من جملة ما دعا به أئمّة أهل البيت(ع)، دعاؤهم للمرابطين على ثغور الإسلام، بغية
الدفاع عن الإسلام والمسلمين من كيد الأعداء ومخطّطاتهم ودسائسهم. فقد ورد في أدعية
الصحيفة السجادية، دعاء الإمام زين العابدين(ع) لأهل الثغور، ومن فقره:
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ
بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ
جِدَتِكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ
أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ
جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ
بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ،
والْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ،
وعَلِّمْهُمْ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وبَصِّرْهُمْ مَا لَا يُبْصِرُونَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ
ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ
الْمَالِ الْفَتُونِ، واجْعَلِ الْجَنَّةَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، ولَوِّحْ مِنْهَا
لِأَبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ، ومَنَازِلِ
الْكَرَامَةِ، والْحُورِ الْحِسَانِ، والْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ
الْأَشْرِبَةِ، والْأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتَّى لَا
يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْإِدْبَارِ، ولَا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ
بِفِرَارٍ...".
والسؤال الذي قد يجول بخاطر البعض: لماذا دعا الإمام لأهل الثّغور، وهم جيوش بني
أميّة الظلمة وجندهم؟
وقد أجاب العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) عن ذلك بقوله:
"كان دعاؤه(ع) متوجّهاً لأهل الثغور الذين كانوا يدافعون عن دولة الإسلام في ذلك
الوقت، ولا ينافي ذلك العقيدة والمنهج الصحيح لأهل البيت(ع)، لأن عدم حماية ثغور
المسلمين في ذاك الوقت، يؤدي إلى ضعف الإسلام والمسلمين. فأهل الثغور كانوا يدافعون
عن البلاد الإسلامية من الأخطار الخارجيّة، ولم يكونوا يدافعون عن الحكّام في ذاك
الزمان". (استفتاءات).
نتعلّم من ذلك، كيف أن أئمة أهل البيت(ع)، على الرغم مما تعرّضوا له من غصب للحقّ،
ومن مضايقات وإرهاب وعدوان من الحكّام، لم تمنعهم أخلاقهم الرساليّة وإيمانهم بالله
وإخلاصهم له من نصرة المرابطين بالكلمة والدّعاء النابع من إحساسهم بالمسؤوليّة
حيال حماية الإسلام، واعتباره الأساس في كلّ حركتهم، ومن قلب ملؤه المحبّة والعطف
والرحمة، وهو ما يدلّ على روحية عالية تمتّع بها الأئمة، وأرادوا لنا أن نحملها
ونتربى عليها، فنتخلّى عن البغضاء والأنانية، وإدخال الأمزجة والحسابات الشخصيّة في
علاقاتنا وأوضاعنا، وأن نخلص لكلّ موقف أو حركة أو سلوك فيه رضا الله ومصلحة الدّين
وأهله، مهما كانت التحدّيات والتّنازلات والعقبات والتضحيات، فعندما يكون الإسلام
والمسلمون في خطر، فلا بدّ من التكاتف والتضامن والتوحد وتناسي الأحقاد والخلافات،
والوقوف وراء الحقّ ونصرته بالكلمة والموقف والفعل والسّلوك والنفوس المخلصة
الصّادقة.
من جملة ما دعا به أئمّة أهل البيت(ع)، دعاؤهم للمرابطين على ثغور الإسلام، بغية
الدفاع عن الإسلام والمسلمين من كيد الأعداء ومخطّطاتهم ودسائسهم. فقد ورد في أدعية
الصحيفة السجادية، دعاء الإمام زين العابدين(ع) لأهل الثغور، ومن فقره:
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ
بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ
جِدَتِكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ
أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ
جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ
بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ،
والْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ،
وعَلِّمْهُمْ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وبَصِّرْهُمْ مَا لَا يُبْصِرُونَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَائِهِمُ الْعَدُوَّ
ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ
الْمَالِ الْفَتُونِ، واجْعَلِ الْجَنَّةَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، ولَوِّحْ مِنْهَا
لِأَبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ، ومَنَازِلِ
الْكَرَامَةِ، والْحُورِ الْحِسَانِ، والْأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ
الْأَشْرِبَةِ، والْأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتَّى لَا
يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْإِدْبَارِ، ولَا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ
بِفِرَارٍ...".
والسؤال الذي قد يجول بخاطر البعض: لماذا دعا الإمام لأهل الثّغور، وهم جيوش بني
أميّة الظلمة وجندهم؟
وقد أجاب العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) عن ذلك بقوله:
"كان دعاؤه(ع) متوجّهاً لأهل الثغور الذين كانوا يدافعون عن دولة الإسلام في ذلك
الوقت، ولا ينافي ذلك العقيدة والمنهج الصحيح لأهل البيت(ع)، لأن عدم حماية ثغور
المسلمين في ذاك الوقت، يؤدي إلى ضعف الإسلام والمسلمين. فأهل الثغور كانوا يدافعون
عن البلاد الإسلامية من الأخطار الخارجيّة، ولم يكونوا يدافعون عن الحكّام في ذاك
الزمان". (استفتاءات).
نتعلّم من ذلك، كيف أن أئمة أهل البيت(ع)، على الرغم مما تعرّضوا له من غصب للحقّ،
ومن مضايقات وإرهاب وعدوان من الحكّام، لم تمنعهم أخلاقهم الرساليّة وإيمانهم بالله
وإخلاصهم له من نصرة المرابطين بالكلمة والدّعاء النابع من إحساسهم بالمسؤوليّة
حيال حماية الإسلام، واعتباره الأساس في كلّ حركتهم، ومن قلب ملؤه المحبّة والعطف
والرحمة، وهو ما يدلّ على روحية عالية تمتّع بها الأئمة، وأرادوا لنا أن نحملها
ونتربى عليها، فنتخلّى عن البغضاء والأنانية، وإدخال الأمزجة والحسابات الشخصيّة في
علاقاتنا وأوضاعنا، وأن نخلص لكلّ موقف أو حركة أو سلوك فيه رضا الله ومصلحة الدّين
وأهله، مهما كانت التحدّيات والتّنازلات والعقبات والتضحيات، فعندما يكون الإسلام
والمسلمون في خطر، فلا بدّ من التكاتف والتضامن والتوحد وتناسي الأحقاد والخلافات،
والوقوف وراء الحقّ ونصرته بالكلمة والموقف والفعل والسّلوك والنفوس المخلصة
الصّادقة.