أئمّة الحقّ يتّصفون بأوصاف أفقر الرعيّة

أئمّة الحقّ يتّصفون بأوصاف أفقر الرعيّة

في كلام أهل البيت (عليهم السلام) دروس لنا جميعاً، يطاول كافة مجالات الحياة الاجتماعية والإنسانية وغيرها من المجالات، وتعطينا جملة من الفوائد التي لا بدّ من أن نلتفت إليها ونعمل على استثمارها في حياتنا العمليّة.

في كلام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، دعوة صارخة للناس حتى يتحمّلوا مسؤوليتهم عن أنفسهم وأهلهم وأولادهم، وأن يسعوا في مناكب الدنيا باحثين عن رزقهم ورزق عيالهم، وأن يجاهدوا ويعيشوا كما أمر الله، فيأخذوا بالطيّبات والحلال، ويؤدوا حقّ أهلهم وعيالهم، فيعملوا على قضاء حوائجهم بما تيسّر لهم من سبيل وقدرة، وألا يمنعوا عنهم ما أحلّ الله، وألا يقصّروا في حفظ حقوقهم وكراماتهم، وألا يبخلوا عليهم في حوائجهم تحت ذرائع مختلفة، ومنها التقليد الأعمى لنماذج زاهدة مرَّت في التاريخ، كأمثال سيدنا الإمام عليّ (عليه السلام) في طريقة عيشه ولباسه ومأكله، وهو القائل: "ألا إنّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بعفّة وسداد، وورع واجتهاد". فالتأسي بهؤلاء الأئمّة لا بدّ من أن ينطلق من وعي وفهم، فهم اتصفوا بصفات الزهد، وقدّموا دروساً رائعة فيه، لما يملكون من مقامٍ وتأثيرٍ في الناس، حتى يفهم هؤلاء عدم الانغماس في التعلّق بحطام الدنيا، وحتّى لا يتركوا مسؤوليّاتهم تجاه الناس وأنفسهم ومجتمعهم.

إنَّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يعلّموننا أن نتأسّى بهم بالروحيّة والذهنيّة والعقليّة، بمعنى أن نتعامل مع ملذَّات الدنيا وطيّباتها بالشّكل المتوازن، ونأخذ حاجاتنا منها بشكلٍ طبيعيّ، بعيداً من الانحراف عن هذا السّبيل، بما ينسينا واجباتنا تجاه مصيرنا وآخرتنا وديننا، فلم يرد لنا أهل البيت أن نكون متقاعسين هاربين من المسؤوليّات تحت حجج مختلفة ومختلقة، بل أن نقدم على الحياة ونعيشها بشكلٍ يريحنا ويريح من حولنا، كما أمر تعالى.

ويبقى أن نقتدي بسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، لما يمثّلونه من تأثير وحضور على مستوى وعي الفرد والجماعة، لجهة روحيتهم، ولجهة أنهم أئمة انطلقوا أيضاً من مسؤوليّاتهم كأئمة، حتى يتركوا الأثر الطيب بين الناس، ويوجّهوهم التوجيه الصحيح فيما يأخذون وما يتركون، وليعلّموا الناس أنه مهما كان أمر الإنسان من شأن، فلا بدّ من أن يتواضع، حتى لا يشعر من هو دونه بالحرمان والعيب والنقص.

جاء رجلٌ إلى عليّ(ع) وقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ أخي عاصم بن زياد لبس العباءة وتنسَّك وهجر أهله. فقال له عليّ(ع): عليَّ به. فجاءه وقد ائتزر بعباءة، وارتدى بأخرى، أشعث أغبر، فقال له: ويحك يا عاصم، أما تستحي من أهلك؟ أما ترحم ولدك؟ ألم تسمع قوله تعالى: {ويحلُّ لهم الطيّبات}، أترى أن الله أباحها لك ولأمثالك وهو يكره أن تنال منها؟ أما سمعت قول رسول الله(ص): "إنّ لنفسك عليك حقّاً ولولدك عليك حقّاً، ولربّك عليك حقّاً؟"، فقال له عاصم: فما بالك يا أمير المؤمنين في خشونة ملبسك وخشونة مطعمك، وأني أتزيّا بزيّك؟! فقال له: "ويحك، إنّ الله فرض على أئمّة الحقّ أن يتصفوا بأوصاف أفقر رعيّتهم، لئلا يزدري الفقير بفقره، وليحمد الله الغنيّ على غناه".

كم من رجال سياسة وغير سياسة، وكم من أناس تعميهم الدنيا بكلّ ما فيها، فلا يتواضعون، ولا يتحمّلون مسؤوليّاتهم، ويتعالون على الناس، ولا يعيشون روحية الإحساس بالآخر، ولا يتعاملون مع شؤون الحياة بما يرضي الله ويترك الأثر النافع في المجتمع الذي يحتاج منا إلى كثير من الفهم وحسن الإدارة والتعامل.

