لا ملجأ من الله إلا إليه..

لا ملجأ من الله إلا إليه..
ونعود إلى آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة، حيث الروح تحلّق في فضاء المعاني المتجدّدة التي تُستلَهم وتغني النّفس وتفتح العقل على كلّ قيمة لها ارتكاز ثابت في الذّات، بما ينسجم مع خطّ التّوحيد والعبودية لله تعالى.
يقول الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع):

"اللّهمّ إنْ تشأْ تعفُ عنّا فبفضلك، وإن تشأْ تعذّبنا فبعدلك. فسهِّل لنا عفوك بمنِّك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنّه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحدٍ منّا دون عفوك. يا غنيّ الأغنياء، ها نحن عبادك بين يديك، وأنا أفقر الفقراء إليك. فاجبُر فاقتنا بوسعك، ولا تقطع رجاءنا بمنعك، فتكون قد أشقيتَ من استسعد بك، وحرمتَ من استرفد فضلك، وإلى مَن حينئذٍ منقلبنا عنك؟ وإلى أين مذهبنا عن بابك؟".

نتعلّم من هذا الدّعاء، التّسليم المطلق لإرادة الله فينا، وهو الرّحمن الرّحيم، ورحمته وسعت كلّ شيء، وفضله على الوجود كلّه واضحٌ بيِّن، ونحن بنو آدم المذنبون المقصّرون، ولا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضرّاً أمام إرادتك، لذا نحن نطمع في فضلك وعفوك عن تقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا، ونرجو منك التكرّم علينا بالعدل والصّفح والمغفرة، وإذا ما استحقّينا العقاب، فبعدلك، لأنّنا نكون أهلاً لذلك.

يا ربّ، لا نجاة اليوم بين يديك إلا بعفوك، فمُنَّ علينا برحمتك، وعاملنا بلطفك، وأبعدنا عن مواطن غضبك، وتجاوز عن سيّئاتنا بحلمك وجودك، فعدلك أعظم وأكبر من ذنوبنا الكثيرة.

اللّهمّ جُدْ علينا من غناك ما يملأ وجودنا كلّه غنى وبركةً وخيراً، لنزداد طمأنينةً واستقراراً وكمالاً وسعادة، فنحن الفقراء المحتاجون دوماً إلى أن تغنينا من غناك الّذي لا حدّ له، وأنت الغنيّ عن العالمين، والغنيّ المطلق، ونحن المتطلّعون على الدّوام إلى كرمك وعطائك في كلّ الميادين.

وفي تعليقه على ما تقدّم من دعاء للإمام السجّاد(ع)، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"... إنّنا هنا ـ يا ربّ ـ طوع مشيئتك، فلا إرادة لنا، حتى في التصوّر أمام إرادتك، لأنَّ وجودنا كان مستمدَّاً منها، كما كان استمرارنا في حركة الوجود خاضعاً لها، ونحن واقفون هنا بين الخوف والرّجاء، بين الأمل بعفوك والخوف من عذابك..

إنّنا نتوسَّل إليك أن يكون العفو عنّا أقرب إلى مشيئتك من عذابنا، لأنّك المنّان على خلقك، فكلّ خلقك يتقلّبون في مَنِّكَ، وأنت المتجاوز عنهم، فلولا تجاوزك عن ذنوبهم كانوا من الهالكين... ها نحن عبادك الّذين عاشوا الحاجة إليك بكلّ وجودهم، وتطلّعوا إلى عطائك بعمق الحاجة الكامنة فيهم.. ها نحن بين يديك، في نداءٍ عميق متحرّك ممتدّ امتداد الزمن كلّه. يا ربّنا، هب لنا منك كلّ حاجاتنا في العطاء، وأنا في هذا الوجود الضّعيف الذي أحسّ فيه بحقارة كلّ شيء، وبتفاهة كلّ قوّة عندي، أشعر بأنّني أفقر الفقراء إليك، بكلّ أحاسيسي وفكري وأموري الصّغيرة والكبيرة".. [آفاق الرّوح، ج:1، ص:276 – 279].

