بدأ البعض في المجتمعات الغربيَّة بالتَّساؤل عن مصدر العنصريّة وسلوكيّات الكراهية المزروعة في نفوس الطلاب في المدارس تجاه أبناء المهاجرين!
يعتبر البعض أنَّ تصريحات بعض رجالات السّياسة، كما تركيز بعض وسائل الإعلام على قضايا العنصريَّة والتَّمييز، يسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في إثارة انفعالات الصّغار، وإبراز سلوكيّات عدوانيّة لديهم تجاه طلابٍ يعتبرونهم أقلّ منهم مستوًى اجتماعيّاً وثقافيّاً، في حين يرى آخرون أنَّ الكبار، وتحديداً الأهل والبيئة المحيطة والقريبة من الطلاب، هم من يزرعون مشاعر الحقد والكراهية في نفوسهم الطريّة، وهم المسؤولون بالتّالي عن أيّ سلوك عدوانيّ لهؤلاء، فالكبار لا يزالون يتعاملون بفوقيّة وتمييزٍ مع المهاجرين، ويربّون أولادهم على ذلك، بينما السَّاحة اليوم في غنى عن مثل هذه التّصرّفات. ففي المقاطعة الكنديّة الكيبك، تشهد المدارس فيها موجةً من التّمييز العنصريّ تطاول أبناء المهاجرين من غير الكيبيكيين، وبخاصّة أصحاب البشرة السّوداء.
يحمِّل أحد مديري إحدى المنظّمات الشّبابيّة المسؤوليّة عن ذلك، للكبار الّذين يسرّبون مثل هذه الأفكار العامّة لأولادهم، ويعملون على تنمية روح الكراهية والعداء للمهاجرين، وتكريس العنصريّة، وإخراجها من الخفاء إلى العلن، وإلى الفضاء الاجتماعيّ عموماً، كالطّريق والأسواق وأماكن العمل، وحتى مقاعد الدّراسة، فالرّوح الاجتماعيّة الّتي تربط بين أبناء المجتمع الكيبيكي، وتحديداً مع المهاجرين وأولادهم، مفقودة، وبالتالي، لا يشعر المهاجرون بالرّاحة، ويتحسّسون هذه العنصريّة في نظرات الغير ومعاملاتهم لهم.
إنَّ المدرسة هي الوجه الحضاريّ والإنسانيّ الفاعل الَّذي من المفترض أن يلغي كلّ الحواجز المصطنعة بين بني البشر، على اختلاف أعراقهم ودياناتهم، فالعلم يرفع وعي الإنسان، ويحارب كلّ شكلٍ من أشكال التَّمييز، ويؤكّد حقوق الناس وعيشهم بحرية وكرامة.
والمنظَّمات الشّبابيَّة والطّلابيَّة في الكيبيك، تحسَّست خطر العنصريّة في مجتمعٍ يحاول القول للعالم إنَّه يكفل خصوصيّات الجميع، فتنادت لعقد ملتقى في مونتريال تحت شعار: "لنكن أكثر تقبّلاً للوافدين الجدد"، حضره مئات الطلاب من مختلف التوجّهات. وهدفت فعاليّات الملتقى إلى تأكيد لغة التّسامح وقبول الآخر، ومناهضة التّمييز، وبوجه خاصّ داخل المدارس الكيبيكيّة.
ويرى متابعون أنّ المعنيّين بالشّأن العام، عليهم اليوم مسؤوليّات كبيرة وحسّاسة، لجهة تحريك الرّأي العام، وتوجيهه الوجهة السّليمة الّتي تقوم على حبِّ الآخر، واحترام خصوصيَّته، وتأكيد حقوقه، فالمهاجر إنسان له كامل الحقوق، وعليه الواجبات نفسها، كما المواطن الأصلي، ولكن الظروف هي الّتي أجبرته على الهجرة للبحث عن ملاذٍ آمن له ولعياله، على أمل أن يحصل على طمأنينة واستقرار، لا أن تلاحقه أعين الرّامقين له بتمييز واستعلاء. وهنا، لا مناص من خطّة اجتماعيّة تربويّة وإعلاميّة تساهم فيها السّلطات والهيئات المدنيّة والاجتماعيّة، للتّصدّي لظاهرة التّمييز والعنصريّة الّتي بدأت تستفحل في بعض المجتمعات، وتهدِّد سلامتها واستقرارها وأمنها.
ويتساءل البعض: لماذا لا يتمّ الإفادة من المهاجرين، كطاقات متنوّعة تغني المجتمعات الَّتي يقيمون فيها، تحقيقاً لعنوان التّعارف والتّعاون، في سبيل تغليب المصلحة العامّة، والخروج من منطق العنصريّة والمزايدات والحسابات الّتي لا تجلب سوى الفوضى؟!
لا بدَّ اليوم، وبحسب باحثين اجتماعيّين، وبشكل مُلحّ، من تقوية روح الانتماء إلى مجتمع إنسانيّ تذوب فيه كلّ الفوارق العرقيّة والثقافيّة والطبقيّة، بغية الحفاظ على روح المجتمع الإنساني في وحدته وغاياته، وتجذير الإنسانيّة في المشاعر والنفوس والسلوكيات، لنصل إلى مجتمعٍ تدبُّ فيه الحياة، في مواجهة كلّ أصوات العنصريّة والكراهية.
والمدارس اليوم، كما الجامعات، بما تحوي من أجيال الحاضر والمستقبل، هي المختبر الفعليّ لتنمية الرّوح الاجتماعيّة والإنسانيّة الواحدة والواعدة بمستقبل لا تمييز فيه، لا أن تكون هذه المدارس مساحات لتفريغ مشاعر الكراهية، وواجهة لكلّ سلوكيات تؤذي الإنسان والحياة، فالشعور الإنساني الهادف والنّبيل، يبدأ من التربية الأولى في البيت، ومن ثمّ في البيت الكبير؛ المدرسة، إلى أن يلفّ هذا الشعور المجتمع بأسره.
بدأ البعض في المجتمعات الغربيَّة بالتَّساؤل عن مصدر العنصريّة وسلوكيّات الكراهية المزروعة في نفوس الطلاب في المدارس تجاه أبناء المهاجرين!
يعتبر البعض أنَّ تصريحات بعض رجالات السّياسة، كما تركيز بعض وسائل الإعلام على قضايا العنصريَّة والتَّمييز، يسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في إثارة انفعالات الصّغار، وإبراز سلوكيّات عدوانيّة لديهم تجاه طلابٍ يعتبرونهم أقلّ منهم مستوًى اجتماعيّاً وثقافيّاً، في حين يرى آخرون أنَّ الكبار، وتحديداً الأهل والبيئة المحيطة والقريبة من الطلاب، هم من يزرعون مشاعر الحقد والكراهية في نفوسهم الطريّة، وهم المسؤولون بالتّالي عن أيّ سلوك عدوانيّ لهؤلاء، فالكبار لا يزالون يتعاملون بفوقيّة وتمييزٍ مع المهاجرين، ويربّون أولادهم على ذلك، بينما السَّاحة اليوم في غنى عن مثل هذه التّصرّفات. ففي المقاطعة الكنديّة الكيبك، تشهد المدارس فيها موجةً من التّمييز العنصريّ تطاول أبناء المهاجرين من غير الكيبيكيين، وبخاصّة أصحاب البشرة السّوداء.
يحمِّل أحد مديري إحدى المنظّمات الشّبابيّة المسؤوليّة عن ذلك، للكبار الّذين يسرّبون مثل هذه الأفكار العامّة لأولادهم، ويعملون على تنمية روح الكراهية والعداء للمهاجرين، وتكريس العنصريّة، وإخراجها من الخفاء إلى العلن، وإلى الفضاء الاجتماعيّ عموماً، كالطّريق والأسواق وأماكن العمل، وحتى مقاعد الدّراسة، فالرّوح الاجتماعيّة الّتي تربط بين أبناء المجتمع الكيبيكي، وتحديداً مع المهاجرين وأولادهم، مفقودة، وبالتالي، لا يشعر المهاجرون بالرّاحة، ويتحسّسون هذه العنصريّة في نظرات الغير ومعاملاتهم لهم.
إنَّ المدرسة هي الوجه الحضاريّ والإنسانيّ الفاعل الَّذي من المفترض أن يلغي كلّ الحواجز المصطنعة بين بني البشر، على اختلاف أعراقهم ودياناتهم، فالعلم يرفع وعي الإنسان، ويحارب كلّ شكلٍ من أشكال التَّمييز، ويؤكّد حقوق الناس وعيشهم بحرية وكرامة.
والمنظَّمات الشّبابيَّة والطّلابيَّة في الكيبيك، تحسَّست خطر العنصريّة في مجتمعٍ يحاول القول للعالم إنَّه يكفل خصوصيّات الجميع، فتنادت لعقد ملتقى في مونتريال تحت شعار: "لنكن أكثر تقبّلاً للوافدين الجدد"، حضره مئات الطلاب من مختلف التوجّهات. وهدفت فعاليّات الملتقى إلى تأكيد لغة التّسامح وقبول الآخر، ومناهضة التّمييز، وبوجه خاصّ داخل المدارس الكيبيكيّة.
ويرى متابعون أنّ المعنيّين بالشّأن العام، عليهم اليوم مسؤوليّات كبيرة وحسّاسة، لجهة تحريك الرّأي العام، وتوجيهه الوجهة السّليمة الّتي تقوم على حبِّ الآخر، واحترام خصوصيَّته، وتأكيد حقوقه، فالمهاجر إنسان له كامل الحقوق، وعليه الواجبات نفسها، كما المواطن الأصلي، ولكن الظروف هي الّتي أجبرته على الهجرة للبحث عن ملاذٍ آمن له ولعياله، على أمل أن يحصل على طمأنينة واستقرار، لا أن تلاحقه أعين الرّامقين له بتمييز واستعلاء. وهنا، لا مناص من خطّة اجتماعيّة تربويّة وإعلاميّة تساهم فيها السّلطات والهيئات المدنيّة والاجتماعيّة، للتّصدّي لظاهرة التّمييز والعنصريّة الّتي بدأت تستفحل في بعض المجتمعات، وتهدِّد سلامتها واستقرارها وأمنها.
ويتساءل البعض: لماذا لا يتمّ الإفادة من المهاجرين، كطاقات متنوّعة تغني المجتمعات الَّتي يقيمون فيها، تحقيقاً لعنوان التّعارف والتّعاون، في سبيل تغليب المصلحة العامّة، والخروج من منطق العنصريّة والمزايدات والحسابات الّتي لا تجلب سوى الفوضى؟!
لا بدَّ اليوم، وبحسب باحثين اجتماعيّين، وبشكل مُلحّ، من تقوية روح الانتماء إلى مجتمع إنسانيّ تذوب فيه كلّ الفوارق العرقيّة والثقافيّة والطبقيّة، بغية الحفاظ على روح المجتمع الإنساني في وحدته وغاياته، وتجذير الإنسانيّة في المشاعر والنفوس والسلوكيات، لنصل إلى مجتمعٍ تدبُّ فيه الحياة، في مواجهة كلّ أصوات العنصريّة والكراهية.
والمدارس اليوم، كما الجامعات، بما تحوي من أجيال الحاضر والمستقبل، هي المختبر الفعليّ لتنمية الرّوح الاجتماعيّة والإنسانيّة الواحدة والواعدة بمستقبل لا تمييز فيه، لا أن تكون هذه المدارس مساحات لتفريغ مشاعر الكراهية، وواجهة لكلّ سلوكيات تؤذي الإنسان والحياة، فالشعور الإنساني الهادف والنّبيل، يبدأ من التربية الأولى في البيت، ومن ثمّ في البيت الكبير؛ المدرسة، إلى أن يلفّ هذا الشعور المجتمع بأسره.