المؤمنون هم من يعيشون الزهد في نفوسهم خلقاً ومسؤوليّة ووعياً، وينطلقون في الحياة كما أمرهم تعالى، طالبين للرزق، ساعين في حلال الله، شاكرين لنعمه وفضله، متواضعين بين الناس، مؤدّين لحقّ الله وحقّ عباده وعياله.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في كلام أهل البيت (عليهم السلام) دروس لنا جميعاً، يطاول كافة مجالات الحياة الاجتماعية والإنسانية وغيرها من المجالات، وتعطينا جملة من الفوائد التي لا بدّ من أن نلتفت إليها ونعمل على استثمارها في حياتنا العمليّة.

في كلام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، دعوة صارخة للناس حتى يتحمّلوا مسؤوليتهم عن أنفسهم وأهلهم وأولادهم، وأن يسعوا في مناكب الدنيا باحثين عن رزقهم ورزق عيالهم، وأن يجاهدوا ويعيشوا كما أمر الله، فيأخذوا بالطيّبات والحلال، ويؤدوا حقّ أهلهم وعيالهم، فيعملوا على قضاء حوائجهم بما تيسّر لهم من سبيل وقدرة، وألا يمنعوا عنهم ما أحلّ الله، وألا يقصّروا في حفظ حقوقهم وكراماتهم، وألا يبخلوا عليهم في حوائجهم تحت ذرائع مختلفة، ومنها التقليد الأعمى لنماذج زاهدة مرَّت في التاريخ، كأمثال سيدنا الإمام عليّ (عليه السلام) في طريقة عيشه ولباسه ومأكله، وهو القائل: "ألا إنّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بعفّة وسداد، وورع واجتهاد". فالتأسي بهؤلاء الأئمّة لا بدّ من أن ينطلق من وعي وفهم، فهم اتصفوا بصفات الزهد، وقدّموا دروساً رائعة فيه، لما يملكون من مقامٍ وتأثيرٍ في الناس، حتى يفهم هؤلاء عدم الانغماس في التعلّق بحطام الدنيا، وحتّى لا يتركوا مسؤوليّاتهم تجاه الناس وأنفسهم ومجتمعهم.

إنَّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يعلّموننا أن نتأسّى بهم بالروحيّة والذهنيّة والعقليّة، بمعنى أن نتعامل مع ملذَّات الدنيا وطيّباتها بالشّكل المتوازن، ونأخذ حاجاتنا منها بشكلٍ طبيعيّ، بعيداً من الانحراف عن هذا السّبيل، بما ينسينا واجباتنا تجاه مصيرنا وآخرتنا وديننا، فلم يرد لنا أهل البيت أن نكون متقاعسين هاربين من المسؤوليّات تحت حجج مختلفة ومختلقة، بل أن نقدم على الحياة ونعيشها بشكلٍ يريحنا ويريح من حولنا، كما أمر تعالى.

ويبقى أن نقتدي بسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، لما يمثّلونه من تأثير وحضور على مستوى وعي الفرد والجماعة، لجهة روحيتهم، ولجهة أنهم أئمة انطلقوا أيضاً من مسؤوليّاتهم كأئمة، حتى يتركوا الأثر الطيب بين الناس، ويوجّهوهم التوجيه الصحيح فيما يأخذون وما يتركون، وليعلّموا الناس أنه مهما كان أمر الإنسان من شأن، فلا بدّ من أن يتواضع، حتى لا يشعر من هو دونه بالحرمان والعيب والنقص.

جاء رجلٌ إلى عليّ(ع) وقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ أخي عاصم بن زياد لبس العباءة وتنسَّك وهجر أهله. فقال له عليّ(ع): عليَّ به. فجاءه وقد ائتزر بعباءة، وارتدى بأخرى، أشعث أغبر، فقال له: ويحك يا عاصم، أما تستحي من أهلك؟ أما ترحم ولدك؟ ألم تسمع قوله تعالى: {ويحلُّ لهم الطيّبات}، أترى أن الله أباحها لك ولأمثالك وهو يكره أن تنال منها؟ أما سمعت قول رسول الله(ص): "إنّ لنفسك عليك حقّاً ولولدك عليك حقّاً، ولربّك عليك حقّاً؟"، فقال له عاصم: فما بالك يا أمير المؤمنين في خشونة ملبسك وخشونة مطعمك، وأني أتزيّا بزيّك؟! فقال له: "ويحك، إنّ الله فرض على أئمّة الحقّ أن يتصفوا بأوصاف أفقر رعيّتهم، لئلا يزدري الفقير بفقره، وليحمد الله الغنيّ على غناه".

كم من رجال سياسة وغير سياسة، وكم من أناس تعميهم الدنيا بكلّ ما فيها، فلا يتواضعون، ولا يتحمّلون مسؤوليّاتهم، ويتعالون على الناس، ولا يعيشون روحية الإحساس بالآخر، ولا يتعاملون مع شؤون الحياة بما يرضي الله ويترك الأثر النافع في المجتمع الذي يحتاج منا إلى كثير من الفهم وحسن الإدارة والتعامل.

المؤمنون هم من يعيشون الزهد في نفوسهم خلقاً ومسؤوليّة ووعياً، وينطلقون في الحياة كما أمرهم تعالى، طالبين للرزق، ساعين في حلال الله، شاكرين لنعمه وفضله، متواضعين بين الناس، مؤدّين لحقّ الله وحقّ عباده وعياله.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية