المفترض أن تكون وسائل التّواصل الاجتماعيّ لخدمة الإنسان في تفاصيل حياته الكبيرة والصّغيرة، العامّة والخاصّة، لا وسيلة لتخريب هذه الحياة وهدم أسسها عبر ما يجري فيها من مبالغات وتضخيم للأحداث والأمور، فالواتساب والفايسبوك أو الرّسائل النصيّة، كثيراً ما يُصار عبرها إلى ذكر تفاصيل خاصّة جدّاً لأشخاص قريبين أو بعيدين، أصدقاء أو أقارب، ويُعمل على تضخيمها أو التّلاعب بهذه التّفاصيل بالشّكل الّذي يوقع العداوة والبغضاء، ويهدّم الرّوابط العائليّة والاجتماعيّة.
فالبعض يُعلي من قيمة فلان على حساب فلان، وبعض آخر يثير الفتن والقلاقل بين النّاس، عبر التّلاعب بالفكرة والكلام بشكل يخرجها عن حقيقتها، ويسقط فهمه الخاصّ عليها.
وهناك من يسيء عن قصد أو غير قصد إلى رموز ومقامات دينيّة، عندما يستخدمها في كتاباته على الفايسبوك وغيره، ناسياً أنّها أضحت معلنةً في الفضاء الاجتماعيّ العام، وقد تستجلب ردوداً تسيء إلى الجميع.
لقد أضحت هذه الوسائل لدى البعض مساحة خصبة لتفريغ عقدهم وعاهاتهم النفسيّة، إذ يدمنون عليها في سبيل إثارة الفوضى والعصبيّات؛ فهل أصبحت هذه الوسائل سجلات شخصيّة ندوّن عليها ما نتّصف به من خصائص ومميّزات، نجهد أحياناً في تلطيفها، وأحياناً أخرى في تغطية معايبها أو تضخيمها؟!
من الصّعب اليوم ضبط هذه الوسائل بالنّظر إلى سرعة تناولها وسهولة استخدامها، لكن التّوعية حولها أصبح ضروريّاً، لجهة الإفادة منها كفضاء حرّ يعمل على التّقارب والتّعاون والتّعارف بين البشر، وحلّ كلّ مشاكلهم وخلافاتهم الّتي تحاصر كلّ واقعهم.
فهل نعود إلى وعينا، ونتحمّل مسؤوليّاتنا في التحكّم بهذه الوسائل بما ينفعنا؟ وهل أضحينا عبيداً لأهوائنا ومصالحنا وأنانيّاتنا الّتي نفرّغها في هذا العالم التّواصليّ الّذي يقلّب موازين العلاقات والرّوابط الإنسانيّة، بدل أن نديرها بالشّكل الصّحيح والمطلوب، ونتربّع على عروشها حاكمين واعين، لا متبوعين مستعمرين لكلّ ما ينحرف بقضايا الإنسان والحياة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

المفترض أن تكون وسائل التّواصل الاجتماعيّ لخدمة الإنسان في تفاصيل حياته الكبيرة والصّغيرة، العامّة والخاصّة، لا وسيلة لتخريب هذه الحياة وهدم أسسها عبر ما يجري فيها من مبالغات وتضخيم للأحداث والأمور، فالواتساب والفايسبوك أو الرّسائل النصيّة، كثيراً ما يُصار عبرها إلى ذكر تفاصيل خاصّة جدّاً لأشخاص قريبين أو بعيدين، أصدقاء أو أقارب، ويُعمل على تضخيمها أو التّلاعب بهذه التّفاصيل بالشّكل الّذي يوقع العداوة والبغضاء، ويهدّم الرّوابط العائليّة والاجتماعيّة.
فالبعض يُعلي من قيمة فلان على حساب فلان، وبعض آخر يثير الفتن والقلاقل بين النّاس، عبر التّلاعب بالفكرة والكلام بشكل يخرجها عن حقيقتها، ويسقط فهمه الخاصّ عليها.
وهناك من يسيء عن قصد أو غير قصد إلى رموز ومقامات دينيّة، عندما يستخدمها في كتاباته على الفايسبوك وغيره، ناسياً أنّها أضحت معلنةً في الفضاء الاجتماعيّ العام، وقد تستجلب ردوداً تسيء إلى الجميع.
لقد أضحت هذه الوسائل لدى البعض مساحة خصبة لتفريغ عقدهم وعاهاتهم النفسيّة، إذ يدمنون عليها في سبيل إثارة الفوضى والعصبيّات؛ فهل أصبحت هذه الوسائل سجلات شخصيّة ندوّن عليها ما نتّصف به من خصائص ومميّزات، نجهد أحياناً في تلطيفها، وأحياناً أخرى في تغطية معايبها أو تضخيمها؟!
من الصّعب اليوم ضبط هذه الوسائل بالنّظر إلى سرعة تناولها وسهولة استخدامها، لكن التّوعية حولها أصبح ضروريّاً، لجهة الإفادة منها كفضاء حرّ يعمل على التّقارب والتّعاون والتّعارف بين البشر، وحلّ كلّ مشاكلهم وخلافاتهم الّتي تحاصر كلّ واقعهم.
فهل نعود إلى وعينا، ونتحمّل مسؤوليّاتنا في التحكّم بهذه الوسائل بما ينفعنا؟ وهل أضحينا عبيداً لأهوائنا ومصالحنا وأنانيّاتنا الّتي نفرّغها في هذا العالم التّواصليّ الّذي يقلّب موازين العلاقات والرّوابط الإنسانيّة، بدل أن نديرها بالشّكل الصّحيح والمطلوب، ونتربّع على عروشها حاكمين واعين، لا متبوعين مستعمرين لكلّ ما ينحرف بقضايا الإنسان والحياة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه