هل يراقب الأهل ما يشاهده صغارهم على شاشات التّلفزة لساعات طويلة لناحية مضمون ذلك وتأثيره في شخصيّاتهم؟ وليس الأمر مقتصراً على ذلك، فهؤلاء الأولاد يبقون متسمّرين أمام هذه الشّاشات لساعات طويلة، وهذا ما يترك أثراً سلبيّاً عندما يكبرون، حيث كشفت دراسة نيوزيلنديّة نشرت في مجلّة "بيدياتريكس" الأمريكيّة، أنّ الأولاد الّذين يمضون ساعات عدّة أمام التّلفزيون في اليوم الواحد، يواجهون خطر نموّ سلوكهم المعادي للمجتمع عندما يصبحون بالغين، فقد قال باحثون في هذا المجال إنّ هناك صلة قويّة بين الوقت الّذي يخصّصه الولد للتّلفزيون، والسّلوك العنيف أو المعادي للمجتمع الّذي ينمو عند الطّفل.
هذا وقد أوصت الأكاديميّة لطبّ الأطفال بتخصيص ساعة واحدة أو ساعتين كحدّ أقصى في اليوم لمشاهدة الأولاد التّلفزيون.
ووفق الدّراسات، فإنّ كثرة مشاهدة التّلفزيون، ولساعات طويلة، تجعل من الأطفال أناساً منعزلين وغير فاعلين اجتماعيّاً مع أجيالهم، ما ينمّي لديهم التوحّد وحبّ عدم الاختلاط والتّعاون والمشاركة مع الآخرين، فهو بالنّسبة إليهم ليس وسيلةً للتّسلية والمتعة فقط، بل صديقاً حميماً ينسجون من خلاله شخصيّتهم المستقبليّة.
هذا وبيّن بحث أجراه المعهد الفرنسي لدراسة الرّأي العام، أنّ 74% من الأطفال الّذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-12 عاماً، يشاهدون التّلفزيون من ثلاث إلى أربع ساعات، وربما أكثر في اليوم الواحد.
ويرى البعض أنّ التلفزيون ليس سيّئاً إلى هذه الدّرجة، فهو يلعب دوراً مهمّاً في تنشئة الأطفال، ويعتبر شريكاً أساسيّاً للأسرة والمدرسة والمجتمع، وهو إضافةً إلى كونه مصدراً للّهو والتّسلية، ينمّي النّشاط المبدع الفرديّ والجماعيّ لديهم، ويوسّع من آفاقهم ومداركهم، بينما يرى آخرون أنّ كثرة مشاهدة التّلفاز تؤثّر سلباً في ذكاء الأطفال، وتمنعهم من الاهتمام الكافي بدراستهم، فالمبالغة في المشاهدة تؤدّي إلى إلهاء الأطفال وصرفهم عن إنجاز وظائفهم المدرسيّة، وبالتّالي، فإنّ التّلفاز في الواقع يصبح قاتلاً محترفاً للوقت، ويحوّل الأطفال إلى فئة من الكسالى.
واليوم، في ظلّ ما يعرض من ألعاب تتضمّن مشاهد الضّرب والعنف وغيرها، وفي خضمّ زحمة البرامج التلفزيونيّة للأطفال من هنا وهناك، يبقى دور الأهل هو الأهمّ في مراقبة أطفالهم، وتوعيتهم وإعطائهم الرّعاية الكافية بالشّكل الّذي لا يضرّ بهم، وبالشّكل المتوازن والمفيد، وخصوصاً أنّ البيئة اليوم حافلة بالضّغوطات المتنوّعة والمثقلة بالتحدّيات الجسيمة.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

هل يراقب الأهل ما يشاهده صغارهم على شاشات التّلفزة لساعات طويلة لناحية مضمون ذلك وتأثيره في شخصيّاتهم؟ وليس الأمر مقتصراً على ذلك، فهؤلاء الأولاد يبقون متسمّرين أمام هذه الشّاشات لساعات طويلة، وهذا ما يترك أثراً سلبيّاً عندما يكبرون، حيث كشفت دراسة نيوزيلنديّة نشرت في مجلّة "بيدياتريكس" الأمريكيّة، أنّ الأولاد الّذين يمضون ساعات عدّة أمام التّلفزيون في اليوم الواحد، يواجهون خطر نموّ سلوكهم المعادي للمجتمع عندما يصبحون بالغين، فقد قال باحثون في هذا المجال إنّ هناك صلة قويّة بين الوقت الّذي يخصّصه الولد للتّلفزيون، والسّلوك العنيف أو المعادي للمجتمع الّذي ينمو عند الطّفل.
هذا وقد أوصت الأكاديميّة لطبّ الأطفال بتخصيص ساعة واحدة أو ساعتين كحدّ أقصى في اليوم لمشاهدة الأولاد التّلفزيون.
ووفق الدّراسات، فإنّ كثرة مشاهدة التّلفزيون، ولساعات طويلة، تجعل من الأطفال أناساً منعزلين وغير فاعلين اجتماعيّاً مع أجيالهم، ما ينمّي لديهم التوحّد وحبّ عدم الاختلاط والتّعاون والمشاركة مع الآخرين، فهو بالنّسبة إليهم ليس وسيلةً للتّسلية والمتعة فقط، بل صديقاً حميماً ينسجون من خلاله شخصيّتهم المستقبليّة.
هذا وبيّن بحث أجراه المعهد الفرنسي لدراسة الرّأي العام، أنّ 74% من الأطفال الّذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-12 عاماً، يشاهدون التّلفزيون من ثلاث إلى أربع ساعات، وربما أكثر في اليوم الواحد.
ويرى البعض أنّ التلفزيون ليس سيّئاً إلى هذه الدّرجة، فهو يلعب دوراً مهمّاً في تنشئة الأطفال، ويعتبر شريكاً أساسيّاً للأسرة والمدرسة والمجتمع، وهو إضافةً إلى كونه مصدراً للّهو والتّسلية، ينمّي النّشاط المبدع الفرديّ والجماعيّ لديهم، ويوسّع من آفاقهم ومداركهم، بينما يرى آخرون أنّ كثرة مشاهدة التّلفاز تؤثّر سلباً في ذكاء الأطفال، وتمنعهم من الاهتمام الكافي بدراستهم، فالمبالغة في المشاهدة تؤدّي إلى إلهاء الأطفال وصرفهم عن إنجاز وظائفهم المدرسيّة، وبالتّالي، فإنّ التّلفاز في الواقع يصبح قاتلاً محترفاً للوقت، ويحوّل الأطفال إلى فئة من الكسالى.
واليوم، في ظلّ ما يعرض من ألعاب تتضمّن مشاهد الضّرب والعنف وغيرها، وفي خضمّ زحمة البرامج التلفزيونيّة للأطفال من هنا وهناك، يبقى دور الأهل هو الأهمّ في مراقبة أطفالهم، وتوعيتهم وإعطائهم الرّعاية الكافية بالشّكل الّذي لا يضرّ بهم، وبالشّكل المتوازن والمفيد، وخصوصاً أنّ البيئة اليوم حافلة بالضّغوطات المتنوّعة والمثقلة بالتحدّيات الجسيمة.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .