جولة رمضان الرّوحيّة

جولة رمضان الرّوحيّة

في شهر رمضان، نعيش في هذه الجولة الروحيّة التي يرتفع فيها الإنسان إلى الله ويتحرّك في رحاب آياته، ويعيش حركة الحبّ له الّذي يمتزج فيه الرجاء والخوف، باعتبار أنّه ليس الحبّ العاطفيّ الّذي ينبض به القلب، ولكنّه الحبّ الذي يعيش فيه الإنسان المسؤوليّة أمام من يحبّ، ذلك أنّ حبّ الله مسؤوليّة وليس نبضة قلب وخفقة إحساس.

وقد حدَّثنا الله عن ذلك في قوله سبحانه وتعالى فيما وجّه به الخطاب إلى رسول الله (ص): {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، فحبّ الله حركة في العقل، وانفتاح في القلب، وانطلاقة في الواقع، ولذلك فإنّك إذا أحببت الله، فإنك تحبّه في خطّ رسالته، والرسالة تقول لك افعل هذا ليرضى الله عنك حتى تحصل على محبّته {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، وإذا لم تفعله، فإنك تحصل على سخطه، تماماً كما هو الحبّ في الدّنيا ، فإذا كنت تسيء إلى من تحبّ، فمن الطبيعيّ أن يسخط عليك من تحبّ، وقد قال ذلك الشّاعر، وربما ينسب القول إلى الإمام زين العابدين (ع).

تعصـــي الإله وأنت تُظــهِرُ حبّه هذا لعمرُك في الفِعـــال بديــعُ

لوكان حبُّك صادقاً لأطعتَهُ إنّ المحِبَّ لمَــن يحبُّ مطيعُ

ولذلك، فإنّ حبّنا لله هو حبّ يختزن في داخله الخوف ممن نحبّ إذا انحرفنا عن أصول الحب والرجاء لمن نحب، وإذا انسجمنا مع أصول الحبّ، كنّا في جولة الحبّ مع الله، نحبّه فنترك طعامنا وشرابنا ولذّاتنا ليحبّنا أكثر، قربةً إليه سبحانه، لنكون قريبين إليه أكثر.

وهكذا ـ أيّها الأحبّة ـ نعيش في صلوات شهر رمضان، فيما أعطانا الله، وفيما فرضه علينا، وفيما استحبّه لنا في اللّيل والنّهار. ولذلك، شهر رمضان شهر الصّيام والقيام، فأنت تدعو ربّك لتذكره، فتتحدث معه "أعنّا على صيامه وقيامه"، لأنّ الصيام إذا لم ينفتح على القيام، فإنه قد يكون مجرّد حالة سلبيّة في داخل ذاتك لا تعطيك شيئاً.

*من كتاب "النَّدوة، ج4".

في شهر رمضان، نعيش في هذه الجولة الروحيّة التي يرتفع فيها الإنسان إلى الله ويتحرّك في رحاب آياته، ويعيش حركة الحبّ له الّذي يمتزج فيه الرجاء والخوف، باعتبار أنّه ليس الحبّ العاطفيّ الّذي ينبض به القلب، ولكنّه الحبّ الذي يعيش فيه الإنسان المسؤوليّة أمام من يحبّ، ذلك أنّ حبّ الله مسؤوليّة وليس نبضة قلب وخفقة إحساس.

وقد حدَّثنا الله عن ذلك في قوله سبحانه وتعالى فيما وجّه به الخطاب إلى رسول الله (ص): {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، فحبّ الله حركة في العقل، وانفتاح في القلب، وانطلاقة في الواقع، ولذلك فإنّك إذا أحببت الله، فإنك تحبّه في خطّ رسالته، والرسالة تقول لك افعل هذا ليرضى الله عنك حتى تحصل على محبّته {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}، وإذا لم تفعله، فإنك تحصل على سخطه، تماماً كما هو الحبّ في الدّنيا ، فإذا كنت تسيء إلى من تحبّ، فمن الطبيعيّ أن يسخط عليك من تحبّ، وقد قال ذلك الشّاعر، وربما ينسب القول إلى الإمام زين العابدين (ع).

تعصـــي الإله وأنت تُظــهِرُ حبّه هذا لعمرُك في الفِعـــال بديــعُ

لوكان حبُّك صادقاً لأطعتَهُ إنّ المحِبَّ لمَــن يحبُّ مطيعُ

ولذلك، فإنّ حبّنا لله هو حبّ يختزن في داخله الخوف ممن نحبّ إذا انحرفنا عن أصول الحب والرجاء لمن نحب، وإذا انسجمنا مع أصول الحبّ، كنّا في جولة الحبّ مع الله، نحبّه فنترك طعامنا وشرابنا ولذّاتنا ليحبّنا أكثر، قربةً إليه سبحانه، لنكون قريبين إليه أكثر.

وهكذا ـ أيّها الأحبّة ـ نعيش في صلوات شهر رمضان، فيما أعطانا الله، وفيما فرضه علينا، وفيما استحبّه لنا في اللّيل والنّهار. ولذلك، شهر رمضان شهر الصّيام والقيام، فأنت تدعو ربّك لتذكره، فتتحدث معه "أعنّا على صيامه وقيامه"، لأنّ الصيام إذا لم ينفتح على القيام، فإنه قد يكون مجرّد حالة سلبيّة في داخل ذاتك لا تعطيك شيئاً.

*من كتاب "النَّدوة، ج4".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية