التّردّد في اتخاذ القرارات فيما يتعلّق بالجانب الشّخصيّ، أو فيما يتّصل بالحياة العامَّة، وما فيها من أحداث ومواقف، يظهر ضعفاً وقلّة خبرة وعدم ثقة، وهو ما يترك تأثيراته السلبيَّة في الشخصيَّة وسلوكيّاتها، وحاضر وجودها ومستقبلها، وما يمكن أن تقوم به لإحداث التحوُّل المطلوب في مسارها.
ربما لا تتطلَّب بعض القرارات أن يطيل الإنسان النّظر فيها، بقدر ما تستدعي جرأةً وإقداماً وسرعةً في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وهنا، تبرز قوّة الشخصيّة، بمعنى وعيها وحكمتها في اقتناص الفرصة المناسبة في الزّمن المناسب، وفي ضبط حركة أوضاعها وإحداث التَّوازن المطلوب في كلّ ذلك.
على سبيل المثال، قد يضطرّ البعض إلى العمل في الخارج، ويحصلون ربما على فرصة مضمونة وعمليّة، قد تحدث أثراً إيجابيّاً في حياتهم، ولكنَّهم لا يقدرون على اتخاذ القرار، ويعيشون حالةً من القلق والتوتّر، ولا يحسمون قرارهم، فيظلّون تائهين ضائعين بين الإقدام وعدمه، حتى يضيِّعوا مع ذلك الكثير من القرارات والفرص.
والبعض يفكّر في تداعيات أيّ خطوة، ويستغرق في جانب حسابات أيّ قرار شخصيّ أو عمليّ، وتبعات ذلك عليه، ويبقى يعيش في هذه الدوّامة التي لا تنتهي، حتى تأخذ حيّزاً كبيراً من وقته وعمره، دون أن يلتفت إلى أهمّية الزمن في حياته، ومروره السّريع دون الإفادة من قرارات كان عليه اتخاذها في وقتٍ من الأوقات.
وهناك من يعتبر أنَّ القرار المناسب يأتي بعد قناعة تامّة به، وعندما يفرضه العقل والوجدان، فكثير ممن يتّخذون مثلاً قراراً بالسّفر من أجل الدّراسة في الخارج، يدرسون خياراتهم جيّداً قبل اتخاذ أيّ قرار مصيريّ كهذا.
فالمسألة ليست بتلك البساطة، فليس معنى أن تتّخذ قراراً بالإقدام على أمر، أن تتسرّع فيه دون أيّ فحص ودراسة لكلّ الظّروف والجوانب المحيطة به، فالتسرُّع في القرار لا يعبِّر عن جرأة وثقة، بل عن قلّة وعي وخبرة في الحياة، كما أنَّ مشاورة الأقارب، أو الأصدقاء، أو من لهم خبرة وتجارب في الحياة، يسهِّل على كثيرين اتخاذ قراراتهم، ويخرجهم ربّما من قلقهم وحيرتهم وضياعهم.
باحثون اجتماعيّون يعتبرون أنَّ قضايا مثل الدّراسة، أو الزّواج، أو السّفر، أو قبول وظيفةٍ ما، كلّها تجارب حقيقيَّة تبيّن قدرة الفرد على اتخاذ القرار، فوعي الإنسان وخبرته في الحياة، يساعدان كثيراً على اتخاذ القرارات المناسبة في حينها. أما الاختصاصيّون النفسيّون، فيرون أنَّ التردّد في القرار يعبّر عن صراعٍ نفسي، وأنّ ذلك أمر طبيعيّ، لكنّه يختلف من شخص إلى آخر، لجهة التحكّم به وإدارته، فإذا ما استمرّ طويلاً، يصبح مسيطراً على الشَّخص ومتحكّماً به.
ويرى هؤلاء أنَّ على الشَّخص تعزيز ثقته بنفسه وبقدراته، وبالتالي اختيار ما يناسبه، إضافةً إلى تغيير طريقة التّفكير في الأمور بشكل إيجابيّ.
من هنا، نوصي بضرورة وعي حدود طاقاتنا وإمكاناتنا، وواقع حالنا وظروفنا، ودراسة أيّ خطوة من خطواتنا بمسؤوليّة ووعي، مع عدم التسرُّع، بل التنبُّه إلى كلّ الجوانب والتّداعيات لأيّ قرار، بما يتناسب مع أحوالنا وحاضرنا ومستقبلنا، وألا يؤدّي استغراق البعض في التردّد إلى أن يفقد حريّته وإرادته وثقته بنفسه، ويتحوَّل إلى عبدٍ يستسلم لتردّده وأوهامه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
التّردّد في اتخاذ القرارات فيما يتعلّق بالجانب الشّخصيّ، أو فيما يتّصل بالحياة العامَّة، وما فيها من أحداث ومواقف، يظهر ضعفاً وقلّة خبرة وعدم ثقة، وهو ما يترك تأثيراته السلبيَّة في الشخصيَّة وسلوكيّاتها، وحاضر وجودها ومستقبلها، وما يمكن أن تقوم به لإحداث التحوُّل المطلوب في مسارها.
ربما لا تتطلَّب بعض القرارات أن يطيل الإنسان النّظر فيها، بقدر ما تستدعي جرأةً وإقداماً وسرعةً في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وهنا، تبرز قوّة الشخصيّة، بمعنى وعيها وحكمتها في اقتناص الفرصة المناسبة في الزّمن المناسب، وفي ضبط حركة أوضاعها وإحداث التَّوازن المطلوب في كلّ ذلك.
على سبيل المثال، قد يضطرّ البعض إلى العمل في الخارج، ويحصلون ربما على فرصة مضمونة وعمليّة، قد تحدث أثراً إيجابيّاً في حياتهم، ولكنَّهم لا يقدرون على اتخاذ القرار، ويعيشون حالةً من القلق والتوتّر، ولا يحسمون قرارهم، فيظلّون تائهين ضائعين بين الإقدام وعدمه، حتى يضيِّعوا مع ذلك الكثير من القرارات والفرص.
والبعض يفكّر في تداعيات أيّ خطوة، ويستغرق في جانب حسابات أيّ قرار شخصيّ أو عمليّ، وتبعات ذلك عليه، ويبقى يعيش في هذه الدوّامة التي لا تنتهي، حتى تأخذ حيّزاً كبيراً من وقته وعمره، دون أن يلتفت إلى أهمّية الزمن في حياته، ومروره السّريع دون الإفادة من قرارات كان عليه اتخاذها في وقتٍ من الأوقات.
وهناك من يعتبر أنَّ القرار المناسب يأتي بعد قناعة تامّة به، وعندما يفرضه العقل والوجدان، فكثير ممن يتّخذون مثلاً قراراً بالسّفر من أجل الدّراسة في الخارج، يدرسون خياراتهم جيّداً قبل اتخاذ أيّ قرار مصيريّ كهذا.
فالمسألة ليست بتلك البساطة، فليس معنى أن تتّخذ قراراً بالإقدام على أمر، أن تتسرّع فيه دون أيّ فحص ودراسة لكلّ الظّروف والجوانب المحيطة به، فالتسرُّع في القرار لا يعبِّر عن جرأة وثقة، بل عن قلّة وعي وخبرة في الحياة، كما أنَّ مشاورة الأقارب، أو الأصدقاء، أو من لهم خبرة وتجارب في الحياة، يسهِّل على كثيرين اتخاذ قراراتهم، ويخرجهم ربّما من قلقهم وحيرتهم وضياعهم.
باحثون اجتماعيّون يعتبرون أنَّ قضايا مثل الدّراسة، أو الزّواج، أو السّفر، أو قبول وظيفةٍ ما، كلّها تجارب حقيقيَّة تبيّن قدرة الفرد على اتخاذ القرار، فوعي الإنسان وخبرته في الحياة، يساعدان كثيراً على اتخاذ القرارات المناسبة في حينها. أما الاختصاصيّون النفسيّون، فيرون أنَّ التردّد في القرار يعبّر عن صراعٍ نفسي، وأنّ ذلك أمر طبيعيّ، لكنّه يختلف من شخص إلى آخر، لجهة التحكّم به وإدارته، فإذا ما استمرّ طويلاً، يصبح مسيطراً على الشَّخص ومتحكّماً به.
ويرى هؤلاء أنَّ على الشَّخص تعزيز ثقته بنفسه وبقدراته، وبالتالي اختيار ما يناسبه، إضافةً إلى تغيير طريقة التّفكير في الأمور بشكل إيجابيّ.
من هنا، نوصي بضرورة وعي حدود طاقاتنا وإمكاناتنا، وواقع حالنا وظروفنا، ودراسة أيّ خطوة من خطواتنا بمسؤوليّة ووعي، مع عدم التسرُّع، بل التنبُّه إلى كلّ الجوانب والتّداعيات لأيّ قرار، بما يتناسب مع أحوالنا وحاضرنا ومستقبلنا، وألا يؤدّي استغراق البعض في التردّد إلى أن يفقد حريّته وإرادته وثقته بنفسه، ويتحوَّل إلى عبدٍ يستسلم لتردّده وأوهامه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.