نزل القرآن الكريم في مجتمعٍ يغلب عليه الشرك، وتنتشر فيه عبادة الأصنام
والأوثان، فدعا إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده: {قُلْ هو الله أحد* الله
الصَّمد* لم يلدْ ولم يُولَد* ولم يكنْ له كفوًا أحد}. هذا التوحيد الذي يوحّد قوى
الإنسان الروحية والنفسية، ويحاول تركيزها وربطها بخالق الوجود، بما ينعكس راحة
وطمأنينة وحركة مستقيمة وثابتة نحو غاية شريفة، وهي الله تعالى ربّ الأرباب، بحيث
لا ينحكم فعل الإنسان ونشاطه لأيّة قوّة أرضية محدودة في قدرتها وماهيتها.
التوحيد يجمع قوى الإنسان ويعمل على اعتدالها بما يكرّس التقوى الفردية المطلوبة،
فيعيش الإنسان الصدق مع نفسه وربّه والناس من حوله، فلا حقد ولا حسد ولا غلّ، بل
قلب ملؤه الصّفاء والنقاء والطهارة، يحمل حّباً ورحمةً وعاطفةً صادقة للناس وللحياة.
التوحيد يدفع بالتالي الإنسان المتّقي على مستوى نفسه إلى ممارسة التقوى
الاجتماعيّة التي تحضّه على عدم العدوان على حقوق الغير، وعدم الظلم والبغي، وعدم
الغيبة وشهادة الزّور والسعي بالفتنة والكذب والغشّ والخداع وغير ذلك.
التقوى كملكة نفسانيّة راقية يصل إليها الإنسان، تستفيد في كل حيويّتها من التوحيد
العملي لله الذي يعيشه المرء مزيداً من محاسبة الذات ومراقبة الله، ومزيداً من
الخشوع والذكر والشّكر والحمد لله الواحد الذي أنعم عليه بكلّ وجوده.
فلا معنى لتوحيد اللّسان بذكر الله، ونحن نماري ونكذب ونسعى بالنميمة والغيبة/ بحيث
يتحول ذكر الله مجرّد لقلقة لسان لا فائدة منها، ولا معنى لتوحيد الله بقلوبنا وهي
مسكونة بالغلّ والحقد والحسد والكبر والعجب، ولا معنى لتوحيد الله بعقولنا ونحن
نتبع الأفكار المنحرفة الفاسدة، ولا نستعمل عقولنا في سبيل اكتشاف الحقيقة وبلوغ
الحقّ، ولا معنى لتوحيد الله بمواقفنا وسلوكياتنا وهي لا تنسجم مع مرضاته.
إن التوحيد يصقل التقوى ويعزّزها، كما أن التقوى تبرز عمق التوحيد ومدى التزام
الفرد والمجتمع به كأصل عقيدي فاعل.
مجتمع المؤمنين هو مجتمع الموحِّدين الذين عاشوا التوحيد مزيداً من التقوى في
مشاعرهم ومواقفهم وحركتهم في الحياة، فجسّدوا التوحيد صورة نقيّة معطاءة، وجسّدوا
التقوى عملاً صالحاً وهادفاً ومسؤولاً.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
نزل القرآن الكريم في مجتمعٍ يغلب عليه الشرك، وتنتشر فيه عبادة الأصنام
والأوثان، فدعا إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده: {قُلْ هو الله أحد* الله
الصَّمد* لم يلدْ ولم يُولَد* ولم يكنْ له كفوًا أحد}. هذا التوحيد الذي يوحّد قوى
الإنسان الروحية والنفسية، ويحاول تركيزها وربطها بخالق الوجود، بما ينعكس راحة
وطمأنينة وحركة مستقيمة وثابتة نحو غاية شريفة، وهي الله تعالى ربّ الأرباب، بحيث
لا ينحكم فعل الإنسان ونشاطه لأيّة قوّة أرضية محدودة في قدرتها وماهيتها.
التوحيد يجمع قوى الإنسان ويعمل على اعتدالها بما يكرّس التقوى الفردية المطلوبة،
فيعيش الإنسان الصدق مع نفسه وربّه والناس من حوله، فلا حقد ولا حسد ولا غلّ، بل
قلب ملؤه الصّفاء والنقاء والطهارة، يحمل حّباً ورحمةً وعاطفةً صادقة للناس وللحياة.
التوحيد يدفع بالتالي الإنسان المتّقي على مستوى نفسه إلى ممارسة التقوى
الاجتماعيّة التي تحضّه على عدم العدوان على حقوق الغير، وعدم الظلم والبغي، وعدم
الغيبة وشهادة الزّور والسعي بالفتنة والكذب والغشّ والخداع وغير ذلك.
التقوى كملكة نفسانيّة راقية يصل إليها الإنسان، تستفيد في كل حيويّتها من التوحيد
العملي لله الذي يعيشه المرء مزيداً من محاسبة الذات ومراقبة الله، ومزيداً من
الخشوع والذكر والشّكر والحمد لله الواحد الذي أنعم عليه بكلّ وجوده.
فلا معنى لتوحيد اللّسان بذكر الله، ونحن نماري ونكذب ونسعى بالنميمة والغيبة/ بحيث
يتحول ذكر الله مجرّد لقلقة لسان لا فائدة منها، ولا معنى لتوحيد الله بقلوبنا وهي
مسكونة بالغلّ والحقد والحسد والكبر والعجب، ولا معنى لتوحيد الله بعقولنا ونحن
نتبع الأفكار المنحرفة الفاسدة، ولا نستعمل عقولنا في سبيل اكتشاف الحقيقة وبلوغ
الحقّ، ولا معنى لتوحيد الله بمواقفنا وسلوكياتنا وهي لا تنسجم مع مرضاته.
إن التوحيد يصقل التقوى ويعزّزها، كما أن التقوى تبرز عمق التوحيد ومدى التزام
الفرد والمجتمع به كأصل عقيدي فاعل.
مجتمع المؤمنين هو مجتمع الموحِّدين الذين عاشوا التوحيد مزيداً من التقوى في
مشاعرهم ومواقفهم وحركتهم في الحياة، فجسّدوا التوحيد صورة نقيّة معطاءة، وجسّدوا
التقوى عملاً صالحاً وهادفاً ومسؤولاً.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.