كثيراً ما تسمع بين أهل المنزل الواحد أو بين الجيران والأصدقاء، وحتّى الطلاب والمراهقين والكبار، عن أسماء مسلسلات على أنواعها، وتضجّ بها شاشاتنا اليوم، وما تزدحم به هذه المسلسلات من أسماءَ لممثّلين وممثّلات باتوا اليوم رمزاً وقدوةً للكثيرين، يعملون على تقليدهم في الشّكل والملبس، وحتّى في الكلام، ما يدلّل على الأثر الّذي يتركه هؤلاء على شخصيّة المجتمع ككلّ، وعلى جيل المراهقين بشكل خاصّ.
والسّؤال: هل إنَّ شدّة التعلّق بهذه المسلسلات وبأسماء المشاهير من الممثّلين والممثّلات، تعبّر عن أزمة حقيقيّة يعانيها مجتمعنا نتيجة فراغٍ معيَّن؟
إنّ الواقع قد يُنبئ بذلك، وهذا ما تبرزه مظاهر التّعاطف والإعجاب بهؤلاء، إلى أن يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التّنافس في التشبّه بهم، واقتناء صورهم، والحديث عنهم في الجلسات الخاصّة والعامّة، وليت الكثيرين من هؤلاء يعلمون شيئاً بالحدّ الأدنى عن مفاهيم دينهم ورموزهم الدينيّة من أئمّة وأنبياء، حيث إنّ البعض يجهل حتّى أسماءهم.
ولم يعد التّنظير وحده ولا الكلام يكفي لتوصيف الحال، فالأمور باتت ملحّةً لإعادة توجيه أجيالنا، وتربيتهم بشكلٍ لا يفقدون فيه العناصر الأساسيّة من شخصيّاتهم، وربطها بتاريخها وهويّتها وثقافتها الأصيلة، بحيث لا يصبحون مجرّد أدوات لاستهلاك ما ينتجه الآخرون دون وعي..
ولوسائل الإعلام، كما الأهل، دور كبير في توجيه هذه المسألة، فرسالة الإعلام فيما يعرض من موادّ، هي رسالة إنسانيّة وحضاريّة، تهدف إلى بناء شخصيّة الإنسان والمجتمع، والتّركيز على قضاياه الحيويّة والمصيريّة ومعالجة مشاكله، كما أنّ الأهل عليهم مسؤوليّة كبيرة في رعاية أبنائهم، وتوجيههم الوجهة الصّحيحة، لا أن يكونوا هم من بحاجة إلى إرشاد وتوجيه.
لقد أصبحنا اليوم نعاني أزمة هويّة حقيقيّة، وأزمة انتماء فعليّ، في ظلِّ انفتاح وهجمة ثقافيّة وفنيّة واسعة، ينبغي أن نُحسن التّعامل معها، لا الذّوبان فيها إلى درجة تهميش ثقافتنا وهويّتنا وحضورنا، وهذه مسؤوليّة الجميع في تدارك ما يمكن تداركه من آثار ومخاطر.
وفي سياقٍ متّصل، يُسأل سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) عن ظاهرة انتشار التّعاطف مع الفنّانين، من خلال إظهار معالم الإعجاب أو الاحتفاظ بالصّور وتعليقها في أوساط الشّباب والمراهقين، فيقول: نحن لا نشجّع ذلك، وإن كنّا لا نحرّمه، إذا لم يكن هناك تشجيع للحرام الّذي قد يصدر من هذا أو تلك، ولم يكن هناك نوع من أنواع التّأييد لذلك، إنّنا لا نشجّع ذلك، لأنَّ مثل هذه العاطفة الحميمة الّتي توجّه إلى الشخصيّات الّتي تقوم بأعمال محرَّمة شرعاً، قد تتَّجه نحو العمل المحرَّم نفسه، وفي الحديث: "إنّ لكلّ ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى، أوشك أن يقع فيه". ثم إنّ المفروض على المؤمن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن وسائل النّهي عن المنكر، إظهار الرّفض للمنكر، وهذا يقتضي إظهار الرّفض لصانعيه، فإعطاء الجوّ الحميم لهؤلاء يقتضي التّعاطف مع عملهم، فالمغنّي والمغنّية إنما يرتبط النّاس بهما من خلال الغناء، كما أنّ التّمثيل هو الّذي يجعل النّاس يرتبطون بالممثّلين، فإذا كان تمثيل هذا أو تلك، أو غناء هذا أو تلك، يتحرّك في الخطّ الحرام، فمن الطّبيعيّ أن تكون عمليّة الاحتفاظ بصورهم أو التحدّث عنهم بصورة إيجابيّة، تمثّل تأييداً للمنكر...[فقه الحياة، ص:168].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كثيراً ما تسمع بين أهل المنزل الواحد أو بين الجيران والأصدقاء، وحتّى الطلاب والمراهقين والكبار، عن أسماء مسلسلات على أنواعها، وتضجّ بها شاشاتنا اليوم، وما تزدحم به هذه المسلسلات من أسماءَ لممثّلين وممثّلات باتوا اليوم رمزاً وقدوةً للكثيرين، يعملون على تقليدهم في الشّكل والملبس، وحتّى في الكلام، ما يدلّل على الأثر الّذي يتركه هؤلاء على شخصيّة المجتمع ككلّ، وعلى جيل المراهقين بشكل خاصّ.
والسّؤال: هل إنَّ شدّة التعلّق بهذه المسلسلات وبأسماء المشاهير من الممثّلين والممثّلات، تعبّر عن أزمة حقيقيّة يعانيها مجتمعنا نتيجة فراغٍ معيَّن؟
إنّ الواقع قد يُنبئ بذلك، وهذا ما تبرزه مظاهر التّعاطف والإعجاب بهؤلاء، إلى أن يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التّنافس في التشبّه بهم، واقتناء صورهم، والحديث عنهم في الجلسات الخاصّة والعامّة، وليت الكثيرين من هؤلاء يعلمون شيئاً بالحدّ الأدنى عن مفاهيم دينهم ورموزهم الدينيّة من أئمّة وأنبياء، حيث إنّ البعض يجهل حتّى أسماءهم.
ولم يعد التّنظير وحده ولا الكلام يكفي لتوصيف الحال، فالأمور باتت ملحّةً لإعادة توجيه أجيالنا، وتربيتهم بشكلٍ لا يفقدون فيه العناصر الأساسيّة من شخصيّاتهم، وربطها بتاريخها وهويّتها وثقافتها الأصيلة، بحيث لا يصبحون مجرّد أدوات لاستهلاك ما ينتجه الآخرون دون وعي..
ولوسائل الإعلام، كما الأهل، دور كبير في توجيه هذه المسألة، فرسالة الإعلام فيما يعرض من موادّ، هي رسالة إنسانيّة وحضاريّة، تهدف إلى بناء شخصيّة الإنسان والمجتمع، والتّركيز على قضاياه الحيويّة والمصيريّة ومعالجة مشاكله، كما أنّ الأهل عليهم مسؤوليّة كبيرة في رعاية أبنائهم، وتوجيههم الوجهة الصّحيحة، لا أن يكونوا هم من بحاجة إلى إرشاد وتوجيه.
لقد أصبحنا اليوم نعاني أزمة هويّة حقيقيّة، وأزمة انتماء فعليّ، في ظلِّ انفتاح وهجمة ثقافيّة وفنيّة واسعة، ينبغي أن نُحسن التّعامل معها، لا الذّوبان فيها إلى درجة تهميش ثقافتنا وهويّتنا وحضورنا، وهذه مسؤوليّة الجميع في تدارك ما يمكن تداركه من آثار ومخاطر.
وفي سياقٍ متّصل، يُسأل سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) عن ظاهرة انتشار التّعاطف مع الفنّانين، من خلال إظهار معالم الإعجاب أو الاحتفاظ بالصّور وتعليقها في أوساط الشّباب والمراهقين، فيقول: نحن لا نشجّع ذلك، وإن كنّا لا نحرّمه، إذا لم يكن هناك تشجيع للحرام الّذي قد يصدر من هذا أو تلك، ولم يكن هناك نوع من أنواع التّأييد لذلك، إنّنا لا نشجّع ذلك، لأنَّ مثل هذه العاطفة الحميمة الّتي توجّه إلى الشخصيّات الّتي تقوم بأعمال محرَّمة شرعاً، قد تتَّجه نحو العمل المحرَّم نفسه، وفي الحديث: "إنّ لكلّ ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى، أوشك أن يقع فيه". ثم إنّ المفروض على المؤمن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن وسائل النّهي عن المنكر، إظهار الرّفض للمنكر، وهذا يقتضي إظهار الرّفض لصانعيه، فإعطاء الجوّ الحميم لهؤلاء يقتضي التّعاطف مع عملهم، فالمغنّي والمغنّية إنما يرتبط النّاس بهما من خلال الغناء، كما أنّ التّمثيل هو الّذي يجعل النّاس يرتبطون بالممثّلين، فإذا كان تمثيل هذا أو تلك، أو غناء هذا أو تلك، يتحرّك في الخطّ الحرام، فمن الطّبيعيّ أن تكون عمليّة الاحتفاظ بصورهم أو التحدّث عنهم بصورة إيجابيّة، تمثّل تأييداً للمنكر...[فقه الحياة، ص:168].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .