الموروثات والمعتقدات الشّعبيّة وسطوتها

الموروثات والمعتقدات الشّعبيّة وسطوتها

كثيراً ما نسمع ما يجري بين النّاس بشكلٍ عام من أحاديث عن عادات وموروثات شعبيّة ما تزال متمكّنةً في النّفوس إلى درجة التّقديس، وعدم تقبّل رفضها أو حتّى مناقشتها.

والغريب أنّه يجري ذلك والعالم اليوم يعيش ثورة اتّصالات وتقدّماً علميّاً كبيراً، فلا تزال ترى إذا ما تلفّتّ يميناً أو شمالاً، "خرزةً زرقاء" متدلّية على الأبواب، أو "فردة حذاء" متدلّية من مقدّمة سيّارةٍ ما ومعها أشكال لعيون، وحتّى في بعض المنازل، تسمع بألفاظ تتساءل عن معناها، من قبيل "أذني تطنّ"، أو "كفّي يدغدغني"، أو نسمع من الجيران عن حمل عريس لعروسه كي تلصق الخميرة على باب المنزل الزّوجيّ، والويل إن لم تلتصق، فهذا نذير شؤم معناه الطّلاق، وغير ذلك من العادات، مثل سماع صوت بومة، فهذا نذير شؤمٍ يجلب الموت، وكذلك "صيبة عين"...

وكلّ ذلك من الموروثات الشعبيّة منذ عقود متراكمة، تصل إلى درجة الاستغراق الكلّيّ بما تمليه هذه الموروثات، والاستسلام الأعمى لسلطتها، ففي بعض التّقاليد، يصل الأمر إلى حدّ امتناع الزّوجة الّتي يموت زوجها أو والدها عن الاستحمام وتسريح الشّعر لمدّة طويلة.

ويرى بعض الباحثين، أنَّ المعتقدات الشعبيَّة هي عبارة عن إسقاطات ذاتيّة غير ثابتة، بمعنى قد نتبنّاها يوماً ونشكّ فيها آخر، وأنّه لا يحكمها أيّ قانون علميّ، مهما توارثها النَّاس.

ويتابعون بأنّه عندما يغيب العلم أو الدّين تحضر هذه المعتقدات وبقوّة، والّتي تبلغ مرتبة تقديسيّة عالية، فيبتدع الإنسان لذلك رموزاً شعبيّة كثيرة ومتنوّعة، يربطها بتفاسير عديدة لكلّ موقف وحالة.

صحيح أنّ هذه المعتقدات والعادات من الصّعب معارضة من يعتقدها أو مناقشته، ولكنّ المطلوب استعمال الأسلوب النّاجح في كشف عللها وأسبابها، وحجمها الحقيقيّ، وإحداث صدمة توعويّة بعرض ظروف تشكّلها التّاريخيّ والاجتماعيّ من قبل باحثين ومختصّين وعلماء، وإيلاء هذا الجانب الاهتمام الكافي على مساحة إعلامنا، بأن يكون له الدّور الفاعل في تثقيف النّاس وتوعيتهم، لا المساهمة في تجهيلهم وتسطيحهم، كما أنّ النّشاط الثّقافيّ عبر المحاضرات والنّدوات له دوره، إضافةً إلى المؤسّسات التّربويّة عموماً، وخصوصاً أنّنا نعيش في عصر التطوّر العلميّ والمعرفيّ، الّذي ينبغي أن يواكبه تطوّر في وعي العادات والتّقاليد وفهمها، كي نتحكّم فيها، لا أن تكون هي من يدير حياة البعض ويتحكّم بها، وهو ما يؤدّي إلى آثار سلبيّة كثيرة.

كما أنّنا نشهد تقدّماً كبيراً في مجال العلوم النفسيّة والاجتماعيّة الّتي تساهم إلى حدّ بعيد في الكشف عن هذه الظّواهر وتحليلها ومعالجتها بالطّريقة العلميّة والموضوعيّة.

فهل ستبقى الموروثات والمعتقدات الشعبيّة مساحة خصبة وواسعة نعلّق عليها خوفنا من المجهول، ونهرب في متاهاتها من الواقع المعاش؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كثيراً ما نسمع ما يجري بين النّاس بشكلٍ عام من أحاديث عن عادات وموروثات شعبيّة ما تزال متمكّنةً في النّفوس إلى درجة التّقديس، وعدم تقبّل رفضها أو حتّى مناقشتها.

والغريب أنّه يجري ذلك والعالم اليوم يعيش ثورة اتّصالات وتقدّماً علميّاً كبيراً، فلا تزال ترى إذا ما تلفّتّ يميناً أو شمالاً، "خرزةً زرقاء" متدلّية على الأبواب، أو "فردة حذاء" متدلّية من مقدّمة سيّارةٍ ما ومعها أشكال لعيون، وحتّى في بعض المنازل، تسمع بألفاظ تتساءل عن معناها، من قبيل "أذني تطنّ"، أو "كفّي يدغدغني"، أو نسمع من الجيران عن حمل عريس لعروسه كي تلصق الخميرة على باب المنزل الزّوجيّ، والويل إن لم تلتصق، فهذا نذير شؤم معناه الطّلاق، وغير ذلك من العادات، مثل سماع صوت بومة، فهذا نذير شؤمٍ يجلب الموت، وكذلك "صيبة عين"...

وكلّ ذلك من الموروثات الشعبيّة منذ عقود متراكمة، تصل إلى درجة الاستغراق الكلّيّ بما تمليه هذه الموروثات، والاستسلام الأعمى لسلطتها، ففي بعض التّقاليد، يصل الأمر إلى حدّ امتناع الزّوجة الّتي يموت زوجها أو والدها عن الاستحمام وتسريح الشّعر لمدّة طويلة.

ويرى بعض الباحثين، أنَّ المعتقدات الشعبيَّة هي عبارة عن إسقاطات ذاتيّة غير ثابتة، بمعنى قد نتبنّاها يوماً ونشكّ فيها آخر، وأنّه لا يحكمها أيّ قانون علميّ، مهما توارثها النَّاس.

ويتابعون بأنّه عندما يغيب العلم أو الدّين تحضر هذه المعتقدات وبقوّة، والّتي تبلغ مرتبة تقديسيّة عالية، فيبتدع الإنسان لذلك رموزاً شعبيّة كثيرة ومتنوّعة، يربطها بتفاسير عديدة لكلّ موقف وحالة.

صحيح أنّ هذه المعتقدات والعادات من الصّعب معارضة من يعتقدها أو مناقشته، ولكنّ المطلوب استعمال الأسلوب النّاجح في كشف عللها وأسبابها، وحجمها الحقيقيّ، وإحداث صدمة توعويّة بعرض ظروف تشكّلها التّاريخيّ والاجتماعيّ من قبل باحثين ومختصّين وعلماء، وإيلاء هذا الجانب الاهتمام الكافي على مساحة إعلامنا، بأن يكون له الدّور الفاعل في تثقيف النّاس وتوعيتهم، لا المساهمة في تجهيلهم وتسطيحهم، كما أنّ النّشاط الثّقافيّ عبر المحاضرات والنّدوات له دوره، إضافةً إلى المؤسّسات التّربويّة عموماً، وخصوصاً أنّنا نعيش في عصر التطوّر العلميّ والمعرفيّ، الّذي ينبغي أن يواكبه تطوّر في وعي العادات والتّقاليد وفهمها، كي نتحكّم فيها، لا أن تكون هي من يدير حياة البعض ويتحكّم بها، وهو ما يؤدّي إلى آثار سلبيّة كثيرة.

كما أنّنا نشهد تقدّماً كبيراً في مجال العلوم النفسيّة والاجتماعيّة الّتي تساهم إلى حدّ بعيد في الكشف عن هذه الظّواهر وتحليلها ومعالجتها بالطّريقة العلميّة والموضوعيّة.

فهل ستبقى الموروثات والمعتقدات الشعبيّة مساحة خصبة وواسعة نعلّق عليها خوفنا من المجهول، ونهرب في متاهاتها من الواقع المعاش؟!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية