من هو العاقل؟

من هو العاقل؟

الشخص العاقل له مواصفات يتّصف بها بين الناس وأمام الله ونفسه، ويكون بها مميّزاً عن غيره، متحرّكاً بفاعلية وتأثير في قضايا مجتمعه وحياته الخاصّة، بحيث يؤكّد عمق ارتباطه بربّه، وحسن تمثّله لحقائق دينه وعقيدته وأخلاقياته الإنسانيّة والرّساليّة في الحياة.

فمن هو العاقل يا ترى؟

إنه الشخص الذي يتحلى بالخبرة والعلم النّافع، فلا ينطق إلا حقّاً، ولا يتفوَّه إلا بالصّدق، واستناداً إلى قاعدة وعلم متين، وهو العالم الذي يحوّل علمه إلى سلاح يعمل من خلاله بكلّ مصداقيّة وفلاح وصلاح، كلّ عمل فيه وفاء ونفع له ولعياله وللناس من حوله، بحيث يكون عمله شاهداً على إيمانه الحقّ، وعلى مصداقيته وإخلاصه لربّه ولقناعاته، فهو في عمله يعيش الإخلاص على حقيقته، فلا يعمل عملاً يعيش فيه الأنانية وحبّ الذات، أو يبحث من خلاله عن سمعة وشهرة ومجد شخصيّ، كما يفعل كثيرون لا يعملون عملاً دون مقابل أو مكسب.

والعاقل في إخلاصه في عمله ومشاعره وفكره وسلوكه، يعتزل الناس، ليس اعتزالاً سلبياً، بل بمعنى أنّه لا يخوض مع الخائضين في لهوهم وعبثهم ولعبهم، بل يتحسّس المسؤوليّة بكلّ همة وجدية، ويسعى كي يطبّق إيمانه مزيداً من القيام بالواجبات والمسؤوليّات تجاه نفسه وربّه وعياله ومحيطه والحياة من حوله.

هذا هو العاقل الّذي تحدَّث عنه أمير المؤمنين عليّ(ع) بقوله: "العاقل إذا علم عمل، وإذا عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل".

أمام هذا، فإننا لا بدّ من مراجعة أوضاعنا وحساباتنا؛ هل نحن فعلاً ممن يتصف بصفة العقلاء الّذين أرادهم تعالى جنوداً للحقّ والعدل والخير والرّحمة، وترجماناً فعليّاً لسلوكيات المؤمن العامل، ولأخلاقيات الرسالي المخلص المسؤول؟

من هنا، فإنّ عكس التحلي بصفات أهل العقلاء، يعني أننا من أهل الغيّ والضّلال الذين عناهم تعالى بقوله: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.

المجتمع الإيماني هو الّذي يؤكّد دوماً، وباستمرار، صفات المجتمع العقلائي في تبنّيه للحقّ وللعمل النافع الّذي يرضاه تعالى، ويرفعه إليه مقبولاً. فلنحرص على أن نكون من أهل العقلاء وأهل العمل والإخلاص والمسؤوليّة.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

الشخص العاقل له مواصفات يتّصف بها بين الناس وأمام الله ونفسه، ويكون بها مميّزاً عن غيره، متحرّكاً بفاعلية وتأثير في قضايا مجتمعه وحياته الخاصّة، بحيث يؤكّد عمق ارتباطه بربّه، وحسن تمثّله لحقائق دينه وعقيدته وأخلاقياته الإنسانيّة والرّساليّة في الحياة.

فمن هو العاقل يا ترى؟

إنه الشخص الذي يتحلى بالخبرة والعلم النّافع، فلا ينطق إلا حقّاً، ولا يتفوَّه إلا بالصّدق، واستناداً إلى قاعدة وعلم متين، وهو العالم الذي يحوّل علمه إلى سلاح يعمل من خلاله بكلّ مصداقيّة وفلاح وصلاح، كلّ عمل فيه وفاء ونفع له ولعياله وللناس من حوله، بحيث يكون عمله شاهداً على إيمانه الحقّ، وعلى مصداقيته وإخلاصه لربّه ولقناعاته، فهو في عمله يعيش الإخلاص على حقيقته، فلا يعمل عملاً يعيش فيه الأنانية وحبّ الذات، أو يبحث من خلاله عن سمعة وشهرة ومجد شخصيّ، كما يفعل كثيرون لا يعملون عملاً دون مقابل أو مكسب.

والعاقل في إخلاصه في عمله ومشاعره وفكره وسلوكه، يعتزل الناس، ليس اعتزالاً سلبياً، بل بمعنى أنّه لا يخوض مع الخائضين في لهوهم وعبثهم ولعبهم، بل يتحسّس المسؤوليّة بكلّ همة وجدية، ويسعى كي يطبّق إيمانه مزيداً من القيام بالواجبات والمسؤوليّات تجاه نفسه وربّه وعياله ومحيطه والحياة من حوله.

هذا هو العاقل الّذي تحدَّث عنه أمير المؤمنين عليّ(ع) بقوله: "العاقل إذا علم عمل، وإذا عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل".

أمام هذا، فإننا لا بدّ من مراجعة أوضاعنا وحساباتنا؛ هل نحن فعلاً ممن يتصف بصفة العقلاء الّذين أرادهم تعالى جنوداً للحقّ والعدل والخير والرّحمة، وترجماناً فعليّاً لسلوكيات المؤمن العامل، ولأخلاقيات الرسالي المخلص المسؤول؟

من هنا، فإنّ عكس التحلي بصفات أهل العقلاء، يعني أننا من أهل الغيّ والضّلال الذين عناهم تعالى بقوله: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.

المجتمع الإيماني هو الّذي يؤكّد دوماً، وباستمرار، صفات المجتمع العقلائي في تبنّيه للحقّ وللعمل النافع الّذي يرضاه تعالى، ويرفعه إليه مقبولاً. فلنحرص على أن نكون من أهل العقلاء وأهل العمل والإخلاص والمسؤوليّة.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية