صفاء القلوب من ثمار الصّوم

صفاء القلوب من ثمار الصّوم

ونحن على أبواب انتهاء شهر رمضان المبارك، من منا يتجرّأ ويسأل نفسه كيف خرج قلبه من هذا الشّهر؟

الصوم بكلّ أجوائه وإيحاءاته، يدفع الإنسان إلى تصفية قلبه من كلّ كره وحقد وضغينة وحسد تجاه الآخرين، وإلى أن يجعله محلاً لنزول الرحمة والمحبة، وسكناً لمشاعر التسامح والانفتاح، حتى يذوق القلب طعم الإيمان وحلاوة التقوى.

قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. فلعلّ قلب العبد تنبت فيه التقوى وتترعرع، جراء استفادته من صومه، وإقباله على ربّه إقبالاً فيه كلّ خير وبركة ورحمة، فلا يشعر إلّا بالخير تجاه الآخرين، ولا يتعاطى معهم إلّا من منطلق التّقوى.

ومن مهام الصوم وغاياته الشريفة، أنه يربي الإنسان على نبذ كلّ كراهية وفتنة ولؤم وخبث نوايا، فإذا خرجنا من الصّوم ونحن لم نطهّر قلوبنا من كل ذلك، فمعناه أننا أضعنا الفرصة، ولم نكن مؤهَّلين لجني ثمار عبادة الصوم، التي تهدف إلى تطهير النفوس، وتنقية القلوب من الشّوائب والغلّ.

ينبّهنا الله تعالى إلى أهمية أن نكون العباد الواعين الصّائمين المخلصين في صيامهم، المنفتحين على ثماره الطيّبة، التي تعمل على تغيير نفوسهم، وتصفية قلوبهم، حتى تكون قلوباً مطمئنة، لا يسكنها إلا ذكر الله وحده، ولا تلهج إلا بكلّ شعور فيه كلّ خير ورحمة للناس.

من هنا، علينا الإسراع في محاسبة نفوسنا، ومراجعة ما عليه قلوبنا، وما تحمله من مشاعر، بغية أن نصلح ما يمكننا إصلاحه، والخروج من الشهر الكريم ونحن عازمون على أن نكون أصحاب القلوب الطاهرة النظيفة التي اختارها تعالى موضعاً لرحمته وفضله وبركاته.

فمن وجوه الشّقاء وحرمان الغفران في هذا الشهر الفضيل، أن نبقى أصحاب قلوب مريضة معقّدة، لا تحمل إلا بغضاً ووكرهاً وحقداً على الآخرين، وتسبب الألم والشقاء لهم، فما بين المحبة والرحمة والخير، وبين الكره والحقد والضغينة، على المرء المؤمن أن يميّز ويختار.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

ونحن على أبواب انتهاء شهر رمضان المبارك، من منا يتجرّأ ويسأل نفسه كيف خرج قلبه من هذا الشّهر؟

الصوم بكلّ أجوائه وإيحاءاته، يدفع الإنسان إلى تصفية قلبه من كلّ كره وحقد وضغينة وحسد تجاه الآخرين، وإلى أن يجعله محلاً لنزول الرحمة والمحبة، وسكناً لمشاعر التسامح والانفتاح، حتى يذوق القلب طعم الإيمان وحلاوة التقوى.

قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. فلعلّ قلب العبد تنبت فيه التقوى وتترعرع، جراء استفادته من صومه، وإقباله على ربّه إقبالاً فيه كلّ خير وبركة ورحمة، فلا يشعر إلّا بالخير تجاه الآخرين، ولا يتعاطى معهم إلّا من منطلق التّقوى.

ومن مهام الصوم وغاياته الشريفة، أنه يربي الإنسان على نبذ كلّ كراهية وفتنة ولؤم وخبث نوايا، فإذا خرجنا من الصّوم ونحن لم نطهّر قلوبنا من كل ذلك، فمعناه أننا أضعنا الفرصة، ولم نكن مؤهَّلين لجني ثمار عبادة الصوم، التي تهدف إلى تطهير النفوس، وتنقية القلوب من الشّوائب والغلّ.

ينبّهنا الله تعالى إلى أهمية أن نكون العباد الواعين الصّائمين المخلصين في صيامهم، المنفتحين على ثماره الطيّبة، التي تعمل على تغيير نفوسهم، وتصفية قلوبهم، حتى تكون قلوباً مطمئنة، لا يسكنها إلا ذكر الله وحده، ولا تلهج إلا بكلّ شعور فيه كلّ خير ورحمة للناس.

من هنا، علينا الإسراع في محاسبة نفوسنا، ومراجعة ما عليه قلوبنا، وما تحمله من مشاعر، بغية أن نصلح ما يمكننا إصلاحه، والخروج من الشهر الكريم ونحن عازمون على أن نكون أصحاب القلوب الطاهرة النظيفة التي اختارها تعالى موضعاً لرحمته وفضله وبركاته.

فمن وجوه الشّقاء وحرمان الغفران في هذا الشهر الفضيل، أن نبقى أصحاب قلوب مريضة معقّدة، لا تحمل إلا بغضاً ووكرهاً وحقداً على الآخرين، وتسبب الألم والشقاء لهم، فما بين المحبة والرحمة والخير، وبين الكره والحقد والضغينة، على المرء المؤمن أن يميّز ويختار.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية