الوعي منعاً لعقم العلاقة

الوعي منعاً لعقم العلاقة

كثيرةٌ هي قصص الخلافات الزّوجيَّة الّتي تصل إلى حدِّ الطلاق، ومن أسباب ذلك، عقم المرأة. وبغضّ النّظر عن المستوى الّذي وصل إليه العلم في علاج حالات العقم عند النّساء والرّجال،  إلاّ أنَّ هذه المسألة تبقى سبباً من الأسباب البارزة الَّتي تدفع إلى الطّلاق.

العقم قد يكون مبرّراً كافياً لبعض الأزواج للإقدام على خطوة تطليق زوجاتهم بدون الشّعور بالذَّنب أو تأنيب الضَّمير، فهم يعتبرون أنّهم معذورون فيما يفعلونه، وأنَّ المجتمع يعذرهم في ذلك أيضاً، حتّى إنَّ بعض الرّجال في بعض مجتمعاتنا، يرفضون الذَّهاب إلى طبيب مختصّ ليعرفوا ما إذا كانت المشكلة فيهم، ويحمّلون الزّوجة دائماً مسؤوليّة عدم إنجاب الأولاد، وهذا ما يؤدّي إلى تفاقم المشاكل الزّوجيَّة وحدَّتها.

إنّ تعنّت الرّجال في هذه المسألة لا يؤدّي إلاّ إلى تفاقم الأمور وأخذها باتّجاهٍ لا تُحمد عقباه، بينما يمكن للطّبّ الّذي تطوّر كثيراً في هذا العصر، أن يساهم في حلّ هذه المشكلة عبر المتابعة والعلاج، سواء كانت هذه المشكلة من قبل المرأة أو من قبل الرّجل، مع الإشارة إلى أنَّ الإحصاءات العالميَّة تذكر أنَّ 35% إلى 40% من حالات العقم بين الأزواج تعود إلى الرَّجل.

ويرى مختصّون نفسيّون أنَّ الحالة النفسيَّة عند المرأة أو الرّجل تقف حائلاً دون اكتمال علاج العقم، فالمرأة في مجتمعاتنا تحاصرها النّظرات والأسئلة عندما تتأخَّر في الإنجاب، ما يشكِّل ضغطاً نفسيّاً كبيراً عليها، يضاف إلى ذلك، خوفها في الغالب من تزوّج زوجها عليها، ما يمنع العلاج من أن يأخذ مجراه الطّبيعيّ.

من جهةٍ ثانية، تأخذ المسألة بُعداً ماليّاً يفاقم من حدَّة المشكلة، فمعالجة مشكلة العقم تتطلّب تكاليف مادّيّة باهظة، قد يعجز عن تأمينها بعض الأزواج، وهذا ما يشكِّل ضغطاً إضافيّاً تعانيه العلاقة الزوجيَّة، إذ إنَّ طفل الأنبوب مثلاً تصل كلفته إلى حدود الخمسة آلاف دولار، وقد لا تنجح عمليَّة العلاج من المرّة الأولى، وهو ما يشكّل أيضاً ضغطاً نفسيّاً هائلاً على الزّوجيْن، وتجعلهما يعيشان أحياناً قلق الدّخول في رتابة العلاقة، وصولاً إلى الطّلاق.

وهنا، لا بدَّ من سلوك طريق التّوعية العامّة حول مشكلة العقم وتداعياتها الإنسانيّة والاجتماعيّة على الأسرة، وتناول الموضوع بأسلوبٍ علميّ وموضوعيّ، يوضح كلّ النقاط المتّصلة به من قِبَل أصحاب الاختصاص، حتى تكون كلّ تفاصيله واضحة، ولا ينبغي أن يعيش من يعاني العقم أجواء الحزن والاكتئاب والقلق، رغم صعوبة الأمر، بل أن يستوعبوا كلّ تفاصيل المسألة، ويسلكوا درب العلاج دون حياء وتردُّد، وأن يتقبَّلوا النّتائج بأفق واسع وصدر رحب..

فالحزن، والاكتئاب، وافتعال المشاكل، ومعايشة التوتّر، والقلق الدّائم، لن يساعد في معالجة الموضوع، بل يزيده تعقيداً.. وهنا، من واجبات الأهل، والمحيط الاجتماعيّ، ومراكز رعاية الأسرة، والهيئات الاجتماعيّة والنفسيّة والإعلاميّة، تسليط الضّوء بشكلٍ كافٍ على الموضوع، والمساعدة قدر الإمكان في توجيه القضيّة الوجهة الصَّحيحة، خدمةً لاستقرار العلاقات الزوجيَّة والأسريَّة من الانهيار.

كذلك، لا بدَّ من أن تركّز التّوعية على أنَّ المرأة لا تكسب البتّة الهويّة الأنثويّة والاحترام الاجتماعيّ إلا من خلال الإنجاب فقط، كما يتوهّم البعض، فالدّعم الاجتماعي والنفسي لمن يعانون العقم مسؤوليّة الجميع للوصول إلى برّ الأمان.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


كثيرةٌ هي قصص الخلافات الزّوجيَّة الّتي تصل إلى حدِّ الطلاق، ومن أسباب ذلك، عقم المرأة. وبغضّ النّظر عن المستوى الّذي وصل إليه العلم في علاج حالات العقم عند النّساء والرّجال،  إلاّ أنَّ هذه المسألة تبقى سبباً من الأسباب البارزة الَّتي تدفع إلى الطّلاق.

العقم قد يكون مبرّراً كافياً لبعض الأزواج للإقدام على خطوة تطليق زوجاتهم بدون الشّعور بالذَّنب أو تأنيب الضَّمير، فهم يعتبرون أنّهم معذورون فيما يفعلونه، وأنَّ المجتمع يعذرهم في ذلك أيضاً، حتّى إنَّ بعض الرّجال في بعض مجتمعاتنا، يرفضون الذَّهاب إلى طبيب مختصّ ليعرفوا ما إذا كانت المشكلة فيهم، ويحمّلون الزّوجة دائماً مسؤوليّة عدم إنجاب الأولاد، وهذا ما يؤدّي إلى تفاقم المشاكل الزّوجيَّة وحدَّتها.

إنّ تعنّت الرّجال في هذه المسألة لا يؤدّي إلاّ إلى تفاقم الأمور وأخذها باتّجاهٍ لا تُحمد عقباه، بينما يمكن للطّبّ الّذي تطوّر كثيراً في هذا العصر، أن يساهم في حلّ هذه المشكلة عبر المتابعة والعلاج، سواء كانت هذه المشكلة من قبل المرأة أو من قبل الرّجل، مع الإشارة إلى أنَّ الإحصاءات العالميَّة تذكر أنَّ 35% إلى 40% من حالات العقم بين الأزواج تعود إلى الرَّجل.

ويرى مختصّون نفسيّون أنَّ الحالة النفسيَّة عند المرأة أو الرّجل تقف حائلاً دون اكتمال علاج العقم، فالمرأة في مجتمعاتنا تحاصرها النّظرات والأسئلة عندما تتأخَّر في الإنجاب، ما يشكِّل ضغطاً نفسيّاً كبيراً عليها، يضاف إلى ذلك، خوفها في الغالب من تزوّج زوجها عليها، ما يمنع العلاج من أن يأخذ مجراه الطّبيعيّ.

من جهةٍ ثانية، تأخذ المسألة بُعداً ماليّاً يفاقم من حدَّة المشكلة، فمعالجة مشكلة العقم تتطلّب تكاليف مادّيّة باهظة، قد يعجز عن تأمينها بعض الأزواج، وهذا ما يشكِّل ضغطاً إضافيّاً تعانيه العلاقة الزوجيَّة، إذ إنَّ طفل الأنبوب مثلاً تصل كلفته إلى حدود الخمسة آلاف دولار، وقد لا تنجح عمليَّة العلاج من المرّة الأولى، وهو ما يشكّل أيضاً ضغطاً نفسيّاً هائلاً على الزّوجيْن، وتجعلهما يعيشان أحياناً قلق الدّخول في رتابة العلاقة، وصولاً إلى الطّلاق.

وهنا، لا بدَّ من سلوك طريق التّوعية العامّة حول مشكلة العقم وتداعياتها الإنسانيّة والاجتماعيّة على الأسرة، وتناول الموضوع بأسلوبٍ علميّ وموضوعيّ، يوضح كلّ النقاط المتّصلة به من قِبَل أصحاب الاختصاص، حتى تكون كلّ تفاصيله واضحة، ولا ينبغي أن يعيش من يعاني العقم أجواء الحزن والاكتئاب والقلق، رغم صعوبة الأمر، بل أن يستوعبوا كلّ تفاصيل المسألة، ويسلكوا درب العلاج دون حياء وتردُّد، وأن يتقبَّلوا النّتائج بأفق واسع وصدر رحب..

فالحزن، والاكتئاب، وافتعال المشاكل، ومعايشة التوتّر، والقلق الدّائم، لن يساعد في معالجة الموضوع، بل يزيده تعقيداً.. وهنا، من واجبات الأهل، والمحيط الاجتماعيّ، ومراكز رعاية الأسرة، والهيئات الاجتماعيّة والنفسيّة والإعلاميّة، تسليط الضّوء بشكلٍ كافٍ على الموضوع، والمساعدة قدر الإمكان في توجيه القضيّة الوجهة الصَّحيحة، خدمةً لاستقرار العلاقات الزوجيَّة والأسريَّة من الانهيار.

كذلك، لا بدَّ من أن تركّز التّوعية على أنَّ المرأة لا تكسب البتّة الهويّة الأنثويّة والاحترام الاجتماعيّ إلا من خلال الإنجاب فقط، كما يتوهّم البعض، فالدّعم الاجتماعي والنفسي لمن يعانون العقم مسؤوليّة الجميع للوصول إلى برّ الأمان.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية