إنَّ الإسلام في كل تعاليمه أراد للإنسان ـ رجلاً أو امرأة ـ أن يصوغ شخصيّته بالطريقة التي يكون فيها الإنسان العادل، بحيث يتمثّل العدل في كلّ أوضاعه وأقواله وأفعاله، لأن الحياة كلّها تتقوّم وتتوازن في كلّ المجتمعات الإنسانية إذا أخذ الناس بأسباب العدل، وقد أكّد الله تعالى في سورة "الحديد"، أنّ كل الرسل والرسالات جاءت من أجل إقامة العدل بين الناس، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}، والقسط هو العدل، وبه تتوازن المجتمعات الإنسانيّة، سواء في حربها وسلمها وأوضاعها الاجتماعيّة والاقتصادية وغيرها
ومن مظاهر العدل، أن يعيش الإنسان العدل في نفسه، وهو ما عبّرت عنه الأحاديث الشريفة بكلمة الإنصاف، أن تنصف النّاس من نفسك، يعني أن تدرس كلّ علاقاتك مع الناس، في مشاعر الناس وأحاسيسهم، في حقوقهم الإنسانيّة والتعاقديّة، في ما يتعاقد به الناس مع بعضهم البعض، لتحكم على نفسك في ما يستحقه الناس عليك، بحيث لا تحتاج أن يقدّم أحد دعوى عليك لكي يأخذ حقه منك، أو يأتي إليك الوسطاء لتعطيهم حقهم، ولا سيما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يملكون القوة والقدرة على أن ينتصفوا منك، كما في الحياة العائلية، فبحسب الواقع الاجتماعيّ، الرجل أقوى من المرأة في البيت ـ بشكل عام ـ وكذلك في علاقة الأب بأبنائه، حيث هو الأقوى، وهكذا بالنّسبة إلى القوي والضعيف في كلّ موارد القوة والضعف، وعادةً الإنسان الذي يملك قوة وسلطة، لا يُلاحظ المشاعر الإنسانية للإنسان الآخر، مثلاً الرجل بشكل عام، يلاحظ نفسه في الحياة الزوجية أو الأبوية، فيبحث عمّا يشبع جوعه ورغبته ويريح جسمه وما يستجيب لعنفوانه وكبريائه، أما أن يرتاح الإنسان الآخر ـ زوجة أو أولاداً ـ فهذه ليست مشكلته، إلا من عصم الله تعالى، المهم أن يرتاح ولو على حساب زوجته وأولاده.
وتصل القضية إلى الغني والفقير، الحاكم والمحكوم، وما إلى ذلك، لهذا ركّزت التعليمات الإسلامية على أن ينصف الإنسان الناس من نفسه، وهذا أولاً يحتاج إلى أن تتحقق مسألتان في نفس الإنسان؛ الأولى أن يعيش إنسانيّته ويعترف بإنسانيّة الآخر، وهذا ما لاحظه الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ويكره له ما يكره لها"، بحيث يعيش مع الإنسان الآخر وأحاسيسه تماماً كما لو كان هو الآخر، وقد ربطها النبيّ (ص) بالإيمان.. والمسألة الثانية هي أن يفكّر الإنسان بحسابات الله تعالى يوم القيامة، بحيث يعيش المسؤوليّة في الوقوف بين يدي الله.
ونقرأ بعض أحاديث الأئمة من أهل البيت (ع)، وقد قلنا إن كل ما جاء عنهم (ع) هو حديث رسول الله (ص)، فالأئمّة (ع) ليس عندهم شيء خاص بهم، وإنما عاشوا كل رسول الله (ص) وكل القرآن، وتحدثوا بما جاء في كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله (ص).
ورد عن الإمام زين العابدين (ع) أن رسول الله (ص) كان يقول في آخر خطبته: "طوبى ـ طوبى بمعنى هنيئاً، ويُقال إنها منطقة في الجنّة ـ لمن طاب خلقه، وطهرت سجيّته ـ طهرت نفسيته ـ وصلحت سريرته ـ كانت سريرته في كل ما ينويه السريرة الصالحة التي لا تحمل للناس إلا كلّ الخير ـ وحسنت علانيته ـ في مظهره وفي ما يبرزه في شخصيّته الاجتماعيّة ـ وأنفق الفضل من ماله ـ فيما يفضل عن حاجاته ومؤونته ـ وأمسك الفضل من قوله ـ لا يتكلّم إلا بالكلام اللازم، أمّا الزائد الذي يمثل اللّغو، فإنه يمسك لسانه عنه ـ وأنصف الناس من نفسه"، بحيث يحاسب نفسه ويحدّثها بما للنّاس من حقّ، ولا يحوج الناس إلى أن يطلبوا حقوقهم منه.
وعن الإمام الصادق (ع) يقول: "من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة: أنفق ولا تخف فقراً ـ أعطِ من يحتاج إلى عطائك ولا تفكّر في الفقر، وهذه الكلمة مستوحاة من الآية الكريمة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْل} ـ وأفشِ السّلام في العالم ـ والسّلام له معنيان؛ الأوّل أن تسلّم على من تلتقي به، والثّانية بأن لا يأتي للناس منك إلا ما فيه السّلام ـ وترك المراء وإن كنت محقّاً ـ اترك الجدال، لأنّ الجدال يورث الخصومة ـ وأنصف الناس من نفسك". وعنه (ع): "سيّد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلا رضيت لهم مثله، ومواساتك الأخ في المال، وذكر الله على كلّ حال"، وذكر الله لا أن تمسك المسبحة لكي تسبّح الله فحسب، بل فسَّر الإمام الصادق (ع) "ذكر الله" بأنّه إذا "ورد عليك شيء أمر الله عزّ وجلّ به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء نهى الله عنه تركته".
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (ع): "من ينصف النّاس من نفسه لم يزده الله إلا عزاً"، وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع): "ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده ـ أن لا يجور عندما يغضب وينفعل على الإنسان الذي يغضب عليه ممن هو أضعف منه، بل استحضر خوفك من الله، واستحضر عقلك وإنسانيتك، فلا يدفعك غضبك إلى الظّلم ـ ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ـ إذا أراد أن يصلح أو يحكم بين اثنين أن يحكم بالحقّ ـ ورجل قال الحق فيما له وما عليه".
والمسألة هي مسألة أن نربي أنفسنا على العدل، والعدل هو أن نعطي كلّ ذي حقّ حقه، وأن لا تدفعنا قدرتنا المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العضلية أو ما أشبه ذلك لأن نظلم الناس حقوقهم، سواء كان هؤلاء النّاس ضعفاء أو أقوياء، لأنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يكون العادل، بحيث إذا وقفنا بين يديه، فلا يأتي أحد لكي يقول: يا عدل يا حكيم، احكم بيني وبين فلان فلقد ظلمني حقّي، فإذا كان الإنسان العادل، فإنّه سيلقى الله تعالى وهو عنه راضٍ، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
ومشكلتنا أننا نستغرق في الدنيا، ونعتبر أن ما يحيط بنا من شؤون الدنيا ومظاهر القوّة فيها هو نهاية المطاف، فننسى الله تعالى والآخرة. لذلك، فلنذكر دائماً موقفنا من الله، ولنذكر الله في كلّ شيء، حتى يمنعنا ذكرنا لله عن ظلم عباد الله، وذلك هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}...
*خطب الجمعة، من أرشيف العام 2001.
إنَّ الإسلام في كل تعاليمه أراد للإنسان ـ رجلاً أو امرأة ـ أن يصوغ شخصيّته بالطريقة التي يكون فيها الإنسان العادل، بحيث يتمثّل العدل في كلّ أوضاعه وأقواله وأفعاله، لأن الحياة كلّها تتقوّم وتتوازن في كلّ المجتمعات الإنسانية إذا أخذ الناس بأسباب العدل، وقد أكّد الله تعالى في سورة "الحديد"، أنّ كل الرسل والرسالات جاءت من أجل إقامة العدل بين الناس، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}، والقسط هو العدل، وبه تتوازن المجتمعات الإنسانيّة، سواء في حربها وسلمها وأوضاعها الاجتماعيّة والاقتصادية وغيرها
ومن مظاهر العدل، أن يعيش الإنسان العدل في نفسه، وهو ما عبّرت عنه الأحاديث الشريفة بكلمة الإنصاف، أن تنصف النّاس من نفسك، يعني أن تدرس كلّ علاقاتك مع الناس، في مشاعر الناس وأحاسيسهم، في حقوقهم الإنسانيّة والتعاقديّة، في ما يتعاقد به الناس مع بعضهم البعض، لتحكم على نفسك في ما يستحقه الناس عليك، بحيث لا تحتاج أن يقدّم أحد دعوى عليك لكي يأخذ حقه منك، أو يأتي إليك الوسطاء لتعطيهم حقهم، ولا سيما بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يملكون القوة والقدرة على أن ينتصفوا منك، كما في الحياة العائلية، فبحسب الواقع الاجتماعيّ، الرجل أقوى من المرأة في البيت ـ بشكل عام ـ وكذلك في علاقة الأب بأبنائه، حيث هو الأقوى، وهكذا بالنّسبة إلى القوي والضعيف في كلّ موارد القوة والضعف، وعادةً الإنسان الذي يملك قوة وسلطة، لا يُلاحظ المشاعر الإنسانية للإنسان الآخر، مثلاً الرجل بشكل عام، يلاحظ نفسه في الحياة الزوجية أو الأبوية، فيبحث عمّا يشبع جوعه ورغبته ويريح جسمه وما يستجيب لعنفوانه وكبريائه، أما أن يرتاح الإنسان الآخر ـ زوجة أو أولاداً ـ فهذه ليست مشكلته، إلا من عصم الله تعالى، المهم أن يرتاح ولو على حساب زوجته وأولاده.
وتصل القضية إلى الغني والفقير، الحاكم والمحكوم، وما إلى ذلك، لهذا ركّزت التعليمات الإسلامية على أن ينصف الإنسان الناس من نفسه، وهذا أولاً يحتاج إلى أن تتحقق مسألتان في نفس الإنسان؛ الأولى أن يعيش إنسانيّته ويعترف بإنسانيّة الآخر، وهذا ما لاحظه الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ويكره له ما يكره لها"، بحيث يعيش مع الإنسان الآخر وأحاسيسه تماماً كما لو كان هو الآخر، وقد ربطها النبيّ (ص) بالإيمان.. والمسألة الثانية هي أن يفكّر الإنسان بحسابات الله تعالى يوم القيامة، بحيث يعيش المسؤوليّة في الوقوف بين يدي الله.
ونقرأ بعض أحاديث الأئمة من أهل البيت (ع)، وقد قلنا إن كل ما جاء عنهم (ع) هو حديث رسول الله (ص)، فالأئمّة (ع) ليس عندهم شيء خاص بهم، وإنما عاشوا كل رسول الله (ص) وكل القرآن، وتحدثوا بما جاء في كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله (ص).
ورد عن الإمام زين العابدين (ع) أن رسول الله (ص) كان يقول في آخر خطبته: "طوبى ـ طوبى بمعنى هنيئاً، ويُقال إنها منطقة في الجنّة ـ لمن طاب خلقه، وطهرت سجيّته ـ طهرت نفسيته ـ وصلحت سريرته ـ كانت سريرته في كل ما ينويه السريرة الصالحة التي لا تحمل للناس إلا كلّ الخير ـ وحسنت علانيته ـ في مظهره وفي ما يبرزه في شخصيّته الاجتماعيّة ـ وأنفق الفضل من ماله ـ فيما يفضل عن حاجاته ومؤونته ـ وأمسك الفضل من قوله ـ لا يتكلّم إلا بالكلام اللازم، أمّا الزائد الذي يمثل اللّغو، فإنه يمسك لسانه عنه ـ وأنصف الناس من نفسه"، بحيث يحاسب نفسه ويحدّثها بما للنّاس من حقّ، ولا يحوج الناس إلى أن يطلبوا حقوقهم منه.
وعن الإمام الصادق (ع) يقول: "من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة: أنفق ولا تخف فقراً ـ أعطِ من يحتاج إلى عطائك ولا تفكّر في الفقر، وهذه الكلمة مستوحاة من الآية الكريمة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْل} ـ وأفشِ السّلام في العالم ـ والسّلام له معنيان؛ الأوّل أن تسلّم على من تلتقي به، والثّانية بأن لا يأتي للناس منك إلا ما فيه السّلام ـ وترك المراء وإن كنت محقّاً ـ اترك الجدال، لأنّ الجدال يورث الخصومة ـ وأنصف الناس من نفسك". وعنه (ع): "سيّد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلا رضيت لهم مثله، ومواساتك الأخ في المال، وذكر الله على كلّ حال"، وذكر الله لا أن تمسك المسبحة لكي تسبّح الله فحسب، بل فسَّر الإمام الصادق (ع) "ذكر الله" بأنّه إذا "ورد عليك شيء أمر الله عزّ وجلّ به أخذت به، وإذا ورد عليك شيء نهى الله عنه تركته".
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (ع): "من ينصف النّاس من نفسه لم يزده الله إلا عزاً"، وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع): "ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده ـ أن لا يجور عندما يغضب وينفعل على الإنسان الذي يغضب عليه ممن هو أضعف منه، بل استحضر خوفك من الله، واستحضر عقلك وإنسانيتك، فلا يدفعك غضبك إلى الظّلم ـ ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ـ إذا أراد أن يصلح أو يحكم بين اثنين أن يحكم بالحقّ ـ ورجل قال الحق فيما له وما عليه".
والمسألة هي مسألة أن نربي أنفسنا على العدل، والعدل هو أن نعطي كلّ ذي حقّ حقه، وأن لا تدفعنا قدرتنا المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العضلية أو ما أشبه ذلك لأن نظلم الناس حقوقهم، سواء كان هؤلاء النّاس ضعفاء أو أقوياء، لأنّ الله تعالى يريد للإنسان أن يكون العادل، بحيث إذا وقفنا بين يديه، فلا يأتي أحد لكي يقول: يا عدل يا حكيم، احكم بيني وبين فلان فلقد ظلمني حقّي، فإذا كان الإنسان العادل، فإنّه سيلقى الله تعالى وهو عنه راضٍ، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
ومشكلتنا أننا نستغرق في الدنيا، ونعتبر أن ما يحيط بنا من شؤون الدنيا ومظاهر القوّة فيها هو نهاية المطاف، فننسى الله تعالى والآخرة. لذلك، فلنذكر دائماً موقفنا من الله، ولنذكر الله في كلّ شيء، حتى يمنعنا ذكرنا لله عن ظلم عباد الله، وذلك هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}...
*خطب الجمعة، من أرشيف العام 2001.