هجرة العقول العربيَّة

هجرة العقول العربيَّة

أظهر تقرير دوليّ يتناول موضوع "التّعليم من أجل العمل"، أنَّ 20 في المئة من الشباب في الدول العربيّة، لا يكملون المرحلة الابتدائيَّة، فأكثر من عشرة ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، لم يكملوا هذه المرحلة الدّراسيَّة، كما يبيّن التقرير، أضف إلى ذلك أنَّ حوالى 250 مليون طفل، على مستوى العالم، ممَّن بلغوا سنّ التعليم الابتدائي، لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، سواء كانوا ملتحقين بالمدرسة أو غير ملتحقين بها.

من هذه المسألة، ندخل إلى موضوع في السّياق ذاته، حيث تنتشر ظاهرة هجرة العقول العربيَّة، فمعدّلات صرف الدّول العربيَّة على البحوث لا يصل إلى 3% مقارنة بـ 50% مع الدّول الأوروبيّة، وبحسب الدّراسات، فإنَّ معدّلات الصَّرف على التّعليم في بعض البلدان في الوطن العربيّ، لا تتعدَّى 2,5% من حجم إنتاجها القوميّ.

ويعتبر التَّعليم العالي حجر الزّاوية في عمليَّة التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة للمجتمعات، ولكن قلَّة الإنفاق على قطاع البحوث العلميّة الجامعيّة، يدفع أصحاب العقول إلى التّفكير في الهجرة أو الهجرة فعلاً إلى خارج الوطن العربي. وتشير الدّراسات إلى أنَّ الوطن العربيّ يساهم بنحو 31% من الكفاءات والعقول المهاجرة من الدّول النّامية ككلّ، كما أنَّ نحو 50% من الأطبّاء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربيّة، يهاجرون إلى أوروبّا والولايات المتحدة الأميركيّة وكندا على وجه الخصوص.

وتوضح هذه الدّراسات أنَّ نحو 75% من الكفاءات العلميَّة المهاجرة، تذهب إلى بريطانيا وأميركا وكندا على وجه التحديد.

ويشير تقرير للأمم المتّحدة للتنمية البشريَّة في الوطن العربي، إلى أنَّ أكثر من مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العُليا، أو الفنيّين المهرة، مهاجرون ويعملون في الدّول المتقدِّمة، ويساهمون إلى حدّ كبير في تطوّر هذه الدّول.

ويرى مراقبون أنّ هجرة الأدمغة العربيَّة تعود إلى عدم احترام العِلم والعلماء، وعدم توفّر بيئة مناسبة للبحث العلمي والإبداع في البلدان العربيّة، إضافةً إلى ضعف الإنفاق على البحث العلميّ، وندرة وجود مراكز تخصصيَّة بحثيّة.

هذه الهجرة تؤدّي حتماً إلى مضاعفات سلبيَّة على واقع التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة العربيّة ومستقبلها، وإلى ضياع الجهود والطاقات الإنتاجيَّة والعلميَّة لهذه العقول، والّتي تصبّ في مصلحة الدّول الغربيّة. وتقدِّر الدّراسات أنّ الخسائر من جرّاء هجرة الأدمغة العربيّة اليوم، بلغت أكثر من مئتي مليار دولار. في المقابل، فإنَّ الكيان الصّهيونيّ، يستفيد من هجرة العقول إليه من دول شرق أوروبّا وروسيا، وبعض الدّول الغربيّة.

ويستغرب المراقبون أمام هذا المشهد عدم وجود خطَّة واضحة لوقف نزيف هجرة الأدمغة العربيَّة إلى الخارج، أو تشجيع العلماء المهاجرين على العودة إلى أوطانهم. فهل من يقرأ ويعي خطورة كلِّ ذلك على واقع التّنمية في مجتمعاتنا العربيّة، الّتي هي اليوم في أمسِّ الحاجة إلى عقولها المفكّرة، من أجل النّهوض بها وتنميتها على الصّعد كلّها؟ وهل سنشهد يوماً ما سياسة تعليميَّة وبحثيَّة عربيَّة موحّدة، ومضاعفة للإنفاق العربيّ على البحث العلميّ، منعاً لهجرة العقول، وتهيئة الظّروف المناسبة لبقائها، والإفادة منها في خدمة الإنسان العربيّ المُستنزف اليوم، والمُستهدف في كلِّ واقعه؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

أظهر تقرير دوليّ يتناول موضوع "التّعليم من أجل العمل"، أنَّ 20 في المئة من الشباب في الدول العربيّة، لا يكملون المرحلة الابتدائيَّة، فأكثر من عشرة ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، لم يكملوا هذه المرحلة الدّراسيَّة، كما يبيّن التقرير، أضف إلى ذلك أنَّ حوالى 250 مليون طفل، على مستوى العالم، ممَّن بلغوا سنّ التعليم الابتدائي، لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، سواء كانوا ملتحقين بالمدرسة أو غير ملتحقين بها.

من هذه المسألة، ندخل إلى موضوع في السّياق ذاته، حيث تنتشر ظاهرة هجرة العقول العربيَّة، فمعدّلات صرف الدّول العربيَّة على البحوث لا يصل إلى 3% مقارنة بـ 50% مع الدّول الأوروبيّة، وبحسب الدّراسات، فإنَّ معدّلات الصَّرف على التّعليم في بعض البلدان في الوطن العربيّ، لا تتعدَّى 2,5% من حجم إنتاجها القوميّ.

ويعتبر التَّعليم العالي حجر الزّاوية في عمليَّة التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة للمجتمعات، ولكن قلَّة الإنفاق على قطاع البحوث العلميّة الجامعيّة، يدفع أصحاب العقول إلى التّفكير في الهجرة أو الهجرة فعلاً إلى خارج الوطن العربي. وتشير الدّراسات إلى أنَّ الوطن العربيّ يساهم بنحو 31% من الكفاءات والعقول المهاجرة من الدّول النّامية ككلّ، كما أنَّ نحو 50% من الأطبّاء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربيّة، يهاجرون إلى أوروبّا والولايات المتحدة الأميركيّة وكندا على وجه الخصوص.

وتوضح هذه الدّراسات أنَّ نحو 75% من الكفاءات العلميَّة المهاجرة، تذهب إلى بريطانيا وأميركا وكندا على وجه التحديد.

ويشير تقرير للأمم المتّحدة للتنمية البشريَّة في الوطن العربي، إلى أنَّ أكثر من مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العُليا، أو الفنيّين المهرة، مهاجرون ويعملون في الدّول المتقدِّمة، ويساهمون إلى حدّ كبير في تطوّر هذه الدّول.

ويرى مراقبون أنّ هجرة الأدمغة العربيَّة تعود إلى عدم احترام العِلم والعلماء، وعدم توفّر بيئة مناسبة للبحث العلمي والإبداع في البلدان العربيّة، إضافةً إلى ضعف الإنفاق على البحث العلميّ، وندرة وجود مراكز تخصصيَّة بحثيّة.

هذه الهجرة تؤدّي حتماً إلى مضاعفات سلبيَّة على واقع التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة العربيّة ومستقبلها، وإلى ضياع الجهود والطاقات الإنتاجيَّة والعلميَّة لهذه العقول، والّتي تصبّ في مصلحة الدّول الغربيّة. وتقدِّر الدّراسات أنّ الخسائر من جرّاء هجرة الأدمغة العربيّة اليوم، بلغت أكثر من مئتي مليار دولار. في المقابل، فإنَّ الكيان الصّهيونيّ، يستفيد من هجرة العقول إليه من دول شرق أوروبّا وروسيا، وبعض الدّول الغربيّة.

ويستغرب المراقبون أمام هذا المشهد عدم وجود خطَّة واضحة لوقف نزيف هجرة الأدمغة العربيَّة إلى الخارج، أو تشجيع العلماء المهاجرين على العودة إلى أوطانهم. فهل من يقرأ ويعي خطورة كلِّ ذلك على واقع التّنمية في مجتمعاتنا العربيّة، الّتي هي اليوم في أمسِّ الحاجة إلى عقولها المفكّرة، من أجل النّهوض بها وتنميتها على الصّعد كلّها؟ وهل سنشهد يوماً ما سياسة تعليميَّة وبحثيَّة عربيَّة موحّدة، ومضاعفة للإنفاق العربيّ على البحث العلميّ، منعاً لهجرة العقول، وتهيئة الظّروف المناسبة لبقائها، والإفادة منها في خدمة الإنسان العربيّ المُستنزف اليوم، والمُستهدف في كلِّ واقعه؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية