فضل الضّيف على صاحب الدّار

فضل الضّيف على صاحب الدّار

جاء في كتاب المحاسن للبرقي 2/390: "عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ، قَالَ: ذكرَ أَصْحَابُنَا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصّادق(ع)، فَقُلْتُ: مَا أَتَغَدَّى وَلَا أَتَعَشَّى إِلَّا وَمَعِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(ع): "فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ".فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ، وَأَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مَالِي، وَيَخْدُمُهُمْ خَادِمِي؟ فَقَالَ: "إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا إِلَيْكَ، دَخَلُوا مِنَ اللهِ بِالرِّزْقِ الْكَثِيرِ، وَإِذَا خَرَجُوا، خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ".

نتعلّم من هذا الحديث، أهمية ما يحصّله الإنسان جرّاء استضافته الآخرين، إذ يجلبون له الخير والبركة والأجر الوفير، ويجعلونه يشعر بالراحة النفسية، حيث الأخلاقيّات تأخذ حيّزها الطبيعي في المجتمع، عبر شدّ أواصره، وتمتين لحمته، حيث الشعور الجمعي ينتعش ويعمل عمله في توطيد العلاقات وتوثيقها إذا كانت خالصةً لله وفي سبيل مرضاته، وطلباً لرحمته، واستزادةً من فضله ونعيمه، فالقيمة المعنويّة الّتي يحصِّلها المضيف من ضيوفه، أكبر بكثير عند الله مما ينفقه من أمور ماديّة.

ليست المسألة إذاً بما ينفقه البعض، على أهميّته، في سبيل استضافة الآخرين، من موائد وجلسات وحفلات، بل المهمّ أنّ دخول الضّيوف على المنازل، فيه جلبٌ للمنفعة والرّزق والبركات من الله، الّذي يحبّ أن يرى عباده يجتمعون على المحبّة والعطف والتراحم فيما بينهم، وحيث يستجيب الله لأصوات الضّيوف، عندما يدعون للمضيف بكلّ دعوة خير وشكر واستغفار، من هنا تأتي أهميّة حسن الضّيافة في الإسلام، والتي تعبِّر عن خلق كريم وروح طيّبة متفاعلة إيجابيّاً مع الآخرين، وتسعى لخدمتهم وجمعهم على الإحسان والكرم والعطاء والتنافس في الحصول على القربات.

إنَّ المؤمن هو الإنسان الّذي يعي معنى الضّيافة ويحسنها، ويعمل على تأكيدها في حياته الخاصَّة والعامَّة، فيبادر بحسب استطاعته إلى تأكيدها، والسَّعي من أجل إعمارها، عبر استضافة المؤمنين على موائد الخير والبرّ.

فلتكن ضيافتنا في عين الله، وطمعاً في نيل مرضاته، ومقصداً لمن يستغفرون لنا ويجلبون لنا الخير والبركة. فكم من الموائد، يا ترى، تقام فقط من أجل حبّ البروز والشّهرة والمراءاة وتضييع الوقت، والتّباهي بأمورٍ لا طائل منها، ولا تجلب بالتّالي لأصحابها بركةً ولا خيراً ولا حسنةً عند الله تعالى.

نحنا كلّنا ضيوف الله في هذه الحياة، فهلاّ أحسنّا الضّيافة، وكنّا ممن يستحقّون الحمد والثناء عند الله قبل عباده؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

جاء في كتاب المحاسن للبرقي 2/390: "عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ، قَالَ: ذكرَ أَصْحَابُنَا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصّادق(ع)، فَقُلْتُ: مَا أَتَغَدَّى وَلَا أَتَعَشَّى إِلَّا وَمَعِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(ع): "فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ".فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كَيْفَ، وَأَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مَالِي، وَيَخْدُمُهُمْ خَادِمِي؟ فَقَالَ: "إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا إِلَيْكَ، دَخَلُوا مِنَ اللهِ بِالرِّزْقِ الْكَثِيرِ، وَإِذَا خَرَجُوا، خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ".

نتعلّم من هذا الحديث، أهمية ما يحصّله الإنسان جرّاء استضافته الآخرين، إذ يجلبون له الخير والبركة والأجر الوفير، ويجعلونه يشعر بالراحة النفسية، حيث الأخلاقيّات تأخذ حيّزها الطبيعي في المجتمع، عبر شدّ أواصره، وتمتين لحمته، حيث الشعور الجمعي ينتعش ويعمل عمله في توطيد العلاقات وتوثيقها إذا كانت خالصةً لله وفي سبيل مرضاته، وطلباً لرحمته، واستزادةً من فضله ونعيمه، فالقيمة المعنويّة الّتي يحصِّلها المضيف من ضيوفه، أكبر بكثير عند الله مما ينفقه من أمور ماديّة.

ليست المسألة إذاً بما ينفقه البعض، على أهميّته، في سبيل استضافة الآخرين، من موائد وجلسات وحفلات، بل المهمّ أنّ دخول الضّيوف على المنازل، فيه جلبٌ للمنفعة والرّزق والبركات من الله، الّذي يحبّ أن يرى عباده يجتمعون على المحبّة والعطف والتراحم فيما بينهم، وحيث يستجيب الله لأصوات الضّيوف، عندما يدعون للمضيف بكلّ دعوة خير وشكر واستغفار، من هنا تأتي أهميّة حسن الضّيافة في الإسلام، والتي تعبِّر عن خلق كريم وروح طيّبة متفاعلة إيجابيّاً مع الآخرين، وتسعى لخدمتهم وجمعهم على الإحسان والكرم والعطاء والتنافس في الحصول على القربات.

إنَّ المؤمن هو الإنسان الّذي يعي معنى الضّيافة ويحسنها، ويعمل على تأكيدها في حياته الخاصَّة والعامَّة، فيبادر بحسب استطاعته إلى تأكيدها، والسَّعي من أجل إعمارها، عبر استضافة المؤمنين على موائد الخير والبرّ.

فلتكن ضيافتنا في عين الله، وطمعاً في نيل مرضاته، ومقصداً لمن يستغفرون لنا ويجلبون لنا الخير والبركة. فكم من الموائد، يا ترى، تقام فقط من أجل حبّ البروز والشّهرة والمراءاة وتضييع الوقت، والتّباهي بأمورٍ لا طائل منها، ولا تجلب بالتّالي لأصحابها بركةً ولا خيراً ولا حسنةً عند الله تعالى.

نحنا كلّنا ضيوف الله في هذه الحياة، فهلاّ أحسنّا الضّيافة، وكنّا ممن يستحقّون الحمد والثناء عند الله قبل عباده؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية