وأرادنا الله تعالى عباداً نعتزّ بعبوديّته وحده، حيث تنفتح آفاق الحريّة والعزَّة والكرامة، وتأخذ النّفس الحيِّز الطّبيعيّ في اكتشافها لآثاره تعالى في الكون، والوقوف على عظمته، إذ كلّما كنت حرّاً مسؤولاً مخلصاً في عبوديّتك، كنت فاعلاً وموجوداً حيّاً ومتنوّراً ومؤثّراً في مسيرة الحياة ودفعها نحو الأعلى.
يقول المفكّر علي شريعتي: "كلّ من يجعل نفسه آلةً لتنفيذ مآرب وأوامر غيره فهو "مشرك"، إذا لم يكن ذلك من أجل حقّ أو حقيقة. فالانقياد لا يجوز إلا لله وحده (لله الأمر، لله الحكم...)، سنكون مشركين لو سلّمنا زمام أمورنا بيد شخص آخر، أو ظننّا أنها كذلك.. نكون مشركين إذا ساومنا على حرّيتنا، أو اعتقدنا أنّنا ملكٌ لأحد، أو أذعنّا لمن يدَّعي ذلك".
فهلاّ نكون الأحرار في إرادتنا، فلا تكسرها مشاريع الجهلة المتآمرين، والأحرار في مشاعرنا الّتي لا تحمل إلا حبّاً وخيراً للحياة، والأحرار في عقولنا المتفكّرة الواعية، والأحرار في عبوديّتنا وإخلاصنا لربِّ العالمين الّذين لا يجعلون مع الله إلهاً آخر؟!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.