ربّنا هيِّئ لنا من أمرنا مخرجاً، واجعلنا من الصّادقين المتوكّلين عليك، المخلصين في توجّههم إليك، الّذين يعيشون دوماً الخوف منك، والرّجاء في عفوك ولطفك، ويتحركون من أجل نيل قربك ومرضاتك. ربّنا مُنَّ علينا بالتّسديد والتّوفيق والبركات، والغنى الرّوحيّ والعقلي، حيث الضّغوطات كبيرة والتحدّيات أكبر.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
ونعود إلى آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة، حيث الروح تحلّق في فضاء المعاني المتجدّدة التي تُستلَهم وتغني النّفس وتفتح العقل على كلّ قيمة لها ارتكاز ثابت في الذّات، بما ينسجم مع خطّ التّوحيد والعبودية لله تعالى.
يقول الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع):

"اللّهمّ إنْ تشأْ تعفُ عنّا فبفضلك، وإن تشأْ تعذّبنا فبعدلك. فسهِّل لنا عفوك بمنِّك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنّه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحدٍ منّا دون عفوك. يا غنيّ الأغنياء، ها نحن عبادك بين يديك، وأنا أفقر الفقراء إليك. فاجبُر فاقتنا بوسعك، ولا تقطع رجاءنا بمنعك، فتكون قد أشقيتَ من استسعد بك، وحرمتَ من استرفد فضلك، وإلى مَن حينئذٍ منقلبنا عنك؟ وإلى أين مذهبنا عن بابك؟".

نتعلّم من هذا الدّعاء، التّسليم المطلق لإرادة الله فينا، وهو الرّحمن الرّحيم، ورحمته وسعت كلّ شيء، وفضله على الوجود كلّه واضحٌ بيِّن، ونحن بنو آدم المذنبون المقصّرون، ولا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضرّاً أمام إرادتك، لذا نحن نطمع في فضلك وعفوك عن تقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا، ونرجو منك التكرّم علينا بالعدل والصّفح والمغفرة، وإذا ما استحقّينا العقاب، فبعدلك، لأنّنا نكون أهلاً لذلك.

يا ربّ، لا نجاة اليوم بين يديك إلا بعفوك، فمُنَّ علينا برحمتك، وعاملنا بلطفك، وأبعدنا عن مواطن غضبك، وتجاوز عن سيّئاتنا بحلمك وجودك، فعدلك أعظم وأكبر من ذنوبنا الكثيرة.

اللّهمّ جُدْ علينا من غناك ما يملأ وجودنا كلّه غنى وبركةً وخيراً، لنزداد طمأنينةً واستقراراً وكمالاً وسعادة، فنحن الفقراء المحتاجون دوماً إلى أن تغنينا من غناك الّذي لا حدّ له، وأنت الغنيّ عن العالمين، والغنيّ المطلق، ونحن المتطلّعون على الدّوام إلى كرمك وعطائك في كلّ الميادين.

وفي تعليقه على ما تقدّم من دعاء للإمام السجّاد(ع)، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"... إنّنا هنا ـ يا ربّ ـ طوع مشيئتك، فلا إرادة لنا، حتى في التصوّر أمام إرادتك، لأنَّ وجودنا كان مستمدَّاً منها، كما كان استمرارنا في حركة الوجود خاضعاً لها، ونحن واقفون هنا بين الخوف والرّجاء، بين الأمل بعفوك والخوف من عذابك..

إنّنا نتوسَّل إليك أن يكون العفو عنّا أقرب إلى مشيئتك من عذابنا، لأنّك المنّان على خلقك، فكلّ خلقك يتقلّبون في مَنِّكَ، وأنت المتجاوز عنهم، فلولا تجاوزك عن ذنوبهم كانوا من الهالكين... ها نحن عبادك الّذين عاشوا الحاجة إليك بكلّ وجودهم، وتطلّعوا إلى عطائك بعمق الحاجة الكامنة فيهم.. ها نحن بين يديك، في نداءٍ عميق متحرّك ممتدّ امتداد الزمن كلّه. يا ربّنا، هب لنا منك كلّ حاجاتنا في العطاء، وأنا في هذا الوجود الضّعيف الذي أحسّ فيه بحقارة كلّ شيء، وبتفاهة كلّ قوّة عندي، أشعر بأنّني أفقر الفقراء إليك، بكلّ أحاسيسي وفكري وأموري الصّغيرة والكبيرة".. [آفاق الرّوح، ج:1، ص:276 – 279].

ربّنا هيِّئ لنا من أمرنا مخرجاً، واجعلنا من الصّادقين المتوكّلين عليك، المخلصين في توجّههم إليك، الّذين يعيشون دوماً الخوف منك، والرّجاء في عفوك ولطفك، ويتحركون من أجل نيل قربك ومرضاتك. ربّنا مُنَّ علينا بالتّسديد والتّوفيق والبركات، والغنى الرّوحيّ والعقلي، حيث الضّغوطات كبيرة والتحدّيات أكبر.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية